المهندس
11-20-2006, 12:36 AM
الزول زوله والحلايا حلاياه"=" والفعل ماهو فعل وافي الخصايل
هذا البيت أشهر من نار على علم ! الكل يعرفه ، الكل يردده في مناسبات كثيره ، إما متمثلاً أو ساخراً ...إلا أن حقيقته بعيده عن كل ذلك ، وربما لا يعرفها إلا القليلون .
هذا البيت أطلقته زوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام . وقبل أن ندخل في القصة ، لا بد أن القارئ يتساءل عن أسم هذه القبيلة (بني لام) كان موطنها العارض ، في وسط نجد وهي كثيرة العدد ، وتفرعت منها عدة قبائل معروفه اللان في الجزيرة العربية. وفي منها من نزح إلى العراق.
أما الشيخ وديد بن عروج فقد أشتهر بالغزو ، وعنده ذلول أصيله أصابها الهزال لكثرة غزواته ، ولم يبن الشحم على جسمها بسبب ذلك ، وبعد موته ، تقدم أخوه (لزام) للزواج من المرأة التي كانت زوجة أخيه ، وتم الأمر ، إلا أن الفرق بين الرجلين كبير ، فلزام لم يظهر له فعل ، وقد أكتفى في حياة أخيه أن يقوم بلوازم البيت إذا ما غاب للغزو .
وقد زاد كدر الزوجة عندما رأت الذلول وقد تغيرت أوصافها ، وركب الشحم عليها ، وفي أحد المرات عاد الراعي بعد غيبه طويلة مع الإبل ، فإذا بالذلول (تهدر) وكأنها جمل ....فقال زوجها : اعقلي الذلول عن الإبل ..فلما عادت قالت : ذلك جمل وليست الذلول . فقال لا مبالياً بل هي !
هنا تذكرت زوجها الشيخ وديد وغزواته ، وذكرت محاسنه التي تفتخر بها كأي أمرأة بدوية ، وفكرت بحياتها مع أخيه – زوجها الحالي – فقالت :
يالله يا عايد على كل مضماه "=" يا مخضر الأرض الهشيم المحايل
أنت الكريم ورحمتك ما نسيناه "=" تروف باللي دوم عينه تخايل
تلطف بمن لكن عينه مداواه "=" اللي بقلبه حاميات الملايل
ألوج مثل أيوب من عظم بلواه "=" واسهر إلى ما يصبح النجم زايل
على حبيبٍ كل ماقلت أبنساه "=" لذكره تفطني من الهجن حايل
إلى نسيته ذكرتني بطرياه "=" شيباً ظهر من عاصيات الجلايل
يلتاع قلبي كل ما أذكر سواياه "=" كما يلوع الطير شبكالحبايل
لا واحبيبي سبعة سنين فرقاه "=" عليه أنا قضيت كل الجدايل
لا واحبيبي يتلف الهجن ممشاه "=" إلى بغى له نيةٍ ما يسايل
لا واحبيبي يسقي الربع من ماه "=" دليلهن لا ضيّعوه الدلايل
لا واحبيبي يرعب الهجن بغناه "=" من كثر مايوحيه ليل وقوايل
لا واحبيبي كل قومٍ تنصاه "=" تلقى ربوعه طيبين القبايل
لا واحبيبي تدفق السمن يمناه "=" يا ذبح من بين كبشٍ وحايل
لا واحبيبي وافياتٍ سجاياه "=" عليه غضات الصبايا غلايل
لا واحبيبي دوم للعفن متقاه "=" يا ما كلنه مدمجات الفتايل
لا واحبيبي بين ذولا وذولاه "=" خلي بوجه معدلين الدبايل
لا واحبيبي طاح يوم الملاقاه "=" بنحور غلبا فوق غب السلايل
لا واحبيبي طير شلوى تعشاه "=" قطاعة المهجة سناعيس حايل
يا عارفين وديد يا طول هجراه "=" ياليتني بوديد ما أبغى بدايل
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه "=" والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحدٍ كنه إياه "=" عليه من توصيف خلي مثايل
الزول زوله والحلايا حلاياه "=" والفعل ماهو فعل وافي الخصايل
وهذه هي قصيدتها المشهورة ، إلا أنها قالت أيضاً – في هذا الموقف نفسه :-
يافاطري يا ما جرالك من العنا "=" مع دربك العيرات نشت لحومها
غدا عنك نواس العدا مرذي النضا "=" يجرها مع ما نبا من حزومها
غدا عنك وأرث في مكانه ازلابه "=" تروعه الظلما تيلي نجومها
يا ما حويتي جل ذود من العدا "=" أضحى عليها الغزو يفرق سهومها
ويا ما يثور عند عينك من الدخن "=" معارك تدني للأرواح يومها
عليك مقدم لابةٍ شاع ذكره "=" حامي تواليها امقدي يمومها
