بنت الهواجر
08-29-2006, 11:02 PM
تحذيرات صحية من الطريقة المتوارثة لإعداد المندي الكبسة
تدفع السعوديين لاستهلاك 416 مليون دجاجة سنوياً كبسة الدجاج
الرياض، الأحساء: محمد الملفي، عبدالله السلمان
تستهلك (الكبسة السعودية) نحو مليوني طن من الأرز واللحم و416 مليون دجاجة في العام زادت تكلفتها على الـ4.5 مليارات ريال، حسب إحصاءات قدمتها وزارة التجارة للعام 2005م. ورغم التحذيرات الطبية من تناول الكبسة بكميات كبيرة والتشديد على عدم استخدام الدهون الحيوانية واستبدالها بزيوت صحية في تحضير الكبسة تفادياً لأمراض خطيرة كالسكري وارتفاع نسبة الدهون والكولسترول في الدم إلا أن الكميات المستوردة سنوياً من المواد الأساسية المكونة للكبسة في تصاعد مستمر، ويعتبر الأرز من المكونات الرئيسية للكبسة حيث تستورد السعودية منه 1.09 مليون طن سنوياً بتكلفة تجاوزت الـ3.6 مليارات ريال، ويأتي شريكاً له في الأهمية وتوأماً تقليدياً له على الطبق، اللحم الذي تستهلك السعودية منه نحو مليون طن سنوياً بنسبة إنتاج محلي منه قاربت الـ20%. ويعتبر الدجاج في الوقت الراهن منافساً قوياً للحم على شراكة الأرز في طبق الكبسة خلافاً لما كان عليه السعوديون في السابق حيث يستهلكونه بندرة ليستهلكوا منه الآن أكثر من 416 مليون دجاجة في العام الواحد حسب آخر إحصائيات وزارة التجارة لعام 2005 م. ولأن الكبسة أكلة شعبية أصبح أصحاب المطاعم في السعودية يقدمونها لزبائنهم على طريقة التقديم في المطاعم الكلاسيكية ومطاعم المأكولات السريعة في محاولات حثيثة للبعد عن الشعبي والتقليدي. ويتسابق أصحاب المطاعم الشعبية في تحديث ديكورات مطاعمهم على النمط الحديث سعياً للحصول على أكبر قدر ممكن من الزبائن في ظل منافسة محمومة مع مطاعم المأكولات السريعة ذات الطابع الغربي للديكور، كما يتفننون في إظهار الخدمات على الطريقة الحديثة مبتعدين عن التقليدية التي كانت العنصر المشترك من حيث المظهر الخارجي للمطعم في السابق. وتقسم اختصاصية التغذية في المستشفى العسكري بالرياض سابقاً ريما سلمان الكبسة إلى قسمين هما النشويات الموجودة في الرز، والبروتينات في اللحم والدجاج، معتبرة الكبسة وجبة غذائية كاملة إذا قدمت معها الخضراوات. وتضيف أن الكبسة صحية إذا اخترنا نوعية الدهون بعناية وكميات قليلة وقللنا من الكميات التي يلتهمها الشخص في اليوم من الكبسة. وتقول ريما إن المشكلة تكمن في الكمية المتناولة من الكبسة للشخص ونوعية الدهون التي تدخل في تحضير الكبسة وتضرب مثالاً على ذلك بأنه لو تم تحضير الكبسة بزيت نباتي وتم حذف الشحوم من اللحم وجلد الدجاج لتقلصت نسبة الدهون في الكبسة بشكل كبير جداً مما يقلل الضرر الناتج عن التهام هذه الدهون، بينما الطبخة التقليدية للكبسة يدخل في تحضيرها الدهون الحيوانية أو الزبدة ناهيك عن الشحوم الملتصقة باللحم أو جلد الدجاج التي لا تصلح الكبسة بدون واحد منها. وتوضح الاختصاصية الغذائية ريما سلمان أن أجدادنا في السابق كانوا يأكلون الكبسة بنسب ربما أكثر من الكميات المتناولة الآن ولكنهم ينشطون في الأعمال الحركية اليومية مثل الرعي والزراعة وغيرها من النشاطات الحركية التي يقومون بها مما يؤدي لحرق السعرات الحرارية التي تناولوها خافضين بتلك الحركة نسبة الضرر على أجسامهم من الدهون التي التهموها مع الكبسة إلى الصفر، حيث لم يكن متوفراً لديهم وسائل الترف التي نتمتع بها نحن في وقتنا الحاضر. وتربط ريما سلمان بين تناول الكبسة بكميات كبيرة ومرض السكري بطريقة غير مباشرة حيث تقول: "إن تراكم السعرات الحرارية في الجسم