النافذ
11-15-2006, 03:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) والصلاة والسلام على رسوله القائل (من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان، قالوا وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن كان قضيبا من أراك) وبعد:
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، رجعت الأموال السعودية المهاجرة إلى مأمنها دون أن يعلم أصحابها بالمثل القائل (من مأمنه يؤتى الحذر) وما خطر ببالهم أيضا أنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون، وأنهم قد استجاروا من الرمضاء بالنار، فكان الأولى الترحيب بالمال العائد وسن الأنظمة والقوانين الصارمة لحفظ الحقوق، توطينا له و دعما للاقتصاد الوطني والاستثمارات المحلية، ولكن مع كل أسف كارثة إثر كارثة، ومن يدري فلعلها مؤامرة انتقامية من العدو لرد المال إليه ثانية، تولى كبرها شرذمة قليلون من عملائهم في الداخل في الداخل مواصلين بذلك استنزاف خيرات الأمة.
ومهما كان الأمر، تبقى الجريمة جريمة، والمجرم مجرما، والمهمل مهملا، والمتهاون متهاونا، ولئن وقع اللوم مرة على آحاد المفرطين الجاهلين بالمال والأعمال، فإنه سيقع مئة مرة على الدولة التي يتوقع منها استقراء مقدمات الخطر وتجنبه قبل وقوعه، وتحمل الأمانة في حماية الناس من (طاعون عمواس) ، لأن ما وقع على المجتمع ليس جريمة فحسب بكل عدوان شامل على النفس والمال والحرمات، وهو من جانب آخر محض الغش والوقاحة والخسة والنذالة والاستهتار بالحقوق الآدمية و بالدين الذي يصون الحقوق ويحفظ الضرورات ومنها المال، وفوق كونه عدوانا فهو أيضا امتهان للقيم والأعراف الإنسانية التي كان يراعيها حتى صعاليك العرب في الجاهلية عندما يتعففون عن أموال الضعفاء والمساكين والأرامل.
أبسط حقوقنا الآدمية أن نتساءل: أين الرقيب وأين الحسيب وأين السلطة وأين الشرع وأين حتى القانون لحماية الأمة من هذه المافيا المحلية التي بكل قسوة وشراسة وأنانية تسللت إلى كل بيت سعودي آمن مطمئن فاستولت على كل ما فيه من نفيس ورخيص، من لقمة العيش إلى الثوب والعباءة والسيارة، إلى الذهب والفضة والأنعام والحرث، إلى السعادة والأمن إلى ثقة المواطن بدولته، كنا كأصحاب قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فأمست بسببهم تتجرع لباس الجوع والخوف، موظفون مدنيون وعسكريون يصارعون تناقضات الوضع الطبقي والمحسوبيات يجمعون أرزاقهم من عرق جبينهم، أمضوا زهرة شبابهم وراء كسب المال الحلال يوفرونه ريالا ريالا، نساء غافلات مؤمنات ما بين أم تجمع ما يهدى إليها في المناسبات، وعاملة في مدرسة إلى مدرسة تترك أولادها تتبع مواقع الرزق في مناطق نائية حيث الموت في الطرق والحوادث التي مزقت قلوب الراحمين، قلما تقر عينها وهي ترى بعض ما فاض عن أجرة سائق (الجمس) و عن أفواه أفراخها بالكاد توفره دون أن تعلم أن أمامها (سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن)، مزارعون يلهثون وراء محاصيلهم لجمع حصيلة العمر مما لا توفره عادة ظروف الزراعة السعودية القاسية، شباب تخرجوا فتركناهم لمصيرهم حتى لجئوا إلى المغامرة باقتراض المال من أجل بداية طريق حياتهم، رجال من البادية يجمعون ما يتبقى من مواشيهم التي أخذتها عنهم سنون الجدب والقحط ليطعموا أفواه أبنائهم الذين ينتظرون رزق غدهم كل يوم، شباب عاطلون اندفعوا وتحملوا الملايين من حقوق الناس ليستعفوا ويستغنوا بمال الله عن منة البشر، شعب بأكمله يصارع من أجل بقائه في رغد عيشه وأمن سربه يريد السلامة والكفاف والعفاف ليس إلا.
