فلان_999
12-19-2006, 06:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين
أما بعد :
فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل والإحسان إلى الجار عملا بقوله تعالى : (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) .
عباد الله :
إن المقصود من قوله تعالى ( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ) هو من بينك وبينه قرابة أو الجار القريب (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) من ليس بينك وبينه قرابة أو الجار البعيد
وعن أبي هريرة رض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ”وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّـهِ؟ قَالَ: « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ » . رواه البخاري ومسلم .. ومعنى ( بوائقه ) أي الشيء المهلك ، وهو الشر الذي يوافي بغتة ، فهذا الحديث النبوي الشريف يبين أن الإيمان لا يتم إلا بإحسان معاملة الجار وكف الأذى عنه مهما كان دينه وقرابته ، قال عبدالله بن عمرو بن العاص رض لأهله وقد ذبحوا شاة : أأهديتم لجارنا اليهودي ؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ“ متفق عليه
وقد كان عليه الصلاة والسلام يزور جيرانه من اليهود والمشركين ويجيب دعوتهم إذا دعوه ، ويحسن جوارهم ويتصدق عليهم تطوعا ، ويهدي لهم ويهش في وجوههم إذا لاقاهم ، وبهذه الأمور التي جاء بها الإسلام لمعاملة الجار تحقق الألفة وتحصل المودة ، ولذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإهداء الجار ما تيسر من الطعام، فقد قال النبي: صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي ذر : ” يا أبا ذر إذا طبخت مرقا فأكثر ماءها وتعهد جيرانك“ رواه الإمام أحمد
ولا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي جاره بأي وسيلة من وسائل الأذى كسبه أو الإساءة له أو لأولاده ، أو طرح القمامات عند بابه ، أو صب الماء أمام داره حيث يتأذي به أو رفع الجدار عليه ليحجب عنه النور والهواء ، أو فتح النوافذ إلى بيته والإشراف منها ليكشف عورته ويهتك حرمته وإن إيذاء الجار يدل على سوء الخلق ويحبط ثواب الأعمال الصالحة .. فكن يا أخي المؤمن جار خير ، لتكون كامل الإيمان محبوبا عند الله وعند الناس ، ولا تكن جار سوء فتصبح ناقص الإيمان وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أذى الجار بأي صورة من الصور التي تؤدي إلى ضرره وربط ذلك بالإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر الذي يكون فيه الحساب فعن أبي هريرة رض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ - وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ » رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم : ”مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ“. وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن انتهاك حرمة الجار أشد وأخطر عند الله تعالى ، فعن المقداد بن الأسود رض قال : قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ”ما تقولون في الزنا ؟ قالوا : حرام حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره ، قال : ما تقولون في السرقة ؟ قالوا : حرمها الله ورسوله فهي حرام ، قال : لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره“ رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني .
وأشار صلى الله عليه وسلم بأنه لا يدخل الجنة من يؤذى جاره ويسيء إليه ، فعن أبى هريرة رض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ”لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ » رواه مسلم بل إن من مقتضيات الإيمان أن يحب المؤمن لجاره ما يحب لنفسه ، فعن أنس رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ - أَوْ قَالَ لأَخِيهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ“ رواه مسلم . وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من جار السوء ، فعن أبي هريرة رض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ” اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة ، فإن جار البادية يتحول“ رواه ابن حبان في صحيحه .
ونظرا لأهمية الجوار ولما له من حرمة كبرى عند الله تعالي فإن الله تعالى ، جعل أول الفصل في الخصومات يوم القيامة بين الجيران ، فعن عقبة بن عامر رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أول خصمين يوم القيامة جاران“ رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما جيد .
وقد شكا رجل جاره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالصبر على أذاه مرارا إلى أن أمره بأن يطرح متاعه في الطريق ، فعن أبي هريرة رض قال : ”جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره ، فقال له : ”اذهب فاصبر“ ، فأتاه مرتين أو ثلاثا ، فقال: ”اذهب فاطرح متاعك في الطريق“ ففعل ، فجعل الناس يمرون ويسألونه فيخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل ، وبعضهم يدعو عليه ، فجاء إليه جاره ، فقال : ارجع ، فإنك لن ترى منى شيئا تكرهه“ رواه أبو داود
ونظرا لأهمية حسن الجوار فإن أي عمل صالح لا ينفع مع سوء الجوار ، فعن أبي هريرة رض قال : قال رجل : يا رسول الله إن فلانة تكثر صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال : ”هي في النار“ ، قال يا رسول الله ، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها ؟ قال : ”هي في الجنة“ رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم ، وقال صحيح الإسناد .
