السيف الصقيل
09-18-2006, 04:41 AM
::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
: : :
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد أمــــا بعد :
:: ][ الوقت البدل الضائع ][ ::
مصطلح يستخدم في لعبة كرة القدم ، فالمباراة مدتها 90 دقيقة و يضاف إليها ما يقارب 4 دقائق لتعويض الوقت الذي انهدر أثناء المباراة
تجد اللاعبين في الملعب في حالة تقاعس و خذلان خلال 90 دقيقة و ما إن يرون الحكم و قد أعلن الوقت البدل الضائع ، حتى يبدأ اللاعب بالبحث عن فرصة يحرز من خلالها هدف الترجيح ..
كلكم تتفقون معي أن اللاعب مخطئ بأنه لم يستغل 90 دقيقة الماضية في صنع شيء بل بحث عن تحقيق هدفه عندما تبقى النزر اليسير من المباراة بغض النظر عن هذا اللاعب و عن سخافة ما يبحث عنه
دعونــــا نطبق ما مضـــى في حياتنا اليومية
كثير من الأعمال نهملهــا بل نخرجها من قاموسنا
و حينما يأتي وقتهـــا نحاول أن أن نعمل تلك الأعمال ، و غالبا ما نصاب بالفشل أو يكون العمل ركيكا
نأخذ مثال جلي في واقعنا
عندمـــا يٌطلب منا تقديم بحث في موضوع مــــا و يطلب تسليمه بعد شهر
أسألك بالله متى تبدأ ..!!
غالبية البشر لا يبدؤون بالبحث إلا قبل تسليمه بأربعة أيام على أقل تقدير
تجدهـ مرتبكــا و مشوشا و يعتكف في غرفته أمل أن ينجز هذا البحث
و النتيجة لا شيء .. أو بحث ناقـــص ليس بالمستوى المأمول
كان أمام هذا الإنسان ما يقارب 30 يوما ، و لكنه لم يبدأ إلى قبل الموعد بأربعة أو ثلاثة أيام
لمـــاذا نصر على إنجاز أعمالنا في الأوقات الضيقــة أو كما سبق أن قلنا في الوقت البدل الضائع لو كان البحث ما يقارب 30 صفحـــة و بدأ جده و اجتهاده منذ الإعلان عن هذا البحث فهل سيجد نفسه في مأزق كلا .. في اليوم بإمكانه إنجاز ورقتين بالكثير فقط حتى ينتهي منه قبل موعد التسليم بيومين أو ثلاث فيشعر براحة نفسيــــة كبيرة حتى إنه بإمكانه إضافة بعض اللمسات أو التعديلات
لكــــن .. من منـــا يبدأ بالعمل بجد و إخلاص و تنظيم ..؟!
مثال آخر
انظر إلى الطلاب في المدرسة أيام الإمتحانات و قبل بداية الفترة الثانيـــة تجده تارة يتحدث مع هذا و و تارة يتشاجر مع ذاك و تارى أخرى تجده يلهو و قبل بداية الفترة الثانية بـ 10 دقائق تجده مزحوم الأفكار و يرتعش من شدة الخوف و كأنه لم يجد إلا هذه 10 دقائق ليذاكر فيهـــا و النتيجة .. تشابك المعلومات و تشتيتها و تأخر عن قاعة الامتحان و نهايتها درجة غير مرضيــة
لماذا هذا المرء لم يبدأ مذاكرته إلا عند حلول الوقت البدل الضائـــــع ؟
عقول غريبـــة .. لا تعرف كيفية استغلال الوقت و تنظيم الذات
::
دعونـــــا نتجه إلى منعطف آخر
نجد الأمثلة السابقة كلها أمور دنيوية ضياعها لن يكون نهاية العالم أو نهايتكـ و لكن هناك من الأمور ما يحز في النفس أن يقصر المرء فيهــــا ألا و هي الأمور التي لا يمكن تعويضها فيُعض بعد فقدانها على أصابع الندم
انظر إلى المســـــاجد
لا تكتظ إلا بكبار الســــن ، و إن سألت الشباب عن هجرهم للمساجد أجابوكـ : " نحن ما زلنا شباب ، و إن خطّ الشيب لزمنا المسجد " ..!!
ويحكـــــم .. !!
ماذا تنتظرون حتى تعودوا لربكم ..!!
عذاب من الله .. أم صاعقة من السماء ..
أفنوا شبابهم في الملذات و المحرمات .. بحجة أن الله غفور رحيم و أن بإمكانهم عمل الطاعات في أواخر أعمارهم ..
و كأنهم قد ظمنوا العيش .. !!
ارأيتم هؤلاء .. إنهم ينتظرون الوقت البدل الضائــع و الوقت الضيق لإنجاز واجباتهم نحو خالقهم و عمل الصالحات من الأعمال ..!!
و النتيجـــــة .. خسران و بطلان في الدنيـــا و الآخرة
وا عجبــــي لبني آدم
وا عجبــــي لبني آدم
وا عجبــــي لبني آدم
كم أتت مواسم الخير و ما عملنا ..!!