تلك هي أمة آمنة مطمئنة بين عشية وضحاها، تفترسها هذه المافيا المجرمة المستحلة للحرمات والمستغلة للبراءة، شفطوا الأموال النقدية كالبالوعات، وانتزعوا الذهب والحلي من أيدي النساء وأخرجوا الأسر من بيوتهم التي جعلها الله لهم سكنا، حفنة من قطاع الطرق من بني جلدتنا ليسوا بمجهولين لمن اتقى الله وتتبع آثارهم، لم يقطعوا الطريق فحسب بل أفسدوا الحرث والنسل وأكلوا أموال الناس بالباطل، لم يلجوا البيوت من بوابة السرقات التقليدية، بل كيفوا جريمتهم ليلتفوا على ما تبقى من (نتف) الأنظمة والقوانين و لكي تنطلي الحيلة على شعب بلغت به الطيبة ولا أقول (السذاجة) أنه مستعد –مع كل أسف- للصمت عن كل شيء حتى وإن أخذ الرغيف من يده وفمه وعينه تنظر! عصابة هوامير سوق الأسهم أمنت العقوبة فأساءت الأدب، لم تجد رادعا ولا زاجرا ولا منكرا ولا معاقبا، (الحنشل) فيما مضى لم يكونوا ليحسبوا حساب جنة ولا نار، بقدر ما كانوا يحسبون حساب كلاب الحراسة وسفهاء القوم وبعض الشجعان الذين يغارون على حقوقهم وأموالهم وأعراضهم وينتصرون ممن ظلمهم (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير حق أولئك لهم عذاب أليم)) فأين ولو كلاب الحراسة إذا عدمنا شجعان القوم الذين يذودون عن حقوقهم، وذلك طبعا في غياب سلطة القانون، والولاية العامة التي من واجبها أن تأخذ على يد قاطع الطريق مهما تلون، وترد الحق إلى أهله انتزاعا ممن سرقه، وتطبق في المجرم حكم الله (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتّلوا أو يصّلبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) هذا حكم الله الصارم فيمن قطع الطريق وأخاف الناس واستولى على دريهمات معدودة، فكيف بمن لم يكد يسلم منه أحد من مجتمعنا ولم يبث الخوف والذعر في قلوبهم فحسب بل أدخلهم القبور والمصحات النفسية والعنايات الطبية المركزة، واستولى على المليارات ضاحكا تاركا الملايين من الرجال والنساء والولدان يبكون الدم من قهرا دون نصير لهم من سلطة أو مجتمع أو قضاء أو قانون..فمن ينقذ السفينة من مجرمي هوامير سوق الأسهم السعودية إذا بقية السلطة متفرجة على الموقف؟؟
إنها مافيا سوق المال المعلومة المجهولة، رهط من المفسدين قد لا يتجاوز عددهم أصابع الرجلين، استطاعت البنوك حماية نفسها منهم هذا إذا افترضنا عدم تورطها معهم في الجريمة، في وقت فشلت الدولة في حماية مواطنيها منهم، من غير اللائق أن نجد الدولة مع الناس على حد سواء حائرة في الأمر وهي التي تملك ما لا يملك آحاد الناس، على سبيل المثال ألا تستطيع الدولة الوصول إلى المدعو (أبو سليمان) وما أدراكم ما أبو سليمان!!!هذا (الشيطان) الأنسي الذي كان يرشد أصحابه يوميا كيف يرتقون درجات سلم الغنى الفاحش على أكتاف صغار المساهمين الغافلين، تم ينبههم في الوقت المناسب كيف (يموجون) عنهم للهاوية!! وكان أول منذر لأصحابه يوم الأربعاء الذي سبق الخميس المشهور ليخرجوا من السوق! وهو من القلة الذين نجوا من الأزمة فلم تخسر محافظهم!!!سبحان الله!!!! ألا تستطيع الدولة أيضا ملاحقة ومحاسبة (الكيماوي) الذي يلعب بصغار المساهمين كالكرة، مستهترا بكل نظام أو قانون حتى إذا ما فرضت عليه هيئة سوق المال غرامة تزيد على المائة مليون لمخالفاته في السوق قبل الانهيار، تقبلها وكأنها مخالفة مرورية عابرة، استمتاعا بما سبق أن جناه على حساب الملايين من الضحايا؟ ثم هل أتاكم حديث الاستراحة المشهورة!!! التي يتآمر فيها حفنة من اللصوص ليلا على أموال المساهمين، ليتقيئوه على الشاشة صباحا متلاعبين بالأبرياء!!!!
