فلان_999
11-15-2006, 06:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية المياه في الأسلام
للماء اهمية قصوي في الاسلام، اذ يعتبر نعمة وهبة من الله لإدامة الحياه ولتطهير البشر والارض.
الماء من اهم عناصر وجود واستمرار الحياه على كوكبنا ويجيئ ذكر الماء في القرآن الكريم ثلاثا وستين مرة وكلمة "نهر" و "أنهار" اثنتين وخمسين مرة وكذلك فإن كلمات مثل "العيون" و"الينابيع" و"المطر" و"البرد" و" الغيوم" و" الرياح" ترد مراراً عديدة في القرآن الكريم لتذكير الانسان بنعم الله
المياه والطهارة
يعتمد البشر جميعهم على الماء للحياة والصحة الجيدة. وللماء في نظر المسلمين أهمية خاصة لأنه يستخدم في الوضوء والغسل أيضاً
شبه النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث شريف فائدة الصلاة، وهي من اركان الأسلام الخمسة، بالماء الذي يغتسل به "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات
الحقوق الأساسية في المياه
للبشر في نظر الأسلام، كما في المسيحية واليهودية، الحق الأول في الموارد التي منحها الله لعباده. وثمة إقرار من العلماء المسلمين بأن الأولوية في حقوق استعمال المياه هي على النحو التالي:
أولا، حق الشرب، أي قانون العطش أو حق البشر في الشرب وإرواء عطشهم؛
ثانيا، حق الشفة، وهو حق الماشية والحيوانات الأليفة؛
ثالثا، حق الري.
رابعاً، للبيئة حق واضح لا لبس فيه في الأسلام. والله سبحانه وتعالى يذكر الناس بحق الحيوانات إذ يقارن بين الانسان: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم
نعمة الماء
ويشير الأسلام إلى أن نعمة الماء هي للنبات أيضاً "نبات كل شئ”* و "مختلفاً ألوانها”** إذ يحيه المطر الذي ينزل من السماء. هذه الآيات تؤيد القول إن الماء أنزله الله ليأخذ منه كل حي حاجته، بما في ذلك الانسان والحيوان والنبات وان للكائنات من غير البشر الحق في الحصول على ما يكفي من المياه "الجيدة" النوعية، إذ يتعين أن يكون الماء مناسبا لارواء المزروعات والحيوانات.
* سورة 6 الاية 99
** سورة 35 الاية 27
إدارة الطلب على المياه
يتظمن القرآن اشارتين واضحتين إلى المياه تؤيدان إدارة الطلب عليها:
الأولى، أن إمداد المياه محدود،
الثانية، أنه لاينبغي هدر المياه. والآية التي تنص على أن مصادر المياه ثابتة وأنه لابد، في مرحلة ما، من إدارة الطلب على المياه لأنها لن تدوم إلى ما لانهاية هي: "ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً”* ثم ينبئ القرآن البشر أن بوسعهم استخدام هبات الله باعتدال ودونما إسراف: "يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلواواشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”**
* سورة 18 الاية 40
** سورة 7 الاية 31
الأقتصاد في إستعمال المياه
يذكر الحديث النبوي الشريف بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) "كان يتوطأ بالمد (ما يعادل 3/2 ليتر) ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد (ما يعادل 2-2,5 ليتر)*. ويبين هذا الحديث الطريقة المنطقية لاستخدام المياه بشكل مستدام في شبه الجزيرة العربية القاحلة حيث عاش الرسول (صلى الله عليه وسلم). وعلى كل حال، فإن الرسول نهي عن الأسراف في إستخدام المياه حتي ولو كانت وفيرة وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه مر بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ قال أفي الوضوء سرف؟ قال نعم وإن كنت على نهر جار**.
* البخاري 221
**الترمذي 437
إعادة استخدام مياه معالجة
صدرت فتوي من المملكة العربية السعودية عام 1978 تبيح إعادة استخدام المياه المعالجة وإثر ذلك توسعت إلى حد كبير إعادة استخدام مياه الصرف في المملكة العربية السعودية. ففي عام 1995، أعادت المملكة استخدام ما نسبته 15% من المياه في ري أشجار النخيل ونباتات العلف، زد على ذلك ان المياه المستخدمة في الوضوء في الحرمين الشريفين في مكة والمدينة يعاد استخدامها في كسح المراحيض، مما يوفر استخدام المياه العذبة ذات اكلفة الباهظة.
دور المرأه في إدارة المياه
مشاركة المجتمعات المحلية في أية قضية تهمها، ومن ضمنها إدارة المياه، هي إلزامية في الأسلام. فالقرآن يصف المؤمنين أن "وأمرهم شوري بينهم”*. إن الشوري، حسب الإسلام، مطلوبة ممن لهم صوت مسموع، بمن فيهم النساء. وبما أن المرأة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن الأدارة المنزلية ومنظمنها توفير المياه في البلدان النامية، وبما أنها أكثر أهتماماً، وبشكل متواصل، بالأمور المتعلقة بالنظافة وإدارة النفايات، فإن مشاركتها لاتقل أهمية عن مشاركة الرجل إن لم تكن أهم. ومع ذلك فإن النساء في معظم الدول النامية- وبصرف النظر عن ديانتهن أو ثقافتهن- استبعدوا على مر الزمن من عملية اتخاذ القرارت. والحقيقة، رغم الحقوق التي منحا الأسلام للمرأة منذ 14 قرناً ورغم تشاور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مع زوجاته وغيرهن في أمور هامة عدة.
