طيب الفال
11-26-2006, 11:54 AM
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_anoanslam.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_mk23650_bird_2.gif
((كتاب دفين بين طيات الضمير ))
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_mk23650_book_page_flip_md_wht.gif
تم استثارته من قـِبَـل .. حروف وصور تمر مر السحاب فوق أديم الأرض ثم تنهمر في ساع بكل ما تحمله من آهات وعبر ....
وتذهب في ساع ... لكنها لا تلبث أن تعود بازغة في جبين الزمن كالبدر ...... إنه كتاب يتجدد مع الأيام ويعود به الحنين من حيث بدا ..... وهكذا هي (كتب الحياة) دائما ما تجد فيها منعطفات ووقفات لا تنسى قد تكون حزينة أو ذات سرور ... ارتسمت في مخيلة كل فرد ٍ منا...
يسترجعها بين الفينة والأخرى كل ما سنحت له الفرصة في ذلك أو هزه الشوق لذكرها .... وهذا يحدث لعدة أسباب كثيرة.... منها مشاهدة الأطلال .... والغائب... و جلسات السمر الهانئة ... ومواقف أخرى تستثير ذلك الكتاب الدفين بين طيات السنين ...
ومن أشد هذه الأمور وقعا على النفس .... مشاهدة الأطلال أو صور تلك الأيام الخوالي ..... فكم وكم من قصة ورحلة وكم وكم من مرباع وشتوة ، باتت شاهدة على جمال تلك اللحظات أو حتى تعاستها ......
وأجمل ما يكون لتوثيق تلك اللحظات الجميلة والرحلات النادرة هي الصور..... فأنت حينما تكون في فسحة من وقتك هانئ البال مستريح الخاطر لابد وان تتغنى بقيثارة صوتك الشجي أو المزعج (ولكن بالنسبة لك شجي) بأعذب أشعار تحفظها والتي تعيدك بنغماتها إلى تلك الأيام الخوالي ... مع تقليب تلك الصفحات الخالدة في مخيلتك عبر تلك الصور الشاخصة أمام عينيك كل هذه السنين ...
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_sdddss.jpg
ولكن العادة أننا لا نحتفظ إلا بالجميل منها... والذي قد تفقده في لحظة ما فكم من لحظات سجلت ولكن ذهبت ولم يبقى لها سوى الذكرى......
""
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_trvk01.jpg
ثم يليها ما تخطه أناملك على تلك الصفحات التي اصفرت وتهتكت أطرافها من أثر السنون ..... فيا الله ما أعذبها من حروف جميلة .... تسلب الألباب وتثير الشجون.....
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_aatrfk1.jpg
وبين أيامنا هذه وتلك الأيام الخالدة ليالي وأيام شجية... مرت وفي العقول استقرت وهي تحمل بين طياتها ما يدعوا للوقوف معها بين الفينة والأخرى للأنس بها والانشراح ببساطتها ورونقها ومن هذا المنطلق كانت هذه الحروف والصور ... حيث كانت البداية في منزل طيني عشت بين جنباته وترعرت في حضنه الدافئ شتاءً والبارد صيفا في حضن قريتي الآسر .. والذي رسمت جزء منه هذه الصورة قبل خمسة عشر عاما
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_xxxxxx103.jpg
وبعد أن مرت بي أعوام ستة دلفت بعدها لمدرستي والتي كانت بجانب بيتي ولا يفصلها عنه سوى بضعة أمتار قضيت بها ربيع الطفولة ورونقها وكنت بصفها الأول على ذلك الحنبل الأحمر المخطط أجلس وأتربع عليه في ذلك الصف الطيني ...وكم ضحكنا من موقف عندما ينام ذلك الصغير على دفتره أبو عشرين الأدهم وهو جالس في وضع مضحك
وكم بكينا من جلد ٍٍ أتانا لو مر على أطفال اليوم لبكوا كثيرا ... أما تلك الساحة الفسيحة بين تلك الجدران الطينية.. أو ذلك الملعب المجاور والمسور بأكمله وفي طرفه تلك البركة الجميلة والتي صمدت ردهة من الزمن حتى سقط عليها جدارها بفعل تلك الجرافات التي جرفت معها ذكريات جميلة .... ولم يبقى منها سوى تلك الصفحة الناصعة والتي سجلت أحداث ساعة مر عليها ثلاثة عقود فيالها من صفحة غالية......