إنني وإن لم أكن من المضاربين بالوكالة بحمد الله إلا أنه يستحيل أن أتجاهل كثرة الباكين حولي جراء هذه الكارثة، وعليه فإنني أضم صوتي إلى صوت كل من نادى بفضح كل اسم يقف وراء هذه الجريمة النكراء كائنا من كان وبمطالبة الدولة بكشف هذا السر الغامض والوصول إلى مصدر السم الزعاف واستئصاله بكل وسيلة ممكنة كأقل حق من حقوق الرعية على الراعي، ورد الأمانات إلى أهلها، واعتبار من فعل هذا بأموال الناس من السفهاء الذين يجب الحجر عليهم وعدم تمكينهم من أموالنا التي جعلها لله لنا قياما، فقد نفد صبر الناس وبلغ السيل الزبا ولم يقف الضرر عند المساهم نفسه بل تعداه إلى شلل شبه تام في الجمعيات الخيرية وجمعيات البر ودور الأيتام والأرامل والنفقات التي كانت تترا على العالم قبل هذه الجريمة كلها أصبحت اليوم بسبب المافيا المحلية في مهب الريح، هذا علاوة على الركود الاقتصادي العام بسبب هذه الأزمة.
إن الله لا يستحي من الحق: ومن حق كل ضحية لسوق الأسهم أن يتساءل: أين ذهبت أموال الناس الذين أودعوها في الشركات السعودية ثقة منهم في النظام الاقتصادي السعودي بعد أن وضعوا ثقتهم في دولتهم وقيادتها؟ لم نسمع بأن حريقا التهم أموال المساهمين في الخزائن حتى نرضى بما قضى الله وقدر! ولم يأتي لص خارجي لينهبها أمام الناس حتى نوحد الصف في استرجاعها أو نموت دونها شهداء! ولئن كان الناس يحلقون في الأوهام الخيالية بعيدا عن الحقائق أثناء التداول كما يشاع، فأين دور السلطة بهيئاتها ولجانها وخبرائها في تبصيرهم وتوجيههم ومنعهم من الانتحار الجماعي؟ لكن الحقيقة أنه سيبقى خط سير الريال من جيوب الأبرياء في بيوتهم إلى محافظ الهوامير المجرمين في بنوكهم واضحا مكشوفا معلوما لمن تتبعه بصدق مستحضرا مخافة الله و مستشعرا ثقل الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وحملها الإنسان!
أيها المساهمون الضحايا: لا تصدقوا إشاعات من لم يصدقوا معكم في البداية حتى يصدقوكم في النهاية، دونكم أموالكم التي سلبت منكم، تجدونها في مكان ما!! مع شخص ما!!! تجدونه بين ظهرانيكم!! ياسادة أمولكم لم تأخذها ملائكة السماء!! ولا حتى شياطين الجن!! بل استولى عليها حفنة من شياطين الإنس وأنتم تنظرون، من حقكم على الدولة أن تطالبوها بالتحقيق المعلن وكشف الملابسات، وتحديد المجرمين ومحاسبتهم ومحاكمتهم واسترجاع الحق إلى أهله. فالشرع الذي حكم بقطع اليد في ثلاثة دراهم مسروقة، قادر بلا شك على اجتثاث أكابر المجرمين ممن استولوا على مئات المليارات ظلما وعدوانا، فكانوا سببا في موت العشرات من المساهمين بالجلطات والأزمات القلبية، ودخولهم المصحات النفسية والعناية المركزة، والويل كل الويل لمن فعل هذا، أو رضي به، أو كان قادرا على حماية الناس منه فلم يفعل (ويل للمطففين *الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو و****م يُخسرون* ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون* ليوم عظيم)........... وعند الله تجتمع الخصوم.