* سورة 42 الاية 38
المبادئ الإسلامية في إدارة المياه
ويمكن ايجاز المبادئ الإسلامية في إدارة المياه بما يلي:
المياه كمنفعة عامة
الماء أولا وقبل كل شيء منفعة اجتماعية في الأسلام، فهو هبة من الله وعنصر ضروري لاستمرار الحياة.
المياه ملك للمجتمع بأسره، وليست ملكاً لأي فرد بالمعني الحرفي للكلمة.
أولى الأولويات في استعمال المياه هي الحصول على مياه الشرب بكمية ونوعية مقبولين للحفاظ على حياة البشر، ولكل كائن حي الحق في الحصول على هذه الحاجة الأساسية.
الأولوية الثانية لاستعمال المياه هي في توفيرها للحيوانات الأليفة، والأولوية الثالثة هي توفيرها لأغراض الري.
البشر مسؤولون عن حماية المياه في الأرض
البيئة (بحيوانها ونباتها) لها حق مشروع في الحصول على المياه، ومن الضروري حماية البيئة من خلال تخفيض التلوث الى أدنى حدز ويتحمل الأفراد والمنظمات والدول مسؤولية الأذي الذي ألحقوه بلبيئة أو بالحقوق البيئية العائدة للغير، بما في ذلك حقوق استعمال المياه.
ينبغي إدارة المياه وإستعمال الموارد المائية بما يكفل استدامتها.
في نهاية الامر، تتوقف أدارة المياه بشكل مستدام وعادل على اتباع قيم شاملة مثل الانصاف والمساواة والاهتمام بالآخرين.
تتطلب إدارة المياه الشوري بين جميع المنتفعين.
منقول من :
ادارة المياه في الاسلام
ورقة أعدت للدورة التدريبية الإقليمية التشاركية حول الزراعة الحضرية في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا
5-25 أيلول 2005، بيروت وعمان
د. مراد بينو، المدير التنفيذي الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه
عمان، الاردن،
muradinw@nic.net.jo
أهمية المياه في الأسلام
للماء اهمية قصوي في الاسلام، اذ يعتبر نعمة وهبة من الله لإدامة الحياه ولتطهير البشر والارض.
الماء من اهم عناصر وجود واستمرار الحياه على كوكبنا ويجيئ ذكر الماء في القرآن الكريم ثلاثا وستين مرة وكلمة "نهر" و "أنهار" اثنتين وخمسين مرة وكذلك فإن كلمات مثل "العيون" و"الينابيع" و"المطر" و"البرد" و" الغيوم" و" الرياح" ترد مراراً عديدة في القرآن الكريم لتذكير الانسان بنعم الله
المياه والطهارة
يعتمد البشر جميعهم على الماء للحياة والصحة الجيدة. وللماء في نظر المسلمين أهمية خاصة لأنه يستخدم في الوضوء والغسل أيضاً
شبه النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث شريف فائدة الصلاة، وهي من اركان الأسلام الخمسة، بالماء الذي يغتسل به "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات
الحقوق الأساسية في المياه
للبشر في نظر الأسلام، كما في المسيحية واليهودية، الحق الأول في الموارد التي منحها الله لعباده. وثمة إقرار من العلماء المسلمين بأن الأولوية في حقوق استعمال المياه هي على النحو التالي:
أولا، حق الشرب، أي قانون العطش أو حق البشر في الشرب وإرواء عطشهم؛
ثانيا، حق الشفة، وهو حق الماشية والحيوانات الأليفة؛
ثالثا، حق الري.
رابعاً، للبيئة حق واضح لا لبس فيه في الأسلام. والله سبحانه وتعالى يذكر الناس بحق الحيوانات إذ يقارن بين الانسان: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم
نعمة الماء
ويشير الأسلام إلى أن نعمة الماء هي للنبات أيضاً "نبات كل شئ”* و "مختلفاً ألوانها”** إذ يحيه المطر الذي ينزل من السماء. هذه الآيات تؤيد القول إن الماء أنزله الله ليأخذ منه كل حي حاجته، بما في ذلك الانسان والحيوان والنبات وان للكائنات من غير البشر الحق في الحصول على ما يكفي من المياه "الجيدة" النوعية، إذ يتعين أن يكون الماء مناسبا لارواء المزروعات والحيوانات.