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_swsca.jpg
..............
أما ذلك المسجد الذي كان مرتعا خصبا لنا ومقناصا ممتع لنا مع تلك العصافير الصغيرة بأعشاشها .. أو ذلك السراج الذي يضئ ليل دامس خلف ذلك الصف ... فذلك شيء آخر .... ولقد كنا نهرب فزعا إلى المسجد عندما نرى ذلك المدرس المهيب ونلوذ فرقا خلف تلك الزوايا من هيبته وسطوته علينا فالخطأ بالشارع محاسب عليه غدا في المدرسة لا محالة ... أما تلك التغذية المكرتنة .. فما ألذها و أطعمها
أم تلك السيول الهادرة والتي كنا نستمتع بها أيما استمتاع .. بين تلك الغدران الصافية المجاورة لنا والتي تبقى أياما وهي كماهي .. أو ذلك الشعيب المجاور والذي كان يهدرا ليلا ونهارا وأنت تستلذ بنغماته في وسط بيتك الطيني البسيط فذلك قل من سمعه ....
أم ذلك الفطور الرمضاني البسيط والذي مازلت أتذكره هنا وألذ مافيه الشربيت في ذلك المصباح الصامد حتى اليوم
يرسم الآهة والبسمة بين جنباته الغضة
أم ذلك الجليجل .......وذلك المجلجل الذي غم بتلك العصابة…بين هاتيك الأيدي النحيلة التي تقوده تحت أنغام (عطو الجليجل حقه ولا رماكم بـ........؟) فكانت حصيلتها... حفنة رز وعلبة صلصة مميزة وحبة بصلة وكشتة بالشعيب المجاور والذي لا يتجاوز الكيلو ..... ما ألذها من كبسة .....
يتبع ....
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_mk23650_bird_2.gif
((كتاب دفين بين طيات الضمير ))
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_mk23650_book_page_flip_md_wht.gif
تم استثارته من قـِبَـل .. حروف وصور تمر مر السحاب فوق أديم الأرض ثم تنهمر في ساع بكل ما تحمله من آهات وعبر ....
وتذهب في ساع ... لكنها لا تلبث أن تعود بازغة في جبين الزمن كالبدر ...... إنه كتاب يتجدد مع الأيام ويعود به الحنين من حيث بدا ..... وهكذا هي (كتب الحياة) دائما ما تجد فيها منعطفات ووقفات لا تنسى قد تكون حزينة أو ذات سرور ... ارتسمت في مخيلة كل فرد ٍ منا...
يسترجعها بين الفينة والأخرى كل ما سنحت له الفرصة في ذلك أو هزه الشوق لذكرها .... وهذا يحدث لعدة أسباب كثيرة.... منها مشاهدة الأطلال .... والغائب... و جلسات السمر الهانئة ... ومواقف أخرى تستثير ذلك الكتاب الدفين بين طيات السنين ...
ومن أشد هذه الأمور وقعا على النفس .... مشاهدة الأطلال أو صور تلك الأيام الخوالي ..... فكم وكم من قصة ورحلة وكم وكم من مرباع وشتوة ، باتت شاهدة على جمال تلك اللحظات أو حتى تعاستها ......
وأجمل ما يكون لتوثيق تلك اللحظات الجميلة والرحلات النادرة هي الصور..... فأنت حينما تكون في فسحة من وقتك هانئ البال مستريح الخاطر لابد وان تتغنى بقيثارة صوتك الشجي أو المزعج (ولكن بالنسبة لك شجي) بأعذب أشعار تحفظها والتي تعيدك بنغماتها إلى تلك الأيام الخوالي ... مع تقليب تلك الصفحات الخالدة في مخيلتك عبر تلك الصور الشاخصة أمام عينيك كل هذه السنين ...
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_sdddss.jpg
ولكن العادة أننا لا نحتفظ إلا بالجميل منها... والذي قد تفقده في لحظة ما فكم من لحظات سجلت ولكن ذهبت ولم يبقى لها سوى الذكرى......
""
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_trvk01.jpg
ثم يليها ما تخطه أناملك على تلك الصفحات التي اصفرت وتهتكت أطرافها من أثر السنون ..... فيا الله ما أعذبها من حروف جميلة .... تسلب الألباب وتثير الشجون.....
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_aatrfk1.jpg
وبين أيامنا هذه وتلك الأيام الخالدة ليالي وأيام شجية... مرت وفي العقول استقرت وهي تحمل بين طياتها ما يدعوا للوقوف معها بين الفينة والأخرى للأنس بها والانشراح ببساطتها ورونقها ومن هذا المنطلق كانت هذه الحروف والصور ... حيث كانت البداية في منزل طيني عشت بين جنباته وترعرت في حضنه الدافئ شتاءً والبارد صيفا في حضن قريتي الآسر .. والذي رسمت جزء منه هذه الصورة قبل خمسة عشر عاما
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_xxxxxx103.jpg
وبعد أن مرت بي أعوام ستة دلفت بعدها لمدرستي والتي كانت بجانب بيتي ولا يفصلها عنه سوى بضعة أمتار قضيت بها ربيع الطفولة ورونقها وكنت بصفها الأول على ذلك الحنبل الأحمر المخطط أجلس وأتربع عليه في ذلك الصف الطيني ...وكم ضحكنا من موقف عندما ينام ذلك الصغير على دفتره أبو عشرين الأدهم وهو جالس في وضع مضحك
وكم بكينا من جلد ٍٍ أتانا لو مر على أطفال اليوم لبكوا كثيرا ... أما تلك الساحة الفسيحة بين تلك الجدران الطينية.. أو ذلك الملعب المجاور والمسور بأكمله وفي طرفه تلك البركة الجميلة والتي صمدت ردهة من الزمن حتى سقط عليها جدارها بفعل تلك الجرافات التي جرفت معها ذكريات جميلة .... ولم يبقى منها سوى تلك الصفحة الناصعة والتي سجلت أحداث ساعة مر عليها ثلاثة عقود فيالها من صفحة غالية......
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk8178_swsca.jpg
..............
أما ذلك المسجد الذي كان مرتعا خصبا لنا ومقناصا ممتع لنا مع تلك العصافير الصغيرة بأعشاشها .. أو ذلك السراج الذي يضئ ليل دامس خلف ذلك الصف ... فذلك شيء آخر .... ولقد كنا نهرب فزعا إلى المسجد عندما نرى ذلك المدرس المهيب ونلوذ فرقا خلف تلك الزوايا من هيبته وسطوته علينا فالخطأ بالشارع محاسب عليه غدا في المدرسة لا محالة ... أما تلك التغذية المكرتنة .. فما ألذها و أطعمها
أم تلك السيول الهادرة والتي كنا نستمتع بها أيما استمتاع .. بين تلك الغدران الصافية المجاورة لنا والتي تبقى أياما وهي كماهي .. أو ذلك الشعيب المجاور والذي كان يهدرا ليلا ونهارا وأنت تستلذ بنغماته في وسط بيتك الطيني البسيط فذلك قل من سمعه ....
أم ذلك الفطور الرمضاني البسيط والذي مازلت أتذكره هنا وألذ مافيه الشربيت في ذلك المصباح الصامد حتى اليوم
يرسم الآهة والبسمة بين جنباته الغضة
أم ذلك الجليجل .......وذلك المجلجل الذي غم بتلك العصابة…بين هاتيك الأيدي النحيلة التي تقوده تحت أنغام (عطو الجليجل حقه ولا رماكم بـ........؟) فكانت حصيلتها... حفنة رز وعلبة صلصة مميزة وحبة بصلة وكشتة بالشعيب المجاور والذي لا يتجاوز الكيلو ..... ما ألذها من كبسة .....
يتبع ....