محسن العواجي الجمعة 19/10/1427هـ
الحمد لله القائل (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) والصلاة والسلام على رسوله القائل (من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان، قالوا وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن كان قضيبا من أراك) وبعد:
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، رجعت الأموال السعودية المهاجرة إلى مأمنها دون أن يعلم أصحابها بالمثل القائل (من مأمنه يؤتى الحذر) وما خطر ببالهم أيضا أنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون، وأنهم قد استجاروا من الرمضاء بالنار، فكان الأولى الترحيب بالمال العائد وسن الأنظمة والقوانين الصارمة لحفظ الحقوق، توطينا له و دعما للاقتصاد الوطني والاستثمارات المحلية، ولكن مع كل أسف كارثة إثر كارثة، ومن يدري فلعلها مؤامرة انتقامية من العدو لرد المال إليه ثانية، تولى كبرها شرذمة قليلون من عملائهم في الداخل في الداخل مواصلين بذلك استنزاف خيرات الأمة.
ومهما كان الأمر، تبقى الجريمة جريمة، والمجرم مجرما، والمهمل مهملا، والمتهاون متهاونا، ولئن وقع اللوم مرة على آحاد المفرطين الجاهلين بالمال والأعمال، فإنه سيقع مئة مرة على الدولة التي يتوقع منها استقراء مقدمات الخطر وتجنبه قبل وقوعه، وتحمل الأمانة في حماية الناس من (طاعون عمواس) ، لأن ما وقع على المجتمع ليس جريمة فحسب بكل عدوان شامل على النفس والمال والحرمات، وهو من جانب آخر محض الغش والوقاحة والخسة والنذالة والاستهتار بالحقوق الآدمية و بالدين الذي يصون الحقوق ويحفظ الضرورات ومنها المال، وفوق كونه عدوانا فهو أيضا امتهان للقيم والأعراف الإنسانية التي كان يراعيها حتى صعاليك العرب في الجاهلية عندما يتعففون عن أموال الضعفاء والمساكين والأرامل.
أبسط حقوقنا الآدمية أن نتساءل: أين الرقيب وأين الحسيب وأين السلطة وأين الشرع وأين حتى القانون لحماية الأمة من هذه المافيا المحلية التي بكل قسوة وشراسة وأنانية تسللت إلى كل بيت سعودي آمن مطمئن فاستولت على كل ما فيه من نفيس ورخيص، من لقمة العيش إلى الثوب والعباءة والسيارة، إلى الذهب والفضة والأنعام والحرث، إلى السعادة والأمن إلى ثقة المواطن بدولته، كنا كأصحاب قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فأمست بسببهم تتجرع لباس الجوع والخوف، موظفون مدنيون وعسكريون يصارعون تناقضات الوضع الطبقي والمحسوبيات يجمعون أرزاقهم من عرق جبينهم، أمضوا زهرة شبابهم وراء كسب المال الحلال يوفرونه ريالا ريالا، نساء غافلات مؤمنات ما بين أم تجمع ما يهدى إليها في المناسبات، وعاملة في مدرسة إلى مدرسة تترك أولادها تتبع مواقع الرزق في مناطق نائية حيث الموت في الطرق والحوادث التي مزقت قلوب الراحمين، قلما تقر عينها وهي ترى بعض ما فاض عن أجرة سائق (الجمس) و عن أفواه أفراخها بالكاد توفره دون أن تعلم أن أمامها (سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن)، مزارعون يلهثون وراء محاصيلهم لجمع حصيلة العمر مما لا توفره عادة ظروف الزراعة السعودية القاسية، شباب تخرجوا فتركناهم لمصيرهم حتى لجئوا إلى المغامرة باقتراض المال من أجل بداية طريق حياتهم، رجال من البادية يجمعون ما يتبقى من مواشيهم التي أخذتها عنهم سنون الجدب والقحط ليطعموا أفواه أبنائهم الذين ينتظرون رزق غدهم كل يوم، شباب عاطلون اندفعوا وتحملوا الملايين من حقوق الناس ليستعفوا ويستغنوا بمال الله عن منة البشر، شعب بأكمله يصارع من أجل بقائه في رغد عيشه وأمن سربه يريد السلامة والكفاف والعفاف ليس إلا.