كم ذكرنا الصالحون و ما تذكرنا ..!!
و كم نهانا المصلحون و ما انتهينا ..!!
و كم بكى الباكون و ما بكينا ..!!
و كم زجرنا المتقون و ما ارتدعنا ..!!
و كم ستر الله علينا و ما استحيينـــا ..!!
كم دعانا القرآن لتدبره و ما لبينا ..!!
و كم نادتنا الصلاة و ما أجبنا ..!!
و كم رثتنا المساجد و ما بكينا ..!!
و كم و كم و كم وكم و كم ..!!
حتى المليون .. بل إلى مالا نهايـــــة
.:.. أخي المسلم / أختي المسلمة ..:.
هل ستنتظر الوقت البدل الضائع لعمل الطاعات ؟
ذلك الوقت الذي لا تدري هل ستبلغ حياتك إليه ..!!
ذلك الوقت الذي لا تدري هل ستزهق الروح قبل الوصول إليـــه ..!!
أم أنكـ ستكون من أولي الألباب و من الصالحين الذين أفنوا عمرهم كلهم في مرضاة الله تعالى لينالوا الخير في الدنيا و الآخرة. ؟
أتركـ الإجابة لك وحدكـ .. فأنت من يستطيع ضبط نفسك و إحكام القفل عليها
و اعلم دائما يا رعاك الله أن الله عز و جل ما كان ليجعل للناس الشقاء في عبادته و إتباع هديه فعبادته هدى و نور تلقى بها رضا الله طمأنينة القلب و انشراح الصدر..
اليوم و قبل أن تنام .. حاسب نفسكـ و تفكر :
هل خوفي من الله و تقياه يؤهلني برؤية وجهه الكريم ؟
هل ما عملته من الصالحات يؤهلني بمجاورة محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى ؟
هل ما عملته من الأعمال يؤهلني برؤية الأنبياء و الصالحين و المتقين ؟
هل عفتي عن الملذات يؤهلني بالتنعم بنعيم الجنة و حورهــا ؟
::
لا تنسى ذلك أخي الكريم .. و أنت كذلك أختي الكريمـــة ..
اسأل الله يمنه و فضله أن يصلح أحوالنـــا .. و أن يرزقنا حبه و حب عبادته
و أن يثبتنا على طاعته إلى أن نلقاه و نحن سعداء
اللهم اجعل ما كتبته خالصا لوجهك الكريم
هذا و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجميعن
للكاتب / ساحر القرن الأخير
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
: : :
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد أمــــا بعد :
:: ][ الوقت البدل الضائع ][ ::
مصطلح يستخدم في لعبة كرة القدم ، فالمباراة مدتها 90 دقيقة و يضاف إليها ما يقارب 4 دقائق لتعويض الوقت الذي انهدر أثناء المباراة
تجد اللاعبين في الملعب في حالة تقاعس و خذلان خلال 90 دقيقة و ما إن يرون الحكم و قد أعلن الوقت البدل الضائع ، حتى يبدأ اللاعب بالبحث عن فرصة يحرز من خلالها هدف الترجيح ..
كلكم تتفقون معي أن اللاعب مخطئ بأنه لم يستغل 90 دقيقة الماضية في صنع شيء بل بحث عن تحقيق هدفه عندما تبقى النزر اليسير من المباراة بغض النظر عن هذا اللاعب و عن سخافة ما يبحث عنه
دعونــــا نطبق ما مضـــى في حياتنا اليومية
كثير من الأعمال نهملهــا بل نخرجها من قاموسنا
و حينما يأتي وقتهـــا نحاول أن أن نعمل تلك الأعمال ، و غالبا ما نصاب بالفشل أو يكون العمل ركيكا
نأخذ مثال جلي في واقعنا
عندمـــا يٌطلب منا تقديم بحث في موضوع مــــا و يطلب تسليمه بعد شهر
أسألك بالله متى تبدأ ..!!
غالبية البشر لا يبدؤون بالبحث إلا قبل تسليمه بأربعة أيام على أقل تقدير
تجدهـ مرتبكــا و مشوشا و يعتكف في غرفته أمل أن ينجز هذا البحث
و النتيجة لا شيء .. أو بحث ناقـــص ليس بالمستوى المأمول
كان أمام هذا الإنسان ما يقارب 30 يوما ، و لكنه لم يبدأ إلى قبل الموعد بأربعة أو ثلاثة أيام
لمـــاذا نصر على إنجاز أعمالنا في الأوقات الضيقــة أو كما سبق أن قلنا في الوقت البدل الضائع لو كان البحث ما يقارب 30 صفحـــة و بدأ جده و اجتهاده منذ الإعلان عن هذا البحث فهل سيجد نفسه في مأزق كلا .. في اليوم بإمكانه إنجاز ورقتين بالكثير فقط حتى ينتهي منه قبل موعد التسليم بيومين أو ثلاث فيشعر براحة نفسيــــة كبيرة حتى إنه بإمكانه إضافة بعض اللمسات أو التعديلات
لكــــن .. من منـــا يبدأ بالعمل بجد و إخلاص و تنظيم ..؟!