* سورة 6 الاية 99
** سورة 35 الاية 27
إدارة الطلب على المياه
يتظمن القرآن اشارتين واضحتين إلى المياه تؤيدان إدارة الطلب عليها:
الأولى، أن إمداد المياه محدود،
الثانية، أنه لاينبغي هدر المياه. والآية التي تنص على أن مصادر المياه ثابتة وأنه لابد، في مرحلة ما، من إدارة الطلب على المياه لأنها لن تدوم إلى ما لانهاية هي: "ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً”* ثم ينبئ القرآن البشر أن بوسعهم استخدام هبات الله باعتدال ودونما إسراف: "يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلواواشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”**
* سورة 18 الاية 40
** سورة 7 الاية 31
الأقتصاد في إستعمال المياه
يذكر الحديث النبوي الشريف بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) "كان يتوطأ بالمد (ما يعادل 3/2 ليتر) ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد (ما يعادل 2-2,5 ليتر)*. ويبين هذا الحديث الطريقة المنطقية لاستخدام المياه بشكل مستدام في شبه الجزيرة العربية القاحلة حيث عاش الرسول (صلى الله عليه وسلم). وعلى كل حال، فإن الرسول نهي عن الأسراف في إستخدام المياه حتي ولو كانت وفيرة وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه مر بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ قال أفي الوضوء سرف؟ قال نعم وإن كنت على نهر جار**.
* البخاري 221
**الترمذي 437
إعادة استخدام مياه معالجة
صدرت فتوي من المملكة العربية السعودية عام 1978 تبيح إعادة استخدام المياه المعالجة وإثر ذلك توسعت إلى حد كبير إعادة استخدام مياه الصرف في المملكة العربية السعودية. ففي عام 1995، أعادت المملكة استخدام ما نسبته 15% من المياه في ري أشجار النخيل ونباتات العلف، زد على ذلك ان المياه المستخدمة في الوضوء في الحرمين الشريفين في مكة والمدينة يعاد استخدامها في كسح المراحيض، مما يوفر استخدام المياه العذبة ذات اكلفة الباهظة.
دور المرأه في إدارة المياه
مشاركة المجتمعات المحلية في أية قضية تهمها، ومن ضمنها إدارة المياه، هي إلزامية في الأسلام. فالقرآن يصف المؤمنين أن "وأمرهم شوري بينهم”*. إن الشوري، حسب الإسلام، مطلوبة ممن لهم صوت مسموع، بمن فيهم النساء. وبما أن المرأة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن الأدارة المنزلية ومنظمنها توفير المياه في البلدان النامية، وبما أنها أكثر أهتماماً، وبشكل متواصل، بالأمور المتعلقة بالنظافة وإدارة النفايات، فإن مشاركتها لاتقل أهمية عن مشاركة الرجل إن لم تكن أهم. ومع ذلك فإن النساء في معظم الدول النامية- وبصرف النظر عن ديانتهن أو ثقافتهن- استبعدوا على مر الزمن من عملية اتخاذ القرارت. والحقيقة، رغم الحقوق التي منحا الأسلام للمرأة منذ 14 قرناً ورغم تشاور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مع زوجاته وغيرهن في أمور هامة عدة.
* سورة 42 الاية 38
المبادئ الإسلامية في إدارة المياه
ويمكن ايجاز المبادئ الإسلامية في إدارة المياه بما يلي:
المياه كمنفعة عامة
الماء أولا وقبل كل شيء منفعة اجتماعية في الأسلام، فهو هبة من الله وعنصر ضروري لاستمرار الحياة.
المياه ملك للمجتمع بأسره، وليست ملكاً لأي فرد بالمعني الحرفي للكلمة.
أولى الأولويات في استعمال المياه هي الحصول على مياه الشرب بكمية ونوعية مقبولين للحفاظ على حياة البشر، ولكل كائن حي الحق في الحصول على هذه الحاجة الأساسية.
الأولوية الثانية لاستعمال المياه هي في توفيرها للحيوانات الأليفة، والأولوية الثالثة هي توفيرها لأغراض الري.
البشر مسؤولون عن حماية المياه في الأرض
البيئة (بحيوانها ونباتها) لها حق مشروع في الحصول على المياه، ومن الضروري حماية البيئة من خلال تخفيض التلوث الى أدنى حدز ويتحمل الأفراد والمنظمات والدول مسؤولية الأذي الذي ألحقوه بلبيئة أو بالحقوق البيئية العائدة للغير، بما في ذلك حقوق استعمال المياه.
ينبغي إدارة المياه وإستعمال الموارد المائية بما يكفل استدامتها.
في نهاية الامر، تتوقف أدارة المياه بشكل مستدام وعادل على اتباع قيم شاملة مثل الانصاف والمساواة والاهتمام بالآخرين.
تتطلب إدارة المياه الشوري بين جميع المنتفعين.
منقول من :
ادارة المياه في الاسلام
ورقة أعدت للدورة التدريبية الإقليمية التشاركية حول الزراعة الحضرية في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا
5-25 أيلول 2005، بيروت وعمان
د. مراد بينو، المدير التنفيذي الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه
عمان، الاردن،
muradinw@nic.net.jo