المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاضح الحرائر ( عمر بن ابي ربيعة)


السعار
05-28-2004, 01:08 AM
ايه الاخوة اليوم فلنذهب مع الشاعر الرائع عمر بن ابي ربيعة ويليكم هذا الفصل من حياته .. ارجو أن يكون يثري الركن الادبي من هذا المنتدى الرائع...

كان عمر بن ابير ربيعة جالسا بمنى في فناء مضربه وغلمانه حوله اذ أقبلت عليه أمراة جميله عليها اثر النعمة ‘ فسلمت ‘ فرد عليها السلام . فقالت له: أنت عمر بن ابي ربيعة .؟ فقال لها: أنا هو‘ فما حاجتك؟ قالت له : حياك الله وقربمك! هل لك في محادثة أحسن الناس وجها. وأتمهم خلقا ‘ واكملهم ادبا‘واشرفهم حسبا! قال: ما أحب الى ذلك ! قالت: على شرط‘ قال قولي‘ قالت تمكنني من عينيك فاشدهما واقودك حتى اذا توسطت الموضع الذي اريد حللت الشد‘ ثم افعل ذلك بك عنداخراجك حتى أنتهي بك الى مضربك ‘ قال شأنك‘ ففعلت به‘ قال عمر فلما أنتهت بي الى المضرب الذي أردت ‘ كشفت عن وجهي فاذا أنا بأمرأة على كرسي لم ارى مثلها فط جمالا وكمالا‘ فسلمت وجلست ‘ فقالت: أ أنت عمر بن ابي ربيعة؟ قلت : أنا عمر قالت: أنت الفاضح للحرائر ؟ قلت: وما ذاك - جعلني الله فداءك؟ قالت : ألست القائل:
قالت وعيش أخي ونعمة والدي * لأنبهن الحي أن لم تخرج
فخرجت خوف يمينها فتبسمت * فعلمت أن يمينها لم تحرج
فتناولت راسي لتعرف مسه * بمخضب الاطراف غير مشنج
فلثمت فاها اخذا بقرونها * شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

ثم قالت : قم فاخرج عني‘ ثم قامت من مجلسها ‘ وجاءت المرأة ‘ فشدت عيني ثم أخرجتني حتى انتهت بي الى مضربي‘ وانصرفت وتركتني . فحللت عيني وقد دخلني من الكأبة والحزن ما الله به أعلم. وبت ليلتي . فلما أصبحت اذا أنا بها. فقالت : هل لك في العود؟ فقلت : شانك. ففعلت بي مثل فعلتها بالامس حتى انتهت بي الى موضع. فلما دخلت اذا بتلك الفتاة على كرسي. فقالت: ايه يافاضح الحرائر! قلت: بماذا جعلني الله فداءك؟ قالت بقولك..
وناهدة الثديين قلت لها اتكي * على الرمل من جبانة لم توسد
فقالت: على اسم الله امرك طاعة * وان كنت قد كلفت ما لم أعود
لما دنا الاصباح قالت : فضحتني * فقم غير مطرود وان شئت فازدد

ثم قالت: قم فاخرج عني. فقمت فخرجت . ثم رددت .. فقالت لي : لولا وشك الرحيل وخوف الفوت ومحبتي لمناجاتك والاستكثار من محادثتك لأقصيتك .. هات الان كلمني وحدثني وأنشدني .. فكلمت أدب الناس وأعلمهم بكل شيء. ثم نهضت . وأبطأت العجوز. وخلا لي البيت . فأخذت أنظر. فاذا أنا بتور فيه طيب . فادخلت يدي فيه ثم خبأتها في ردني وجءات تلك العجوز فشدت عيني ونهضت بيتقودني حتى اذا صرت على باب المضرب. اخرجت يدي فضربت بها على المضرب. ثم صرت الى مضربي . فدعوت غلماني فقلت ايكم يقفني على باب مضرب عليه (خلوق) وهذا نوع طيب المراء.. كأنه أثر كف فهو حر وله خمسمائة درهم فلم البث أن جاء بعضهم فقال قم فنهضت معه فاذا انا بالكف طرية واذا المضرب مضرب فاطمة بنت عبدالملك بن مروان .. فأخذت في أهبة الرحيل فلما نفرت معها فبصرت في طريقها بقبقاب ومضرب وهيئة جميلة فسألت عن ذلك فقيل لها هذا عمر بن ابي ربيعة فساءها أمره وقالت للعجوز التي كانت ترسلها اليه قولي له نشدتك الله والرحم الا تصحبني ويحك! ما شأنك وما الذي تريد؟ انصرف ولا تفضحني ولاتشيط بدمك.. فسارت العجوز اليه فادت اليه ماقالت لها فاطمة. فقال : لست بمنصرف أو توجه الى بقميصها الذي يلي جلدها . فأخبرتها . ففعلت .. ووجهت اليه بقميص من ثيابها . فزاده ذلك شغفا. ولم يزل يتبعهم لايخالطهم حتى اذا صاروا على أميال من دمشق. انصرف وقال في ذلك :
ضاق الغداة بحاجتي صدري * ويئست بعد تقار الامر
وذكرت فاطمة التي علقتها * عرضا فيا لحوادث الدهر

وهذا جزء من حيات الشاعر الكبير عمر بن ابي ربيعة رحمه الله مع تقديري الكبير له ولمن احبه ..