لسوء حظها فقد سمعها زوجها لزام ، وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد أن يجعلها ترى فعله وشجاعته... بالفعل قام بالغزو ، وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا، وكان كلما غنم أرسل الغنيمة إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته ...وقد أنشد هذه القصيدة :
أنا ابن عروج وهذي سواتي "=" موصل سمان الهجن شن مايجنه
خمسين يومٍ والنضا مقفياتي "=" مع مثلهن وهن على وجههنه
نمشي النهار وليلنا ما نباتي "=" كم ذود مصلاح امنيس خذنه
من ظن فينا الطيب شافه ثباتي "=" واللي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كم من صبيٍ عشقتةٍ للبناتي "=" عقب التعجرف بدل الضحك ونه
استاخذ المذهول عاف الحياتي "=" هو ما درا إن الهجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتي"=" غيب الصبايا الخافية يظهرنه
ولما رجع من غزواته كانت الذلول بالكاد تمشي من شدة الاعياء والهزال حتى أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت ، فأمر زوجته أن تذهب لإحضارها ، وكان يمشي وراءها يريد الفتك بها ، وهي لم تراه ، فلما وجدت الذلول على تلك الحال ، قالت هذه القصيدة التي كانت سبباً في نجاتها من حطر لم تعلم عنه :
يابكرتي وش علم حالك ضعيفي "=" أشوف حيلك وانيٍ عقب الأردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي "=" ومصاول القعدان مرباعك العام
عقب الاباهر والسنام المنيفي "=" صرتي كما المفرود من فعل لزام
قطع عليك ديار قومٍ تخيفي "=" تسعين ليله راكب الهجن ما نام
أقفى عليك من الحسى للقطيفي "=" لحوران والحرة إلى نقرة الشام
وتدمر وصلها وخمها مستخيفي "=" واشبيح والضاحك وقديم الأقدام
وأخذ عليك اذواد جوٍ مريفي "=" وضحك كما برق الحباري بالأكوام
يزفها يقداه مشيه هريفي "=" واقفا عليهن متلف الهجن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي "=" يتلون ابن عروج مقدم بني لام
زهابهم حب القرايا النظيفي "=" وسلاحهم صنع الفرنجي والأروام
يا ما انقطع مع ساقته من عسيفي "=" ومن فاطرٍ مشيه عن الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي "=" قامت تسندر مثل مبخوص الأقدام
توي هنيت وطاب بالي وكيفي"=" من عقب ضيمي صرت في خير وأنعام
هذا البيت أشهر من نار على علم ! الكل يعرفه ، الكل يردده في مناسبات كثيره ، إما متمثلاً أو ساخراً ...إلا أن حقيقته بعيده عن كل ذلك ، وربما لا يعرفها إلا القليلون .
هذا البيت أطلقته زوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام . وقبل أن ندخل في القصة ، لا بد أن القارئ يتساءل عن أسم هذه القبيلة (بني لام) كان موطنها العارض ، في وسط نجد وهي كثيرة العدد ، وتفرعت منها عدة قبائل معروفه اللان في الجزيرة العربية. وفي منها من نزح إلى العراق.
أما الشيخ وديد بن عروج فقد أشتهر بالغزو ، وعنده ذلول أصيله أصابها الهزال لكثرة غزواته ، ولم يبن الشحم على جسمها بسبب ذلك ، وبعد موته ، تقدم أخوه (لزام) للزواج من المرأة التي كانت زوجة أخيه ، وتم الأمر ، إلا أن الفرق بين الرجلين كبير ، فلزام لم يظهر له فعل ، وقد أكتفى في حياة أخيه أن يقوم بلوازم البيت إذا ما غاب للغزو .
وقد زاد كدر الزوجة عندما رأت الذلول وقد تغيرت أوصافها ، وركب الشحم عليها ، وفي أحد المرات عاد الراعي بعد غيبه طويلة مع الإبل ، فإذا بالذلول (تهدر) وكأنها جمل ....فقال زوجها : اعقلي الذلول عن الإبل ..فلما عادت قالت : ذلك جمل وليست الذلول . فقال لا مبالياً بل هي !
