بآيسن
01-08-2007, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النساء: “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا” (الآية: 35).
بعد ان تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآية السابقة على هذه الآية عن الوسائل الشرعية لعلاج نشوز الزوجة وأمر الرجال بالالتزام بالمراحل المحددة لذلك والتي تبدأ بالوعظ والنصيحة ثم الهجر في المضاجع، ثم الضرب بحدوده وضوابطه الشرعية. بعد ذلك بين سبحانه ما يجب عمله اذا ما نشب خلاف بين الزوجين فقال تعالى: “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها..”.
والمراد بالخوف هنا: العلم.. والخطاب لولاة الأمور وصلحاء الأمة، وقيل لأهل الزوجين.
والمراد بالشقاق ما يحصل بين الزوجين من خلاف ومعاداة.. وسمي الخلاف شقاقا لأن المخالف يفعل ما يشق على صاحبه، أو لأن كل واحد من الزوجين صار في شق وجانب غير الذي فيه صاحبه.
والمعنى: وان علمتم أيها المؤمنون ان هناك خلافا بين الزوجين قد تسبب عنه النفور الشديد، وانقطاع حبال الحياة الزوجية بينهما، ففي هذه الحالة عليكم ان تبعثوا “حكما” أي: رجلا صالحا عاقلا أهلا للإصلاح و”حكما من أهلها” أي: من اقارب الزوجة بحيث يكون على صفة الاول، لأن الاقارب في الغالب اعرف ببواطن الأحوال، وأطلب للإصلاح، وتسكن اليهم النفس أكثر من غيرهم.
واجب الحكمين
وعلى الحكمين في هذه الحالة ان يستكشفا حقيقة الخلاف وأن يعرفا هل الإصلاح بين الزوجين ممكن أم ان الفراق خير لهما.
وظاهر الأمر في قوله “فابعثوا” أنه للوجوب، لأنه من باب رفع المظالم، ورفع المظالم من الأمور الواجبة على الحكام.
وظاهر وصف الحكمين بأن يكون احدهما من أهل الزوج والثاني من أهل الزوجة، ان ذلك شرط على سبيل الوجوب.. إلا ان كثيرا من العلماء كما يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي حمله على الاستحباب، وقالوا: اذا بعث القاضي بحكمين من الاجانب جاز ذلك، لأن فائدة بعث الحكمين استطلاع حقيقة الحال بين الزوجين، وهذا أمر يستطيعه الاقارب وغير الأقارب إلا أنه يستحب الاقارب فيه لأنهم اعرف بأحوال الزوجين.
والضمير في قوله سبحانه: “إن يريدا اصلاحا” يجوز ان يعود للحكمين ويجوز ان يكون للزوجين، وكذلك الضمير في قوله “يوفق الله بينهما” يحتمل ان يكون للحكمين وان يكون للزوجين.
والاولى كما يقول بعض المفسرين أن يكون الضمير الأول للحكمين والثاني للزوجين فيكون المعنى: ان يريدا أي الحكمان إصلاحا بنية صحيحة وعزيمة صادقة يوفق الله بين الزوجين بإلقاء الألفة والمودة في نفسيهما وانتزاع اسباب الخلاف من قلبيهما.
جمع أم تفريق؟
وقد اختلف العلماء فيما يتولاه الحكمان.. أيتوليان الجمع أم التفريق بين الزوجين من دون اذنهما أم ليس لهما تنفيذ أمر يتعلق بالزوجين إلا بعد استئذانهما؟
يرى بعض العلماء ان للحكمين ان يلزما الزوجين بما يريانه من دون اذنهما، لأن الله عز وجل سماهما حكمين.. والحكم هو الذي يحسم الخلاف بما تقتضيه المصلحة سواء أرضي المحكوم عليه أو لم يرض، ولأن القاضي هو الذي كلفهما بهذه المهمة، فلهما ان يتصرفا بما يريانه خيرا من دون اذن الزوجين، ولأن عليا رضي الله عنه عندما بعث الحكمين لحسم الخلاف الذي نشب بين اخيه عقيل وبين زوجته قال لهما: اتدريان ما عليكما؟ ان عليكما ان رأيتما ان تجمعا جمعتهما وإن رأيتما ان تفرقا فرقتهما.
ويرى فريق آخر من العلماء من بينهم ابو حنيفة أنه ليس للحكمين ان يفرقا بين الزوجين إلا برضاهما لأنهما وكيلان للزوجين، ولأن الآية الكريمة بينت ان عملهما هو الإصلاح فإن عجزا عنه فقد انتهت مهمتهما، ولأن الطلاق من الزوج وحده ولا يتولاه سواه إلا بتوكيل منه. ثم ختم سبحانه الآية الكريمة بقوله: “إن الله كان عليما خبيرا” أي أنه سبحانه عليم بظواهر الأمور وبواطنها خبير بأحوال النفوس وطرق علاجها، ولا يخفى عليه شيء من تصرفات الناس وأعمالهم وسيحاسبهم عليها.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النساء: “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا” (الآية: 35).