يؤدي إلى السمنة وتؤدي مضاعفات السمنة إلى مرض السكري، وتؤدي السمنة أيضا إلى ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون في الدم مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض الجهاز الهضمي ومنها القولون. وتحذر من التهام الكبسة بكميات كبيرة لعدم الوقوع في مثل هذه الأمراض. من جهة أخرى، أوضح مراقبون صحيون أنَّ هناك أضراراً تصاحب وجبة المندي الشعبية متمثلة في أول أكسيد الكربون المتبقي في التنور المستخدم لطهيها،بعد إحراق الأخشاب أو جذوع النخيل، ويبدأ هذا الضرر بعد وضع الوجبة داخل التنور وتغطيتها بغطاء محكم لا يسمح بدخول الهواء إليها فيتراكم الكربون في اللحم والأرز، إلا أنَّ المعتادين على تناولها لا يكترثون بتلك النصائح حرصاً منهم على عدم انقطاعهم عن عادة غذائية متوارثة منذ عدة أجيال ويعتبرونها أقل ضرراً من انتشار الوجبات الغربية السريعة. ولا تكاد تخلو مزرعة أو استراحة من تنور لطبخ وجبة المندي هذه الأكلة الشعبية المتوارثة منذ مئات السنين، التي باتت طعام الغني والفقير كما هو التمر تماماً. ويلاقي مذاقها اللذيذ إقبالاً منقطع النظير في المناسبات والحفلات الخاصة، حيث يقدمها صاحب الدعوة لضيوفه كوجبة راقية تليق بمقامهم، وهذه الأكلة الموروثة أعدها الأجداد منذ قديم الزمان في تنانير الفخار حيث تشعل كمية كافية تكفي لإحماء التنور إلى أن تصبح معه الوجبة قابلة للنضج، فتوضع على الجمر الموقد من جذوع النخل أو أشجار مختلفة ومن ثم تُخرج بعد ساعتين على الأقل، ومع مرور الوقت استخدمت الآن الأنابيب الحديدية الضخمة -البيبات- لإعداد الوجبة والتي يبلغ طولها 1.5 متر وقطرها 80سم تقريباً. يذكر أنَّ الطلب على هذه الوجبة يزداد في موسم الصيف خصوصاً في مناسبات الزواج والحفلات الخاصة بتكلفة 180 ريالاً للذبيحة الواحدة
تدفع السعوديين لاستهلاك 416 مليون دجاجة سنوياً كبسة الدجاج
الرياض، الأحساء: محمد الملفي، عبدالله السلمان
تستهلك (الكبسة السعودية) نحو مليوني طن من الأرز واللحم و416 مليون دجاجة في العام زادت تكلفتها على الـ4.5 مليارات ريال، حسب إحصاءات قدمتها وزارة التجارة للعام 2005م. ورغم التحذيرات الطبية من تناول الكبسة بكميات كبيرة والتشديد على عدم استخدام الدهون الحيوانية واستبدالها بزيوت صحية في تحضير الكبسة تفادياً لأمراض خطيرة كالسكري وارتفاع نسبة الدهون والكولسترول في الدم إلا أن الكميات المستوردة سنوياً من المواد الأساسية المكونة للكبسة في تصاعد مستمر، ويعتبر الأرز من المكونات الرئيسية للكبسة حيث تستورد السعودية منه 1.09 مليون طن سنوياً بتكلفة تجاوزت الـ3.6 مليارات ريال، ويأتي شريكاً له في الأهمية وتوأماً تقليدياً له على الطبق، اللحم الذي تستهلك السعودية منه نحو مليون طن سنوياً بنسبة إنتاج محلي منه قاربت الـ20%. ويعتبر الدجاج في الوقت الراهن منافساً قوياً للحم على شراكة الأرز في طبق الكبسة خلافاً لما كان عليه السعوديون في السابق حيث يستهلكونه بندرة ليستهلكوا منه الآن أكثر من 416 مليون دجاجة في العام الواحد حسب آخر إحصائيات وزارة التجارة لعام 2005 م. ولأن الكبسة أكلة شعبية أصبح أصحاب المطاعم في السعودية يقدمونها لزبائنهم على طريقة التقديم في المطاعم الكلاسيكية ومطاعم المأكولات السريعة في محاولات حثيثة للبعد عن الشعبي والتقليدي. ويتسابق أصحاب المطاعم الشعبية في تحديث ديكورات مطاعمهم على النمط الحديث سعياً للحصول على أكبر قدر ممكن من الزبائن في ظل منافسة محمومة مع مطاعم المأكولات السريعة ذات الطابع الغربي للديكور، كما يتفننون