هنا تذكرت زوجها الشيخ وديد وغزواته ، وذكرت محاسنه التي تفتخر بها كأي أمرأة بدوية ، وفكرت بحياتها مع أخيه – زوجها الحالي – فقالت :
يالله يا عايد على كل مضماه "=" يا مخضر الأرض الهشيم المحايل
أنت الكريم ورحمتك ما نسيناه "=" تروف باللي دوم عينه تخايل
تلطف بمن لكن عينه مداواه "=" اللي بقلبه حاميات الملايل
ألوج مثل أيوب من عظم بلواه "=" واسهر إلى ما يصبح النجم زايل
على حبيبٍ كل ماقلت أبنساه "=" لذكره تفطني من الهجن حايل
إلى نسيته ذكرتني بطرياه "=" شيباً ظهر من عاصيات الجلايل
يلتاع قلبي كل ما أذكر سواياه "=" كما يلوع الطير شبكالحبايل
لا واحبيبي سبعة سنين فرقاه "=" عليه أنا قضيت كل الجدايل
لا واحبيبي يتلف الهجن ممشاه "=" إلى بغى له نيةٍ ما يسايل
لا واحبيبي يسقي الربع من ماه "=" دليلهن لا ضيّعوه الدلايل
لا واحبيبي يرعب الهجن بغناه "=" من كثر مايوحيه ليل وقوايل
لا واحبيبي كل قومٍ تنصاه "=" تلقى ربوعه طيبين القبايل
لا واحبيبي تدفق السمن يمناه "=" يا ذبح من بين كبشٍ وحايل
لا واحبيبي وافياتٍ سجاياه "=" عليه غضات الصبايا غلايل
لا واحبيبي دوم للعفن متقاه "=" يا ما كلنه مدمجات الفتايل
لا واحبيبي بين ذولا وذولاه "=" خلي بوجه معدلين الدبايل
لا واحبيبي طاح يوم الملاقاه "=" بنحور غلبا فوق غب السلايل
لا واحبيبي طير شلوى تعشاه "=" قطاعة المهجة سناعيس حايل
يا عارفين وديد يا طول هجراه "=" ياليتني بوديد ما أبغى بدايل
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه "=" والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحدٍ كنه إياه "=" عليه من توصيف خلي مثايل
الزول زوله والحلايا حلاياه "=" والفعل ماهو فعل وافي الخصايل
وهذه هي قصيدتها المشهورة ، إلا أنها قالت أيضاً – في هذا الموقف نفسه :-
يافاطري يا ما جرالك من العنا "=" مع دربك العيرات نشت لحومها
غدا عنك نواس العدا مرذي النضا "=" يجرها مع ما نبا من حزومها
غدا عنك وأرث في مكانه ازلابه "=" تروعه الظلما تيلي نجومها
يا ما حويتي جل ذود من العدا "=" أضحى عليها الغزو يفرق سهومها
ويا ما يثور عند عينك من الدخن "=" معارك تدني للأرواح يومها
عليك مقدم لابةٍ شاع ذكره "=" حامي تواليها امقدي يمومها
لسوء حظها فقد سمعها زوجها لزام ، وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد أن يجعلها ترى فعله وشجاعته... بالفعل قام بالغزو ، وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا، وكان كلما غنم أرسل الغنيمة إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته ...وقد أنشد هذه القصيدة :
أنا ابن عروج وهذي سواتي "=" موصل سمان الهجن شن مايجنه
خمسين يومٍ والنضا مقفياتي "=" مع مثلهن وهن على وجههنه
نمشي النهار وليلنا ما نباتي "=" كم ذود مصلاح امنيس خذنه
من ظن فينا الطيب شافه ثباتي "=" واللي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كم من صبيٍ عشقتةٍ للبناتي "=" عقب التعجرف بدل الضحك ونه
استاخذ المذهول عاف الحياتي "=" هو ما درا إن الهجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتي"=" غيب الصبايا الخافية يظهرنه
ولما رجع من غزواته كانت الذلول بالكاد تمشي من شدة الاعياء والهزال حتى أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت ، فأمر زوجته أن تذهب لإحضارها ، وكان يمشي وراءها يريد الفتك بها ، وهي لم تراه ، فلما وجدت الذلول على تلك الحال ، قالت هذه القصيدة التي كانت سبباً في نجاتها من حطر لم تعلم عنه :
يابكرتي وش علم حالك ضعيفي "=" أشوف حيلك وانيٍ عقب الأردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي "=" ومصاول القعدان مرباعك العام
عقب الاباهر والسنام المنيفي "=" صرتي كما المفرود من فعل لزام
قطع عليك ديار قومٍ تخيفي "=" تسعين ليله راكب الهجن ما نام
أقفى عليك من الحسى للقطيفي "=" لحوران والحرة إلى نقرة الشام
وتدمر وصلها وخمها مستخيفي "=" واشبيح والضاحك وقديم الأقدام
وأخذ عليك اذواد جوٍ مريفي "=" وضحك كما برق الحباري بالأكوام
يزفها يقداه مشيه هريفي "=" واقفا عليهن متلف الهجن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي "=" يتلون ابن عروج مقدم بني لام
زهابهم حب القرايا النظيفي "=" وسلاحهم صنع الفرنجي والأروام
يا ما انقطع مع ساقته من عسيفي "=" ومن فاطرٍ مشيه عن الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي "=" قامت تسندر مثل مبخوص الأقدام
توي هنيت وطاب بالي وكيفي"=" من عقب ضيمي صرت في خير وأنعام