تلك هي أمة آمنة مطمئنة بين عشية وضحاها، تفترسها هذه المافيا المجرمة المستحلة للحرمات والمستغلة للبراءة، شفطوا الأموال النقدية كالبالوعات، وانتزعوا الذهب والحلي من أيدي النساء وأخرجوا الأسر من بيوتهم التي جعلها الله لهم سكنا، حفنة من قطاع الطرق من بني جلدتنا ليسوا بمجهولين لمن اتقى الله وتتبع آثارهم، لم يقطعوا الطريق فحسب بل أفسدوا الحرث والنسل وأكلوا أموال الناس بالباطل، لم يلجوا البيوت من بوابة السرقات التقليدية، بل كيفوا جريمتهم ليلتفوا على ما تبقى من (نتف) الأنظمة والقوانين و لكي تنطلي الحيلة على شعب بلغت به الطيبة ولا أقول (السذاجة) أنه مستعد –مع كل أسف- للصمت عن كل شيء حتى وإن أخذ الرغيف من يده وفمه وعينه تنظر! عصابة هوامير سوق الأسهم أمنت العقوبة فأساءت الأدب، لم تجد رادعا ولا زاجرا ولا منكرا ولا معاقبا، (الحنشل) فيما مضى لم يكونوا ليحسبوا حساب جنة ولا نار، بقدر ما كانوا يحسبون حساب كلاب الحراسة وسفهاء القوم وبعض الشجعان الذين يغارون على حقوقهم وأموالهم وأعراضهم وينتصرون ممن ظلمهم (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير حق أولئك لهم عذاب أليم)) فأين ولو كلاب الحراسة إذا عدمنا شجعان القوم الذين يذودون عن حقوقهم، وذلك طبعا في غياب سلطة القانون، والولاية العامة التي من واجبها أن تأخذ على يد قاطع الطريق مهما تلون، وترد الحق إلى أهله انتزاعا ممن سرقه، وتطبق في المجرم حكم الله (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتّلوا أو يصّلبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) هذا حكم الله الصارم فيمن قطع الطريق وأخاف الناس واستولى على دريهمات معدودة، فكيف بمن لم يكد يسلم منه أحد من مجتمعنا ولم يبث الخوف والذعر في قلوبهم فحسب بل أدخلهم القبور والمصحات النفسية والعنايات الطبية المركزة، واستولى على المليارات ضاحكا تاركا الملايين من الرجال والنساء والولدان يبكون الدم من قهرا دون نصير لهم من سلطة أو مجتمع أو قضاء أو قانون..فمن ينقذ السفينة من مجرمي هوامير سوق الأسهم السعودية إذا بقية السلطة متفرجة على الموقف؟؟
إنها مافيا سوق المال المعلومة المجهولة، رهط من المفسدين قد لا يتجاوز عددهم أصابع الرجلين، استطاعت البنوك حماية نفسها منهم هذا إذا افترضنا عدم تورطها معهم في الجريمة، في وقت فشلت الدولة في حماية مواطنيها منهم، من غير اللائق أن نجد الدولة مع الناس على حد سواء حائرة في الأمر وهي التي تملك ما لا يملك آحاد الناس، على سبيل المثال ألا تستطيع الدولة الوصول إلى المدعو (أبو سليمان) وما أدراكم ما أبو سليمان!!!هذا (الشيطان) الأنسي الذي كان يرشد أصحابه يوميا كيف يرتقون درجات سلم الغنى الفاحش على أكتاف صغار المساهمين الغافلين، تم ينبههم في الوقت المناسب كيف (يموجون) عنهم للهاوية!! وكان أول منذر لأصحابه يوم الأربعاء الذي سبق الخميس المشهور ليخرجوا من السوق! وهو من القلة الذين نجوا من الأزمة فلم تخسر محافظهم!!!سبحان الله!!!! ألا تستطيع الدولة أيضا ملاحقة ومحاسبة (الكيماوي) الذي يلعب بصغار المساهمين كالكرة، مستهترا بكل نظام أو قانون حتى إذا ما فرضت عليه هيئة سوق المال غرامة تزيد على المائة مليون لمخالفاته في السوق قبل الانهيار، تقبلها وكأنها مخالفة مرورية عابرة، استمتاعا بما سبق أن جناه على حساب الملايين من الضحايا؟ ثم هل أتاكم حديث الاستراحة المشهورة!!! التي يتآمر فيها حفنة من اللصوص ليلا على أموال المساهمين، ليتقيئوه على الشاشة صباحا متلاعبين بالأبرياء!!!!