الحصان
05-28-2004, 07:47 AM
اخي السعارمشاركه رائعه عن علم من اعلام الشعرالعربي نشكرك عليها شكراًجزيل

إبن ثعلي
05-28-2004, 05:18 PM
اختيار موفق يالسعار وشاعرنا هذا فتى قرشي ولد في الحجاز ومات فيه بين عامي(644_712م)وهو فتى جميل يتهافتن الحسان عليه وتجد في قصائده لونا من التشبيب بنفسه مثل هذا البيت

ثم اسبطرت تشتد في اثري = تسأل أهل الطواف عن عمر
وهذا البيت

هل من رسول يكمي حوائجنا = بحاجة تشتهى الى عمر

وهذه الابيات على لسان مجموعة من النساء يتحدثن عنه

قلن يسترضينهامنيتنا = لواتانا اليوم في سر عمر
بينما يذكرنني ابصرنني = دون قيد الميل يعدو بي الاغر
قالت الكبرى اتعرفن الفتى = قالت الوسطى نعم هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها = قد عرفناه وهل يخفى القمر

ومحبوباته كثيرات ولكن اجمل قصيده قالها في محبوبته نعم منها هذه الابيات

امن ال نعم انت غاد فمبكر = غداة غد ام رائح فمهجر
لحاجة نفس لم تقل في جوابها = فتبلغ عذرا والمقالة تعذر
تهيم الى نعم فلا الشمل جامع = ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر
ولا قرب نعم ان دنت لك نافع = ولا نأيهايسلي ولا انت تصبر

الى ان قال في وصف المغامره الليليه

وليلة ذي دوران جشمتني السرى = وقد يجشم الهول المحب المغرر
فبت رقيبا للرفاق على شفا = احاذر منهم من يطوف وانظر
اليهم متى يستمكن النوم منهمو = ولي مجلس لولا اللبانة اوعر
وباتت قلوصي بالعراء ورحلها = لطارق ليل او لمن جاء معور
وبت اناجي النفس اين خباؤها = وكيف لما اتي من الأمرمصدر
فدل عليها القلب ريًا عرفتها = لها وهوىالنفس الذي كاد يظهر
فلما فقدت الصوت منهم وأطفئت = مصابيح شبت في العشاء وانور
وغاب قمير كنت ارجو غيوبه = وروح رعيان ونوم سمًر
ونفضت عني النوم اقبلت مشية ال = حباب وركني خشية القوم ازور
فحييت اذ فاجأتها فتهولت = وكادت بمخفوض التحية تجهر
وقالت وعضت بالبنان فضحتني = وانت امرؤ ميسور امرك اعسر
اريتك اذ هنا عليك الم تخف؟ = وقيت وحولي من عدوك حضًر
فوالله ما ادري اتعجيل حاجة = سرت بك ام قد نام من كنت تحذر؟
فقلت لها بل قادني الشوق والهوى = اليك وما عين من الناس تنظر
فقالت وقد لانت وافرخ روعها = كلاك بحفظ ربك المتكبر
فأنت ابا الخطاب غير مدافع = علي امير ما مكثت مؤمر
فبت قرير العين اعطيت حاجتي = اقبل فاها في الخلاء فاكثر
فيالك من ليل تقاصرت طوله = وما كان ليلي قبل ذلك يقصر
ويالك من ملهى هناك ومجلس = لنا لم يكدره علينا مكدر

والقصيده طويله وموجوده في كتاب اجمل عشرين قصيده في الحب لفاروق ابو شوشه
ولكم تحياتي

السعار
06-03-2004, 01:02 AM
ياهلا بالحصان ومشكور على مرورك على مشاركتي المتواضعة التي اردت بها اضافة موضوع ادبي فيه شي من التاريخ الماجن للشعراء العرب الذين كانوا يتمتعون بحرية لم تقيد بأي أعراف مع العلم أنهم كانوا يعيشون في صدر الاسلام ولم يتأثرون بأي حظارة خارجة عنهم ولم يناظروا أي قناة فظائية ولم يطول شعرهم مقص رقيب بحجة حماية القكر ..

اخو ابن ثعلي .. اعتز بمرورك وبأنك تشاركني المطالعة والفكر كما اشكرك على اضافتك الرائعة لهذا الشاعر العظيم .. شكرا جزيلا الله لايحرمنا منك ومن امثالك.