فلان_999
12-15-2006, 07:03 PM
بقلم الداعية : أم معاذ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين,اما بعد
بما اننا نتحدث عن القلوب والطرق الموصلة اليها وبما ان القلوب متقلبة ومتنوعة فلا بد اذن ان نسلك كل الطرق والأساليب التي من خلالها نستطيع ان نصل اليها، وهذه القلوب كالزجاجة لا بد من الترفق بها والحرص عليها من الكسر. لذلك يقول احدهم:
واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصــــــعب
ان القــــــــــــــــــــــــــــــلوب اذا تنـــــــــافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
من هذه الأساليب المؤثرة والتي لا تكلفك اخي المسلم درهما واحدا افشاء السلام، يقول ابو عبد الله فيصل بن عبده قائد الحاشدي صاحب كتاب(طريقنا للقلوب) في كتابه :" السلام: معناه التعويذ بالله والتحصين به، فإن السلام اسم له سبحانه تقديره: الله عليك حفيظ وكفيل، كما يقال: الله معك، اي بالحفظ والمعونة واللطف".
فعن ابن مسعود- رضي الله عنه- ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" السلام اسم من اسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم اذا مر بقوم فسلم عليهم كان له عليهم فضل درجة بتذكيره اياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب".
والسلام سنة مؤكدة، وحق من حقوق المسلم على اخيه المسلم. فعن ابي هريرة قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حق المسلم على المسلم ست: اذا لقيته فسلم عليه، واذا دعاك فأجبه، واذا استنصحك فانصح له، واذا عطس فحمد الله فشمته، واذا مرض فعده، واذا مات فاتبعه".
واذا كان البدء بالسلام حق من الحقوق الستة للمسلم على المسلم، فإن رد السلام فرض عين في حق الواحد قال تعالى { واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها } (النساء: 86).
فلا تكن اخي المسلم من البخلاء في الكلام الطيب لأن السلام من الكلام الطيب. فمن غير المعقول ولا المقبول ان تكون مسلما وتبخل بهذه الكلمة اللطيفة والجميلة والتي هي تحية اهل الجنة، وتحية الله لعباده في الجنة {سلام قولا من رب رحيم}.
وهي تحية الملائكة لأهل الجنة الصابرين { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}.
وللسلام ولهذه التحية فوائد وفضل كبير عند الله:
-1 امتثال امر الله لأن غاية الانسان في هذه الحياة هي ارضاء الله. قال تعالى { يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون}.
-2 في السلام احياء لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث انه حثنا على السلام وجعل السلام من حقوق المسلم وبين لنا عليه الصلاة والسلام بأنه طريق للمحبة وزوال الشحناء والتباغض وبين لنا كذلك بأن المحبة طريق الايمان، والايمان طريق الجنة. فعن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم".
-3 انه من اسباب حصول البركة على المسلِّم والمسلَّم عليه، فعن انس - رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا بني، اذا دخلت على اهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى اهل بيتك".
-4 والأهم من كل ذلك ان السلام هو طريق الجنة والفوز بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا ايها الناس، افشوا السلام واطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
هذه اذن فوائد السلام، ولكن للسلام آدابا كذلك بينها صاحب كتاب (طريقنا للقلوب):
- ان يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والراكب على الماشي، والقليل على الكثير.
- ان يسلم بضمير الجمع
- ان يكون اللفظ بصوت مسموع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اذا سلمت فأسمع، فإنها تحية من عند الله".
- الاقبال على المسلَّم عليه بوجه باش طلق، يذوب رقة وخلقا ويا حبذا لو رافق هذا السلام المصافحة وشد الكف على الكف فإن هذا افضل واعظم بركة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان المؤمن اذا لقي المؤمن فسلّم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر".
- البدء بالسلام قبل الكلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من بدأ بالكلام قبل السلام، فلا تجيبوه".
- السلام على من يعرف ومن لم يعرف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعدما سأله رجل اي الاسلام خير؟ قال:" تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
لكن يجب الانتباه والحذر ان الرجل يسلم على الرجل والمرأة على المرأة وليس العكس، وكذلك في قضية المصافحة لا يجوز للمرأة ان تصافح الرجل او الرجل يصافح المرأة الا اذا كانت محرما.
- عدم التسليم بالاشارة بالاصبع او باليد او بالرأس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف".
- عدم السلام على من كان يقضي حاجته من بول وغائط، فإن سلم عليه احد فلا يرد عليه حتى يتوضأ، فعن ابن عمر قال:" مر رجل على النبي وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه".
-عدم القول: عليك السلام ابتداء لأنها تحية الموتى كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:" لا تقل : عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى".
اذن هذه فوائد التحية الجميلة فلا تدعها اخي المسلم ولا تتكبر عنها فإنها سبيلك الى دخول الجنة وانها وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم فلا تجعلها تفوتك ولا يكن سلامك على احد هو من قبيل اسقاط الواجب بل اقبل على من تسلم عليه واجعل هذه التحية المباركة تفوح بأريج المحبة والألفة والوفاء.
ولا تدع احدا يسبقك بالسلام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، وقال كذلك:" ان اولى الناس بالله من بدأ بالسلام".