والأثوار قطعة من الأقط ، والأقط : ما يتخذ من محيض اللبن وقد بيَّن صلوات الله وسلامه عليه حقوق الجوار ، فقد روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ”من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله ، فليس ذلك بمؤمن ، وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه ، أتدري ما حق الجار ؟ إذا استعانك أعنته ، وإذا استقرضك أقرضته وإذا افتقر تصدقت عليه ، وإذا مرض عدته ، وإذا أصابه خير هنأته ، وإذا أصابته مصيبة عزيته ، وإذا مات اتبعت جنازته ، ولا تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها ، وإن اشتريت فاكهة فأهد له ، فإن لم تفعل فأدخلها سرا ، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده“ رواه الخرائطي ، وفي رواية الطبراني عن معاوية بن حيدة قال : قلت: يا رسول الله ما حق الجار عليَّ ؟ قال : ” إن مرض عدته وإن مات شيعته ، وإن استقرضك أقرضته ، وإن أعوز سترته“ فذكر الحديث بنحوه.
ويجب على المؤمن أن يتفقد أحوال جاره ليطعمه إن كان جائعا وإلا فإيمانه في نقص ، فعن أنس بن مالك رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم “ رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن
وأخبر صلوات الله وسلامه عليه أن خير الجيران أنفعهم لجاره ، فعن عبدالله بن عمرو رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ » رواه الترمذي .
وعلى ذلك فالإسلام جعل للجار حقوقا يجب على المسلم الوفاء بها ، وذلك لأن الإسلام يحرص على تقوية العلاقات الطيبة بين المسلمين بعضهم مع بعض ، وبينهم وبين غيرهم من سائر الجيران
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
منقول
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين
أما بعد :
فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل والإحسان إلى الجار عملا بقوله تعالى : (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) .
عباد الله :
إن المقصود من قوله تعالى ( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ) هو من بينك وبينه قرابة أو الجار القريب (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) من ليس بينك وبينه قرابة أو الجار البعيد
وعن أبي هريرة رض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ”وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّـهِ؟ قَالَ: « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ » . رواه البخاري ومسلم .. ومعنى ( بوائقه ) أي الشيء المهلك ، وهو الشر الذي يوافي بغتة ، فهذا الحديث النبوي الشريف يبين أن الإيمان لا يتم إلا بإحسان معاملة الجار وكف الأذى عنه مهما كان دينه وقرابته ، قال عبدالله بن عمرو بن العاص رض لأهله وقد ذبحوا شاة : أأهديتم لجارنا اليهودي ؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ“ متفق عليه
وقد كان عليه الصلاة والسلام يزور جيرانه من اليهود والمشركين ويجيب دعوتهم إذا دعوه ، ويحسن جوارهم ويتصدق عليهم تطوعا ، ويهدي لهم ويهش في وجوههم إذا لاقاهم ، وبهذه الأمور التي جاء بها الإسلام لمعاملة الجار تحقق الألفة وتحصل المودة ، ولذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإهداء الجار ما تيسر من الطعام، فقد قال النبي: صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي ذر : ” يا أبا ذر إذا طبخت مرقا فأكثر ماءها وتعهد جيرانك“ رواه الإمام أحمد
ولا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي جاره بأي وسيلة من وسائل الأذى كسبه أو الإساءة له أو لأولاده ، أو طرح القمامات عند بابه ، أو صب الماء أمام داره حيث يتأذي به أو رفع الجدار عليه ليحجب عنه النور والهواء ، أو فتح النوافذ إلى بيته والإشراف منها ليكشف عورته ويهتك حرمته وإن إيذاء الجار يدل على سوء الخلق ويحبط ثواب الأعمال الصالحة .. فكن يا أخي المؤمن جار خير ، لتكون كامل الإيمان محبوبا عند الله وعند الناس ، ولا تكن جار سوء فتصبح ناقص الإيمان وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أذى الجار بأي صورة من الصور التي تؤدي إلى ضرره وربط ذلك بالإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر الذي يكون فيه الحساب فعن أبي هريرة رض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ - وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ » رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم : ”مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ“. وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن انتهاك حرمة الجار أشد وأخطر عند الله تعالى ، فعن المقداد بن الأسود رض قال : قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ”ما تقولون في الزنا ؟ قالوا : حرام حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره ، قال : ما تقولون في السرقة ؟ قالوا : حرمها الله ورسوله فهي حرام ، قال : لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره“ رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني .
وأشار صلى الله عليه وسلم بأنه لا يدخل الجنة من يؤذى جاره ويسيء إليه ، فعن أبى هريرة رض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ”لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ » رواه مسلم بل إن من مقتضيات الإيمان أن يحب المؤمن لجاره ما يحب لنفسه ، فعن أنس رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ - أَوْ قَالَ لأَخِيهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ“ رواه مسلم . وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من جار السوء ، فعن أبي هريرة رض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ” اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة ، فإن جار البادية يتحول“ رواه ابن حبان في صحيحه .
ونظرا لأهمية الجوار ولما له من حرمة كبرى عند الله تعالي فإن الله تعالى ، جعل أول الفصل في الخصومات يوم القيامة بين الجيران ، فعن عقبة بن عامر رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أول خصمين يوم القيامة جاران“ رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما جيد .
وقد شكا رجل جاره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالصبر على أذاه مرارا إلى أن أمره بأن يطرح متاعه في الطريق ، فعن أبي هريرة رض قال : ”جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره ، فقال له : ”اذهب فاصبر“ ، فأتاه مرتين أو ثلاثا ، فقال: ”اذهب فاطرح متاعك في الطريق“ ففعل ، فجعل الناس يمرون ويسألونه فيخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل ، وبعضهم يدعو عليه ، فجاء إليه جاره ، فقال : ارجع ، فإنك لن ترى منى شيئا تكرهه“ رواه أبو داود
ونظرا لأهمية حسن الجوار فإن أي عمل صالح لا ينفع مع سوء الجوار ، فعن أبي هريرة رض قال : قال رجل : يا رسول الله إن فلانة تكثر صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال : ”هي في النار“ ، قال يا رسول الله ، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها ؟ قال : ”هي في الجنة“ رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم ، وقال صحيح الإسناد .
والأثوار قطعة من الأقط ، والأقط : ما يتخذ من محيض اللبن وقد بيَّن صلوات الله وسلامه عليه حقوق الجوار ، فقد روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ”من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله ، فليس ذلك بمؤمن ، وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه ، أتدري ما حق الجار ؟ إذا استعانك أعنته ، وإذا استقرضك أقرضته وإذا افتقر تصدقت عليه ، وإذا مرض عدته ، وإذا أصابه خير هنأته ، وإذا أصابته مصيبة عزيته ، وإذا مات اتبعت جنازته ، ولا تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها ، وإن اشتريت فاكهة فأهد له ، فإن لم تفعل فأدخلها سرا ، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده“ رواه الخرائطي ، وفي رواية الطبراني عن معاوية بن حيدة قال : قلت: يا رسول الله ما حق الجار عليَّ ؟ قال : ” إن مرض عدته وإن مات شيعته ، وإن استقرضك أقرضته ، وإن أعوز سترته“ فذكر الحديث بنحوه.
ويجب على المؤمن أن يتفقد أحوال جاره ليطعمه إن كان جائعا وإلا فإيمانه في نقص ، فعن أنس بن مالك رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم “ رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن
وأخبر صلوات الله وسلامه عليه أن خير الجيران أنفعهم لجاره ، فعن عبدالله بن عمرو رض قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ » رواه الترمذي .
وعلى ذلك فالإسلام جعل للجار حقوقا يجب على المسلم الوفاء بها ، وذلك لأن الإسلام يحرص على تقوية العلاقات الطيبة بين المسلمين بعضهم مع بعض ، وبينهم وبين غيرهم من سائر الجيران
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
منقول