إنني وإن لم أكن من المضاربين بالوكالة بحمد الله إلا أنه يستحيل أن أتجاهل كثرة الباكين حولي جراء هذه الكارثة، وعليه فإنني أضم صوتي إلى صوت كل من نادى بفضح كل اسم يقف وراء هذه الجريمة النكراء كائنا من كان وبمطالبة الدولة بكشف هذا السر الغامض والوصول إلى مصدر السم الزعاف واستئصاله بكل وسيلة ممكنة كأقل حق من حقوق الرعية على الراعي، ورد الأمانات إلى أهلها، واعتبار من فعل هذا بأموال الناس من السفهاء الذين يجب الحجر عليهم وعدم تمكينهم من أموالنا التي جعلها لله لنا قياما، فقد نفد صبر الناس وبلغ السيل الزبا ولم يقف الضرر عند المساهم نفسه بل تعداه إلى شلل شبه تام في الجمعيات الخيرية وجمعيات البر ودور الأيتام والأرامل والنفقات التي كانت تترا على العالم قبل هذه الجريمة كلها أصبحت اليوم بسبب المافيا المحلية في مهب الريح، هذا علاوة على الركود الاقتصادي العام بسبب هذه الأزمة.
إن الله لا يستحي من الحق: ومن حق كل ضحية لسوق الأسهم أن يتساءل: أين ذهبت أموال الناس الذين أودعوها في الشركات السعودية ثقة منهم في النظام الاقتصادي السعودي بعد أن وضعوا ثقتهم في دولتهم وقيادتها؟ لم نسمع بأن حريقا التهم أموال المساهمين في الخزائن حتى نرضى بما قضى الله وقدر! ولم يأتي لص خارجي لينهبها أمام الناس حتى نوحد الصف في استرجاعها أو نموت دونها شهداء! ولئن كان الناس يحلقون في الأوهام الخيالية بعيدا عن الحقائق أثناء التداول كما يشاع، فأين دور السلطة بهيئاتها ولجانها وخبرائها في تبصيرهم وتوجيههم ومنعهم من الانتحار الجماعي؟ لكن الحقيقة أنه سيبقى خط سير الريال من جيوب الأبرياء في بيوتهم إلى محافظ الهوامير المجرمين في بنوكهم واضحا مكشوفا معلوما لمن تتبعه بصدق مستحضرا مخافة الله و مستشعرا ثقل الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وحملها الإنسان!
أيها المساهمون الضحايا: لا تصدقوا إشاعات من لم يصدقوا معكم في البداية حتى يصدقوكم في النهاية، دونكم أموالكم التي سلبت منكم، تجدونها في مكان ما!! مع شخص ما!!! تجدونه بين ظهرانيكم!! ياسادة أمولكم لم تأخذها ملائكة السماء!! ولا حتى شياطين الجن!! بل استولى عليها حفنة من شياطين الإنس وأنتم تنظرون، من حقكم على الدولة أن تطالبوها بالتحقيق المعلن وكشف الملابسات، وتحديد المجرمين ومحاسبتهم ومحاكمتهم واسترجاع الحق إلى أهله. فالشرع الذي حكم بقطع اليد في ثلاثة دراهم مسروقة، قادر بلا شك على اجتثاث أكابر المجرمين ممن استولوا على مئات المليارات ظلما وعدوانا، فكانوا سببا في موت العشرات من المساهمين بالجلطات والأزمات القلبية، ودخولهم المصحات النفسية والعناية المركزة، والويل كل الويل لمن فعل هذا، أو رضي به، أو كان قادرا على حماية الناس منه فلم يفعل (ويل للمطففين *الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو و****م يُخسرون* ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون* ليوم عظيم)........... وعند الله تجتمع الخصوم.
محسن العواجي الجمعة 19/10/1427هـ