إشراقات
11-16-2006, 07:30 AM
السؤال
سئل فضيلة الشيخ:
عن المعية في قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ؟ هل هي مَعِيَّةٌ ذاتيةٌ، أو مَعِيَّةُ عِلمٍ وإحاطة ؟
الجواب
فأجاب بقوله:
نحن نعلمُ أن اللهَ فوق كلِّ شيء، وأنه استوى على العرش، فإذا سمِعنا قولَه سبحانه: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}؛ فلا يُمكن أن يفهمَ أحدٌ أنه معنا على الأرض، لا يتصورُ ذلك عاقلٌ - فضلاً عن مؤمن -، ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواتِه.
ولا يُستغرَب هذا؛ فإن المخلوقاتِ - وهي لا تُنسب للخالق - تكونُ في السماءِ، ونقول: إنها معنا. فيقول شيخُ الإسلام: تقولُ العربُ: ما زلنا نَسير والقمرُ معنا. ومع ذلك: فالقمرُ مكانَه في السماء. فاللهُ مع خلقِه، ولكنه في السماء. ومَن زعم بأنه مع خلقِه في الأرض - كما تقول الجهمية -؛ فأرى أنه كافرٌ يجب أن يتوبَ إلى الله، ويقدِرَ ربَّه حقَّ قدرِه، ويعظِّمَه حقَّ تعظيمه، وأن يعلمَ أنه سبحانه وسِع كرسيُّه السماواتِ والأرض؛ فكيف تكون الأرض مَحلاً له.
وقد جاء في الحديث: "مَا السماواتُ السبعُ والأرضون السبعُ في الكرسيِّ إلا كحلقةٍ ألْقِيتْ في فَلاة مِن الأرض". والحلقة الصغيرة. مع أن العرشَ مخلوقٌ، والكرسيُّ مخلوق، فما بالكَ بالخالق سبحانه! فكيف يُقال: إن الأرضَ تَسَعُ اللهَ سبحانه أو أنه في الأرض، ومِن مخلوقاتِه سبحانه ما وسِعَ السماواتِ والأرض!! ولا يقولُ عن ربِّ العزةِ مثلَ هذه المقولات إلا مَن لا يَقْدِر اللهَ حقَّ قدره، ولم يُعظِّمْه حقَّ تعظيمه. بل الربُّ عز وجل فوق كلِّ شيء مُستو على عرشِه، وهو سبحانه بكلِّ شيء عليم.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الحادي والستون].
المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سئل فضيلة الشيخ:
عن المعية في قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ؟ هل هي مَعِيَّةٌ ذاتيةٌ، أو مَعِيَّةُ عِلمٍ وإحاطة ؟
الجواب
فأجاب بقوله:
نحن نعلمُ أن اللهَ فوق كلِّ شيء، وأنه استوى على العرش، فإذا سمِعنا قولَه سبحانه: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}؛ فلا يُمكن أن يفهمَ أحدٌ أنه معنا على الأرض، لا يتصورُ ذلك عاقلٌ - فضلاً عن مؤمن -، ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواتِه.
ولا يُستغرَب هذا؛ فإن المخلوقاتِ - وهي لا تُنسب للخالق - تكونُ في السماءِ، ونقول: إنها معنا. فيقول شيخُ الإسلام: تقولُ العربُ: ما زلنا نَسير والقمرُ معنا. ومع ذلك: فالقمرُ مكانَه في السماء. فاللهُ مع خلقِه، ولكنه في السماء. ومَن زعم بأنه مع خلقِه في الأرض - كما تقول الجهمية -؛ فأرى أنه كافرٌ يجب أن يتوبَ إلى الله، ويقدِرَ ربَّه حقَّ قدرِه، ويعظِّمَه حقَّ تعظيمه، وأن يعلمَ أنه سبحانه وسِع كرسيُّه السماواتِ والأرض؛ فكيف تكون الأرض مَحلاً له.
وقد جاء في الحديث: "مَا السماواتُ السبعُ والأرضون السبعُ في الكرسيِّ إلا كحلقةٍ ألْقِيتْ في فَلاة مِن الأرض". والحلقة الصغيرة. مع أن العرشَ مخلوقٌ، والكرسيُّ مخلوق، فما بالكَ بالخالق سبحانه! فكيف يُقال: إن الأرضَ تَسَعُ اللهَ سبحانه أو أنه في الأرض، ومِن مخلوقاتِه سبحانه ما وسِعَ السماواتِ والأرض!! ولا يقولُ عن ربِّ العزةِ مثلَ هذه المقولات إلا مَن لا يَقْدِر اللهَ حقَّ قدره، ولم يُعظِّمْه حقَّ تعظيمه. بل الربُّ عز وجل فوق كلِّ شيء مُستو على عرشِه، وهو سبحانه بكلِّ شيء عليم.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الحادي والستون].
المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين