المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سويسرا ملاذ الطغاة الآمن


بدر الروقي
11-20-2006, 12:43 PM
الرياض / فهد الأحمدي

في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج) يتحدث وليام جاي عن دور اليهود في ظهور الحروب والأزمات العالمية - وفي نفس الوقت الاتفاق على إبقاء سويسرا ملاذا آمنا للثروات العالمية.

.. وفي كتابه (حكومة العالم الخفية) يشرح شيريب فيتش كيف استثنى اليهود سويسرا من مخططهم لإثارة الاضطرابات والحروب لسببين رئيسيين.. الأول : حماية أموالهم داخلها، والثاني : إكسابها سمعة الملاذ الآمن لاستقطاب اموال الجوييم (وهو الاسم الذي يطلق على غير اليهود)!!

.. أضف لهذا أن "بروتوكولات حكماء صهيون" نفسها تتحدث عن ضرورة الاتفاق على (مكان آمن) يحمي ثروات اليهود من نتائج الحروب التي يؤججونها؛ ويعمل في نفس الوقت على استقطاب ثروات العالم حتى قيام "ثورتهم العالمية" (حسب البروتوكول السادس والخامس عشر)!!

.. ورغم اعترافي بأن هذه الآراء تبدو خيالية بعض الشيء إلا أن فيها جزءا كبيرا من الصحة والواقعية؛ فسويسرا كانت ومازالت الواحة الآمنة للثروات الهاربة والأموال الأجنبية المهاجرة. وحين نراجع تاريخ أوروبا الحديث يتبادر للذهن فورا كيف قامت فيها عشرات الحروب الطاحنة، وكيف احتل نابليون وهتلر معظم القارة، وكيف أحرقت الحربين العالميتين معظم الدول!؟ في حين لم يعتد احد على سويسرا طوال الخمسمائة عام الماضية (.. تحولت خلالها الى واحة آمنة تتراكم فيها ثروات العالم مابين أرصدة سرية وثروات منسية)!!

.. وعامل الجذب الأساسي في سويسرا يكمن في مبدأين عريقين هما "الحيادية" و"السرية".. فالسويسريون اتخذوا مبدأ الحياد منذ عام 1515(بعد هزيمتهم النكراء من الجيش الفرنسي). ومن يومها وهم يرفضون الميل مع هذا الجانب او ذاك - ولا حتى من خلال التصريح الشفهي أو التعاطف الضمني. وحتى اليوم يعارض معظم السويسريون فكرة الانضمام الى الأمم المتحدة او الاتحاد الأوروبي - أو أي تجمع قد يضر بمبدأ الحياد.. أضف لهذا لم توقع سويسرا أي معاهدة لتسليم المجرمين او تبادل المعلومات الأمنية مع أي دولة في العالم - ولا يغيب عنكم أهمية هذه النقطة بخصوص الطغاة الهاربين للخارج!!

أما عامل الجذب الثاني فهو ميثاق السرية المصرفية الذي يصعب كسره أو اختراقه. فبالاضافة الى عهد السرية العريق يعاقب القانون السويسري أي بنك أو مسؤول يفشي - او حتى يلمح - بمعلومات مصرفية.. بل ان البنوك هناك تتعامل بنظام مشفر لا يتيح حتى للموظفين معرفة اصحاب الحسابات التي يتعاملون معها - كما يتيح للعميل ذاته إيداع ثروته باسماء مستعارة او استبدال الاسماء بارقام سرية لا يعرفها غيره.. واذا اضفنا لكل هذا خمسمائة عام من التميز والحرفية المصرفية نفهم كيف اصبحت سويسرا وجهة الأثرياء والطغاة واللصوص من كافة أنحاء العالم!!

.. ولو تمعنت جيدا في مبدأي (الحياد والسرية) لاكتشفت أنهما لا يعملان فقط على استقطاب ثروات العالم، بل وحجزها داخل سويسرا الى الأبد.. فحين يموت احد العملاء تمنع (السرية المصرفية) و(الأرقام السرية) و(الحياد السياسي) من عودة الرصيد الى مصدره الاصلي.. فبعد هزيمة المانيا النازية مثلا بقيت في سويسرا - الى وقتنا الحاضر - ثروات منسية لقادة ألمان قتلوا أثناء الحرب. أما هذه الأيام فان مبدأ الحياد والسرية يعيقان استرجاع ملايين الدولارات التي نهبها ماركوس من الفيليبين، وسيسيسيكو من زائير، وسوهارتو من اندونيسيا، وزعماء الانقلابات العسكرية في أمريكا اللاتينية والوطن العربي..

والنتيجة التي نلمسها حاليا أن الثروات المنسية - وأموال الأمم المسروقة - أصبحت تشكل جزءا كبيرا من رصيد سويسرا القومي (ليس آخرها 1000مليون دولار خلفها رئيس صربيا السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، و 8000مليون دولار تركها رئيس هاييتي جان دفالييه، و 5000مليون سرقها الرئيس النيجيري ساني أباشا قبل ان يموت - اللهم لا شماتة - بسبب الإفراط في تناول الفياغرا)!!




منقول

ساحر الكلمه
11-20-2006, 03:30 PM
مشكور على النقل الجميل

الساحر

بدر الروقي
11-20-2006, 03:36 PM
لاهنت عالمرور اخوي ساحر الكلمه



تحياتي لك


ابــن روق