في إظهار الخدمات على الطريقة الحديثة مبتعدين عن التقليدية التي كانت العنصر المشترك من حيث المظهر الخارجي للمطعم في السابق. وتقسم اختصاصية التغذية في المستشفى العسكري بالرياض سابقاً ريما سلمان الكبسة إلى قسمين هما النشويات الموجودة في الرز، والبروتينات في اللحم والدجاج، معتبرة الكبسة وجبة غذائية كاملة إذا قدمت معها الخضراوات. وتضيف أن الكبسة صحية إذا اخترنا نوعية الدهون بعناية وكميات قليلة وقللنا من الكميات التي يلتهمها الشخص في اليوم من الكبسة. وتقول ريما إن المشكلة تكمن في الكمية المتناولة من الكبسة للشخص ونوعية الدهون التي تدخل في تحضير الكبسة وتضرب مثالاً على ذلك بأنه لو تم تحضير الكبسة بزيت نباتي وتم حذف الشحوم من اللحم وجلد الدجاج لتقلصت نسبة الدهون في الكبسة بشكل كبير جداً مما يقلل الضرر الناتج عن التهام هذه الدهون، بينما الطبخة التقليدية للكبسة يدخل في تحضيرها الدهون الحيوانية أو الزبدة ناهيك عن الشحوم الملتصقة باللحم أو جلد الدجاج التي لا تصلح الكبسة بدون واحد منها. وتوضح الاختصاصية الغذائية ريما سلمان أن أجدادنا في السابق كانوا يأكلون الكبسة بنسب ربما أكثر من الكميات المتناولة الآن ولكنهم ينشطون في الأعمال الحركية اليومية مثل الرعي والزراعة وغيرها من النشاطات الحركية التي يقومون بها مما يؤدي لحرق السعرات الحرارية التي تناولوها خافضين بتلك الحركة نسبة الضرر على أجسامهم من الدهون التي التهموها مع الكبسة إلى الصفر، حيث لم يكن متوفراً لديهم وسائل الترف التي نتمتع بها نحن في وقتنا الحاضر. وتربط ريما سلمان بين تناول الكبسة بكميات كبيرة ومرض السكري بطريقة غير مباشرة حيث تقول: "إن تراكم السعرات الحرارية في الجسم يؤدي إلى السمنة وتؤدي مضاعفات السمنة إلى مرض السكري، وتؤدي السمنة أيضا إلى ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون في الدم مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض الجهاز الهضمي ومنها القولون. وتحذر من التهام الكبسة بكميات كبيرة لعدم الوقوع في مثل هذه الأمراض. من جهة أخرى، أوضح مراقبون صحيون أنَّ هناك أضراراً تصاحب وجبة المندي الشعبية متمثلة في أول أكسيد الكربون المتبقي في التنور المستخدم لطهيها،بعد إحراق الأخشاب أو جذوع النخيل، ويبدأ هذا الضرر بعد وضع الوجبة داخل التنور وتغطيتها بغطاء محكم لا يسمح بدخول الهواء إليها فيتراكم الكربون في اللحم والأرز، إلا أنَّ المعتادين على تناولها لا يكترثون بتلك النصائح حرصاً منهم على عدم انقطاعهم عن عادة غذائية متوارثة منذ عدة أجيال ويعتبرونها أقل ضرراً من انتشار الوجبات الغربية السريعة. ولا تكاد تخلو مزرعة أو استراحة من تنور لطبخ وجبة المندي هذه الأكلة الشعبية المتوارثة منذ مئات السنين، التي باتت طعام الغني والفقير كما هو التمر تماماً. ويلاقي مذاقها اللذيذ إقبالاً منقطع النظير في المناسبات والحفلات الخاصة، حيث يقدمها صاحب الدعوة لضيوفه كوجبة راقية تليق بمقامهم، وهذه الأكلة الموروثة أعدها الأجداد منذ قديم الزمان في تنانير الفخار حيث تشعل كمية كافية تكفي لإحماء التنور إلى أن تصبح معه الوجبة قابلة للنضج، فتوضع على الجمر الموقد من جذوع النخل أو أشجار مختلفة ومن ثم تُخرج بعد ساعتين على الأقل، ومع مرور الوقت استخدمت الآن الأنابيب الحديدية الضخمة -البيبات- لإعداد الوجبة والتي يبلغ طولها 1.5 متر وقطرها 80سم تقريباً. يذكر أنَّ الطلب على هذه الوجبة يزداد في موسم الصيف خصوصاً في مناسبات الزواج والحفلات الخاصة بتكلفة 180 ريالاً للذبيحة الواحدة