مثال آخر
انظر إلى الطلاب في المدرسة أيام الإمتحانات و قبل بداية الفترة الثانيـــة تجده تارة يتحدث مع هذا و و تارة يتشاجر مع ذاك و تارى أخرى تجده يلهو و قبل بداية الفترة الثانية بـ 10 دقائق تجده مزحوم الأفكار و يرتعش من شدة الخوف و كأنه لم يجد إلا هذه 10 دقائق ليذاكر فيهـــا و النتيجة .. تشابك المعلومات و تشتيتها و تأخر عن قاعة الامتحان و نهايتها درجة غير مرضيــة
لماذا هذا المرء لم يبدأ مذاكرته إلا عند حلول الوقت البدل الضائـــــع ؟
عقول غريبـــة .. لا تعرف كيفية استغلال الوقت و تنظيم الذات
::
دعونـــــا نتجه إلى منعطف آخر
نجد الأمثلة السابقة كلها أمور دنيوية ضياعها لن يكون نهاية العالم أو نهايتكـ و لكن هناك من الأمور ما يحز في النفس أن يقصر المرء فيهــــا ألا و هي الأمور التي لا يمكن تعويضها فيُعض بعد فقدانها على أصابع الندم
انظر إلى المســـــاجد
لا تكتظ إلا بكبار الســــن ، و إن سألت الشباب عن هجرهم للمساجد أجابوكـ : " نحن ما زلنا شباب ، و إن خطّ الشيب لزمنا المسجد " ..!!
ويحكـــــم .. !!
ماذا تنتظرون حتى تعودوا لربكم ..!!
عذاب من الله .. أم صاعقة من السماء ..
أفنوا شبابهم في الملذات و المحرمات .. بحجة أن الله غفور رحيم و أن بإمكانهم عمل الطاعات في أواخر أعمارهم ..
و كأنهم قد ظمنوا العيش .. !!
ارأيتم هؤلاء .. إنهم ينتظرون الوقت البدل الضائــع و الوقت الضيق لإنجاز واجباتهم نحو خالقهم و عمل الصالحات من الأعمال ..!!
و النتيجـــــة .. خسران و بطلان في الدنيـــا و الآخرة
وا عجبــــي لبني آدم
وا عجبــــي لبني آدم
وا عجبــــي لبني آدم
كم أتت مواسم الخير و ما عملنا ..!!
كم ذكرنا الصالحون و ما تذكرنا ..!!
و كم نهانا المصلحون و ما انتهينا ..!!
و كم بكى الباكون و ما بكينا ..!!
و كم زجرنا المتقون و ما ارتدعنا ..!!
و كم ستر الله علينا و ما استحيينـــا ..!!
كم دعانا القرآن لتدبره و ما لبينا ..!!
و كم نادتنا الصلاة و ما أجبنا ..!!
و كم رثتنا المساجد و ما بكينا ..!!
و كم و كم و كم وكم و كم ..!!
حتى المليون .. بل إلى مالا نهايـــــة
.:.. أخي المسلم / أختي المسلمة ..:.
هل ستنتظر الوقت البدل الضائع لعمل الطاعات ؟
ذلك الوقت الذي لا تدري هل ستبلغ حياتك إليه ..!!
ذلك الوقت الذي لا تدري هل ستزهق الروح قبل الوصول إليـــه ..!!
أم أنكـ ستكون من أولي الألباب و من الصالحين الذين أفنوا عمرهم كلهم في مرضاة الله تعالى لينالوا الخير في الدنيا و الآخرة. ؟
أتركـ الإجابة لك وحدكـ .. فأنت من يستطيع ضبط نفسك و إحكام القفل عليها
و اعلم دائما يا رعاك الله أن الله عز و جل ما كان ليجعل للناس الشقاء في عبادته و إتباع هديه فعبادته هدى و نور تلقى بها رضا الله طمأنينة القلب و انشراح الصدر..
اليوم و قبل أن تنام .. حاسب نفسكـ و تفكر :
هل خوفي من الله و تقياه يؤهلني برؤية وجهه الكريم ؟
هل ما عملته من الصالحات يؤهلني بمجاورة محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى ؟
هل ما عملته من الأعمال يؤهلني برؤية الأنبياء و الصالحين و المتقين ؟
هل عفتي عن الملذات يؤهلني بالتنعم بنعيم الجنة و حورهــا ؟
::
لا تنسى ذلك أخي الكريم .. و أنت كذلك أختي الكريمـــة ..
اسأل الله يمنه و فضله أن يصلح أحوالنـــا .. و أن يرزقنا حبه و حب عبادته
و أن يثبتنا على طاعته إلى أن نلقاه و نحن سعداء
اللهم اجعل ما كتبته خالصا لوجهك الكريم
هذا و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجميعن
للكاتب / ساحر القرن الأخير