فإذا اردت صحبة الحبيب ما عليك الا ان تمضي على خطى الحبيب، قال تعالى { قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين,اما بعد
بما اننا نتحدث عن القلوب والطرق الموصلة اليها وبما ان القلوب متقلبة ومتنوعة فلا بد اذن ان نسلك كل الطرق والأساليب التي من خلالها نستطيع ان نصل اليها، وهذه القلوب كالزجاجة لا بد من الترفق بها والحرص عليها من الكسر. لذلك يقول احدهم:
واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصــــــعب
ان القــــــــــــــــــــــــــــــلوب اذا تنـــــــــافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
من هذه الأساليب المؤثرة والتي لا تكلفك اخي المسلم درهما واحدا افشاء السلام، يقول ابو عبد الله فيصل بن عبده قائد الحاشدي صاحب كتاب(طريقنا للقلوب) في كتابه :" السلام: معناه التعويذ بالله والتحصين به، فإن السلام اسم له سبحانه تقديره: الله عليك حفيظ وكفيل، كما يقال: الله معك، اي بالحفظ والمعونة واللطف".
فعن ابن مسعود- رضي الله عنه- ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" السلام اسم من اسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم اذا مر بقوم فسلم عليهم كان له عليهم فضل درجة بتذكيره اياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب".
والسلام سنة مؤكدة، وحق من حقوق المسلم على اخيه المسلم. فعن ابي هريرة قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حق المسلم على المسلم ست: اذا لقيته فسلم عليه، واذا دعاك فأجبه، واذا استنصحك فانصح له، واذا عطس فحمد الله فشمته، واذا مرض فعده، واذا مات فاتبعه".
واذا كان البدء بالسلام حق من الحقوق الستة للمسلم على المسلم، فإن رد السلام فرض عين في حق الواحد قال تعالى { واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها } (النساء: 86).
فلا تكن اخي المسلم من البخلاء في الكلام الطيب لأن السلام من الكلام الطيب. فمن غير المعقول ولا المقبول ان تكون مسلما وتبخل بهذه الكلمة اللطيفة والجميلة والتي هي تحية اهل الجنة، وتحية الله لعباده في الجنة {سلام قولا من رب رحيم}.
وهي تحية الملائكة لأهل الجنة الصابرين { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}.
وللسلام ولهذه التحية فوائد وفضل كبير عند الله:
-1 امتثال امر الله لأن غاية الانسان في هذه الحياة هي ارضاء الله. قال تعالى { يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون}.
-2 في السلام احياء لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث انه حثنا على السلام وجعل السلام من حقوق المسلم وبين لنا عليه الصلاة والسلام بأنه طريق للمحبة وزوال الشحناء والتباغض وبين لنا كذلك بأن المحبة طريق الايمان، والايمان طريق الجنة. فعن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم".
-3 انه من اسباب حصول البركة على المسلِّم والمسلَّم عليه، فعن انس - رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا بني، اذا دخلت على اهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى اهل بيتك".
-4 والأهم من كل ذلك ان السلام هو طريق الجنة والفوز بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا ايها الناس، افشوا السلام واطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
هذه اذن فوائد السلام، ولكن للسلام آدابا كذلك بينها صاحب كتاب (طريقنا للقلوب):
- ان يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والراكب على الماشي، والقليل على الكثير.
- ان يسلم بضمير الجمع
- ان يكون اللفظ بصوت مسموع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اذا سلمت فأسمع، فإنها تحية من عند الله".
- الاقبال على المسلَّم عليه بوجه باش طلق، يذوب رقة وخلقا ويا حبذا لو رافق هذا السلام المصافحة وشد الكف على الكف فإن هذا افضل واعظم بركة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان المؤمن اذا لقي المؤمن فسلّم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر".
- البدء بالسلام قبل الكلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من بدأ بالكلام قبل السلام، فلا تجيبوه".
- السلام على من يعرف ومن لم يعرف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعدما سأله رجل اي الاسلام خير؟ قال:" تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
لكن يجب الانتباه والحذر ان الرجل يسلم على الرجل والمرأة على المرأة وليس العكس، وكذلك في قضية المصافحة لا يجوز للمرأة ان تصافح الرجل او الرجل يصافح المرأة الا اذا كانت محرما.
- عدم التسليم بالاشارة بالاصبع او باليد او بالرأس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف".
- عدم السلام على من كان يقضي حاجته من بول وغائط، فإن سلم عليه احد فلا يرد عليه حتى يتوضأ، فعن ابن عمر قال:" مر رجل على النبي وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه".
-عدم القول: عليك السلام ابتداء لأنها تحية الموتى كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:" لا تقل : عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى".
اذن هذه فوائد التحية الجميلة فلا تدعها اخي المسلم ولا تتكبر عنها فإنها سبيلك الى دخول الجنة وانها وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم فلا تجعلها تفوتك ولا يكن سلامك على احد هو من قبيل اسقاط الواجب بل اقبل على من تسلم عليه واجعل هذه التحية المباركة تفوح بأريج المحبة والألفة والوفاء.
ولا تدع احدا يسبقك بالسلام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، وقال كذلك:" ان اولى الناس بالله من بدأ بالسلام".
فإذا اردت صحبة الحبيب ما عليك الا ان تمضي على خطى الحبيب، قال تعالى { قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.