المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ "


إشراقات
12-31-2006, 01:31 PM
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))(153) .
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن (الشيخ : عبد الرحمن السعدي)

أمر الله تعالى المؤمنين, بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية ( بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره, فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها, وعن معصية الله حتى تتركها, وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها، فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر, فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة, فإنها مفتقرة أشد الافتقار, إلى تحمل الصبر, وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر, فاز بالنجاح, وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها, لم يدرك شيئا, وحصل على الحرمان، وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم, وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى, واستعانة بالله على العصمة منها, فإنها من الفتن الكبار. وكذلك البلاء الشاق, خصوصا إن استمر, فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية, ويوجد مقتضاها, وهو التسخط, إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله, والتوكل عليه, واللجأ إليه, والافتقار على الدوام.

فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد, بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله، فلهذا أمر الله تعالى به, وأخبر أنه ( مَعَ الصَّابِرِينَ )
أي: مع من كان الصبر لهم خلقا, وصفة, وملكة بمعونته وتوفيقه, وتسديده، فهانت عليهم بذلك, المشاق والمكاره, وسهل عليهم كل عظيم, وزالت عنهم كل صعوبة، وهذه معية خاصة, تقتضي محبته ومعونته, ونصره وقربه,
وهذه [منقبة عظيمة] للصابرين، فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله, لكفى بها فضلا وشرفا، وأما المعية العامة, فهي معية العلم والقدرة, كما في قوله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وهذه عامة للخلق.

وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين, ونور المؤمنين, وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة, مجتمعا فيها ما يلزم فيها, وما يسن, وحصل فيها حضور القلب, الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها, استشعر دخوله على ربه, ووقوفه بين يديه, موقف العبد الخادم المتأدب, مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله, مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة, من أكبر المعونة على جميع الأمور فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة, يوجب للعبد في قلبه, وصفا, وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه, واجتناب نواهيه، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء.

إشراقات
12-31-2006, 01:33 PM
شرح باختصار لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) وما هي صلة القرابة بين الصبر والصلاة؟



(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ )) في هذه الآية أمر من الله تعالى للمؤمنين بالاستعانة بالصبر لأجل الثبات على طاعته سبحانه وأداء ما أمر به حتى يفوزوا بالنجاح , والاستعانة بالصبر لاجتناب معصيته وتركها والعصمة منها , والاستعانة بالصبر على الرضا بأقداره المؤلمة وعدم التسخّط من بلائها .

(( وَالصَّلاةِ )) وأمرهم الله تعالى بالاستعانة بالصلاة التي هي عماد الدين , والصِّلة بين العبد الذليل وربه العظيم الجليل , ومن فضلها أنها يستعان بها على الأمور فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر , وهي تدعوا إلى امتثال أوامر الله تعالى .

(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) فأخبرهم تعالى أنه مع من كان الصبر لهم سجية وملكة فمن أدرك أن الله تعالى معه إذا صبر هانت عليه المشاق والمكاره وسهل عليه كل عظيم , وهذه المعية معية خاصة تقتضي محبته ومعونته وقربه وتأييده , وكفى بالصابرين شرفاً أن فازوا بمعية الأحد الصمد سبحانه وتعالى .

إذاً فالصبر والصلاة كلاهما يستعان بهما على طاعة الله تعالى ويستعان بهما على ترك ما نهى الله تعالى عنه .

مستر عتيبي
12-31-2006, 08:59 PM
مشكوره اختي على الموضوع
مع تحياتي

إشراقات
01-01-2007, 07:47 AM
العفـــو .. وحياك الله يامستـر عتيبي .. ولأعدمنـا تواصلك ..

bander
01-03-2007, 06:49 PM
جزاك الله خير ونكتبة في موازين حسناتك ،،،

النـايــــــف
01-04-2007, 01:36 PM
جزاكي الله كل خير اختي إشراقات


وجعلها الله في موازين حسناتك


على هذا الموضوع الرائع


تحياتي لكي ،،،،

غصون
01-08-2007, 11:30 PM
جزاج الله خير اختي

إشراقات
01-09-2007, 07:14 AM
جزاك الله خير ونكتبة في موازين حسناتك ،،،

ولك بمثلــه ..،

إشراقات
01-09-2007, 07:16 AM
جزاكي الله كل خير اختي إشراقات
وجعلها الله في موازين حسناتك
على هذا الموضوع الرائع
تحياتي لكي ،،،،

ولك بمثلــه ..،

إشراقات
01-09-2007, 07:18 AM
جزاج الله خير اختي

ولكِ بمثلــه ..،

عتيبي والفخر
01-09-2007, 10:31 AM
جزاك الله خير اختي إشرقات,,
ووفقك الله دنيا وآخره ..

تحياتي

إشراقات
01-09-2007, 12:45 PM
جزاك الله خير اختي إشرقات,,
ووفقك الله دنيا وآخره ..
تحياتي

ويجزاك بالجنــه على دعاءك الطيب لي ..