بعد ان تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآية السابقة على هذه الآية عن الوسائل الشرعية لعلاج نشوز الزوجة وأمر الرجال بالالتزام بالمراحل المحددة لذلك والتي تبدأ بالوعظ والنصيحة ثم الهجر في المضاجع، ثم الضرب بحدوده وضوابطه الشرعية. بعد ذلك بين سبحانه ما يجب عمله اذا ما نشب خلاف بين الزوجين فقال تعالى: “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها..”.
والمراد بالخوف هنا: العلم.. والخطاب لولاة الأمور وصلحاء الأمة، وقيل لأهل الزوجين.
والمراد بالشقاق ما يحصل بين الزوجين من خلاف ومعاداة.. وسمي الخلاف شقاقا لأن المخالف يفعل ما يشق على صاحبه، أو لأن كل واحد من الزوجين صار في شق وجانب غير الذي فيه صاحبه.
والمعنى: وان علمتم أيها المؤمنون ان هناك خلافا بين الزوجين قد تسبب عنه النفور الشديد، وانقطاع حبال الحياة الزوجية بينهما، ففي هذه الحالة عليكم ان تبعثوا “حكما” أي: رجلا صالحا عاقلا أهلا للإصلاح و”حكما من أهلها” أي: من اقارب الزوجة بحيث يكون على صفة الاول، لأن الاقارب في الغالب اعرف ببواطن الأحوال، وأطلب للإصلاح، وتسكن اليهم النفس أكثر من غيرهم.
واجب الحكمين
وعلى الحكمين في هذه الحالة ان يستكشفا حقيقة الخلاف وأن يعرفا هل الإصلاح بين الزوجين ممكن أم ان الفراق خير لهما.
وظاهر الأمر في قوله “فابعثوا” أنه للوجوب، لأنه من باب رفع المظالم، ورفع المظالم من الأمور الواجبة على الحكام.
وظاهر وصف الحكمين بأن يكون احدهما من أهل الزوج والثاني من أهل الزوجة، ان ذلك شرط على سبيل الوجوب.. إلا ان كثيرا من العلماء كما يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي حمله على الاستحباب، وقالوا: اذا بعث القاضي بحكمين من الاجانب جاز ذلك، لأن فائدة بعث الحكمين استطلاع حقيقة الحال بين الزوجين، وهذا أمر يستطيعه الاقارب وغير الأقارب إلا أنه يستحب الاقارب فيه لأنهم اعرف بأحوال الزوجين.
والضمير في قوله سبحانه: “إن يريدا اصلاحا” يجوز ان يعود للحكمين ويجوز ان يكون للزوجين، وكذلك الضمير في قوله “يوفق الله بينهما” يحتمل ان يكون للحكمين وان يكون للزوجين.
والاولى كما يقول بعض المفسرين أن يكون الضمير الأول للحكمين والثاني للزوجين فيكون المعنى: ان يريدا أي الحكمان إصلاحا بنية صحيحة وعزيمة صادقة يوفق الله بين الزوجين بإلقاء الألفة والمودة في نفسيهما وانتزاع اسباب الخلاف من قلبيهما.
جمع أم تفريق؟
وقد اختلف العلماء فيما يتولاه الحكمان.. أيتوليان الجمع أم التفريق بين الزوجين من دون اذنهما أم ليس لهما تنفيذ أمر يتعلق بالزوجين إلا بعد استئذانهما؟
يرى بعض العلماء ان للحكمين ان يلزما الزوجين بما يريانه من دون اذنهما، لأن الله عز وجل سماهما حكمين.. والحكم هو الذي يحسم الخلاف بما تقتضيه المصلحة سواء أرضي المحكوم عليه أو لم يرض، ولأن القاضي هو الذي كلفهما بهذه المهمة، فلهما ان يتصرفا بما يريانه خيرا من دون اذن الزوجين، ولأن عليا رضي الله عنه عندما بعث الحكمين لحسم الخلاف الذي نشب بين اخيه عقيل وبين زوجته قال لهما: اتدريان ما عليكما؟ ان عليكما ان رأيتما ان تجمعا جمعتهما وإن رأيتما ان تفرقا فرقتهما.
ويرى فريق آخر من العلماء من بينهم ابو حنيفة أنه ليس للحكمين ان يفرقا بين الزوجين إلا برضاهما لأنهما وكيلان للزوجين، ولأن الآية الكريمة بينت ان عملهما هو الإصلاح فإن عجزا عنه فقد انتهت مهمتهما، ولأن الطلاق من الزوج وحده ولا يتولاه سواه إلا بتوكيل منه. ثم ختم سبحانه الآية الكريمة بقوله: “إن الله كان عليما خبيرا” أي أنه سبحانه عليم بظواهر الأمور وبواطنها خبير بأحوال النفوس وطرق علاجها، ولا يخفى عليه شيء من تصرفات الناس وأعمالهم وسيحاسبهم عليها.