ابـو حـمـود
08-15-2006, 03:23 PM
الانسان وحالته المزاجية
واحة النفس المطمئنة
الانسان عرضه لتقلب المزاج بين ساعة وأخرى 00 بين يوم وآخر وتقلب المزاج يؤثر على أدائه لعمله فلا يؤديه كما ينبغي أو يؤثر على أدائه مهنته 00 فمن المتصور (مثلا) بالنسبة لجراح أن يؤدي سوء المزاج لعدم التركيز 00 وهذا من أخطر ما يمكن 00 وقد قرأنا في أخبار الحوادث والقضايا أن جراحا أجرى عملية في العين السليمة لمريض بدلا من العين المصابة 00 فأصبح فاقد النظر في الاثنين !!!وأنباء أخرى من هذا القبيل 00 كما يؤثر تقلب المزاج على مخاطبة المرء للناس بعامة أو لأسرته ( زوجته وأولاده) بخاصة وأيضا تقلب المزاج يؤثر على تفاعل الانسان مع الأحداث اليومية التي تمر به 00 وأخيرا – وربما أولا – يؤثر على حسن أداء أعضاء الجسم وأجهزته المختلفة لوظائفها 00 فيصاب الواحد بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أو بهبوط حاد في الدورة الدموية يؤدي الى الإصابة بالإغماء أو الإحساس بالاختناق 00 الخ" وقد يؤثر على أجهزة الجسم نفسها فيصاب الواحد في الحالات الشديدة – بالشلل النصفي أو بالسكتة القلبية أو الدماغية00 وهلم جرا 00 وقد يؤدي اعتلال الصحة ولو بشكل وقتي الى سوء الحالة المزاجية فالذي يعاني حموضة أو عسر هضم أو دور أنفلونزا أو ما شابه ذلك تجد مزاجه على الأغلب "منحرفا" وبالتالي يؤثر ذلك على تعاملاته أو قراراته وقد يتخذ موقفا أو قرارا في موضوع مهم وهو في هذه الحالة المزاجية السيئة قد يندم عليه فيما بعد أشد الندم 00 والأمر قد يكون بالغ الخطورة أحيانا على الشخص نفسه أو على المتعاملين معه أو على زوجته وأبنائه فيكون مصير هؤلاء معلقا على خيط رفيع يمثله تقلب المزاج وعدم ثباته 00 على أن تقلب المزاج يختلف بين شخص ,آخر اختلافا بيننا فمن الناس من يستطيعون أن يعزلوا تقلب المزاج عن قراراتهم وتعاملاتهم وهذا ما ينبغي ان يكون – بل ان منهم من لا يسمح لنفسه بتقلب المزاج لآي سبب أياما كان وهؤلاء الآخرون قدوة لغيرهم من الناس فالإنسان حين يترك لنفسه العنان ويجعل مزاجه رهنا بتقلبات الأحوال هو انسان قليل المقاومة 00 هش وربما – واسمحوا لي باستخدام هذا التعبير المتداول - انه شخص "دلوعة" فلا ينبغي الانسان راشد ان يسمح لنفسه بأن يكون متقلب المزاج هكذا ساعة فوق ساعة تحت !! فالأطفال هم الذين لا يسيطرون على مشاعرهم ، لأنها ما زالت لم تنضج بعد أو هي في طور النضج 00 فالطفل يبكي لدى أي بادرة غير مواتية بالنسبة له كأن يرى شخصيا غريبا يقترب منه أو حين تبدأ أسنانه تشق طريقها في اللثة وتقول عنه أمه أنه "منيئ" والبكاء هو وسيلة التغبير الوحيدة لدى الطفل للتعبير عما يخفيه أو يؤلمه أو يشعره بعدم الارتياح والطفل لا يؤاخذ (طبعا) على تعبيره عما بداخله بهذه الطريقة أما الانسان البالغ الناضج فينبغي له ألا يسمح لنفسه ان يكون كالطفل 00 ويترك لنفسه المزاج بأن يتصرف على نحو مماثل لما يفعله الطفل000 سواء بالتكشير أو بالصوت المرتفع أو بالسباب !! سيطرة الانسان الرشيد على مشاعره وأحاسيسه في غاية الأهمية هذه السيطرة تشكل عازلا بين الأحداث وتقلب المزاج وترفع من قدر الانسان في نظر نفسه وفي أعين الآخرين فالناس لا تحترم الشخص متقلب المزاج ولا تأمنه لأنه يمكن في غضبه ان يفعل أي شيء مثل ان يلقي يمين الطلاق على زوجته ثم يندم ويردها 00 ثم يلقي يمين الطلاق مرة أخرى ثم يندم ويردها وقد جعل الله سقفا لهذا التصرف لا يمكن تجاوزه فجعل الطلاق مرتين فقط والثلاثة لا ينفع فيها ألا ان تتزوج امرأته الطالق شخصا آخر ثم يطلقها هذا الشخص طواعية قبل ان تتزوجه مرة أخرى وهذا القيد هو لردع الناس والزواج منهم خاصة – وحتى لا تكون تصرفاتهم وليدة تقلب المزاج أو سوء المزاج لأي سبب كان "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان (البقرة 229) وفي الآية التالية " فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح من غيره " (البقرة 230) وهكذا يعلمنا الله ما يجب ان تكون عليه تصرفاتنا وهو ألا نترك لانفسنا العنان حين نغضب أو " تنحرف" أمزجتنا بل ان نسيطر على انفعالاتنا ونحكمها ولذلك يمتدح رب العزة الكاظمين الغيظ والذين يعفون عن الناس إذا فعلوا ما يسيء اليهم والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران 134) فكظم الغيظ والعفو عن الناس هما من قبيل السيطرة على المشاعر وهو شيء محمود يعتبره الله من الإحسان والإنسان الذي يجعل نفسه طيعة لتقلب المزاج سوف يجد أشياء كثيرة تقلب مزاجه وتعكره فتجد أناسا يتعكر مزاجهم لأقل شيئ 00ويرغبون ويزبدون (كالجمل الهائج) ويتصرفون باندفاع ودون عقلانية ويأتون أفعالا توقعهم أحيانا تحت طائلة القانون كأن يقوم واحد بضرب شرطي المرور قفل عليه الإشارة !!! كما نقرأ بين الحين والحين في صفحات الحوادث والقضايا أهذا إنسان ؟ أو ينهال ضربا على ابنه أو ابنته حتى الموت لغلطة بسيطة كأن يتأخر الطفل على أبيه في شراء علبة سجائر !! وهو ما قرأناه أيضا منذ أيام ( أسمع عن آباء من أصحاب المهن المرموقة يضربون أبناءهم ويناتهم بالحزام !! أي والله بحزام البنطلون شيء مؤسف بل مقزز ) وقد يسببون لهم عاهة مستديمة يضربونهم على الوجه بشدة فتتمزق طبلة أذن الواحد منهم أو تنفقئ عينه !! وهذا لانهم لا يسيطرون على أنفسهم حين الغضب أو اعتلال المزاج "العالي" مثل هؤلاء "أطفال كبار " أي في السن والحجم فقط وليس في العقل 00 أو في السيطرة على النفس والانفعالات وصدق الله - صلى الله عليه وسلم – اذ يقول ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب أي ليس القوي هو من لديه عضلات مفتولة يستطيع بها ان يصرع غيره ويطرحه أرضا !! ولكنه من يملك نفسه ويسيطر عليها حينما يغضب ، فلا تظهر عنه تصرفات طفولية في حقيقتها 0 الانسان المؤمن إنسان متحضر بمعنى الكلمة فالدين يتطلب من المؤمن ان يكون مثاليا في تصرفاته أو اقرب ما يكون راقيا في أفعاله وأقواله حركاته وسكناته يجعل من أرادته حاجزا واقيا من تقلبات المزاجوان يكون متسامحا حتى في حالة غضبه وإذا ما غضبوا هم يغفرون " الشورى 37)
منقول للفائدة
واحة النفس المطمئنة
الانسان عرضه لتقلب المزاج بين ساعة وأخرى 00 بين يوم وآخر وتقلب المزاج يؤثر على أدائه لعمله فلا يؤديه كما ينبغي أو يؤثر على أدائه مهنته 00 فمن المتصور (مثلا) بالنسبة لجراح أن يؤدي سوء المزاج لعدم التركيز 00 وهذا من أخطر ما يمكن 00 وقد قرأنا في أخبار الحوادث والقضايا أن جراحا أجرى عملية في العين السليمة لمريض بدلا من العين المصابة 00 فأصبح فاقد النظر في الاثنين !!!وأنباء أخرى من هذا القبيل 00 كما يؤثر تقلب المزاج على مخاطبة المرء للناس بعامة أو لأسرته ( زوجته وأولاده) بخاصة وأيضا تقلب المزاج يؤثر على تفاعل الانسان مع الأحداث اليومية التي تمر به 00 وأخيرا – وربما أولا – يؤثر على حسن أداء أعضاء الجسم وأجهزته المختلفة لوظائفها 00 فيصاب الواحد بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أو بهبوط حاد في الدورة الدموية يؤدي الى الإصابة بالإغماء أو الإحساس بالاختناق 00 الخ" وقد يؤثر على أجهزة الجسم نفسها فيصاب الواحد في الحالات الشديدة – بالشلل النصفي أو بالسكتة القلبية أو الدماغية00 وهلم جرا 00 وقد يؤدي اعتلال الصحة ولو بشكل وقتي الى سوء الحالة المزاجية فالذي يعاني حموضة أو عسر هضم أو دور أنفلونزا أو ما شابه ذلك تجد مزاجه على الأغلب "منحرفا" وبالتالي يؤثر ذلك على تعاملاته أو قراراته وقد يتخذ موقفا أو قرارا في موضوع مهم وهو في هذه الحالة المزاجية السيئة قد يندم عليه فيما بعد أشد الندم 00 والأمر قد يكون بالغ الخطورة أحيانا على الشخص نفسه أو على المتعاملين معه أو على زوجته وأبنائه فيكون مصير هؤلاء معلقا على خيط رفيع يمثله تقلب المزاج وعدم ثباته 00 على أن تقلب المزاج يختلف بين شخص ,آخر اختلافا بيننا فمن الناس من يستطيعون أن يعزلوا تقلب المزاج عن قراراتهم وتعاملاتهم وهذا ما ينبغي ان يكون – بل ان منهم من لا يسمح لنفسه بتقلب المزاج لآي سبب أياما كان وهؤلاء الآخرون قدوة لغيرهم من الناس فالإنسان حين يترك لنفسه العنان ويجعل مزاجه رهنا بتقلبات الأحوال هو انسان قليل المقاومة 00 هش وربما – واسمحوا لي باستخدام هذا التعبير المتداول - انه شخص "دلوعة" فلا ينبغي الانسان راشد ان يسمح لنفسه بأن يكون متقلب المزاج هكذا ساعة فوق ساعة تحت !! فالأطفال هم الذين لا يسيطرون على مشاعرهم ، لأنها ما زالت لم تنضج بعد أو هي في طور النضج 00 فالطفل يبكي لدى أي بادرة غير مواتية بالنسبة له كأن يرى شخصيا غريبا يقترب منه أو حين تبدأ أسنانه تشق طريقها في اللثة وتقول عنه أمه أنه "منيئ" والبكاء هو وسيلة التغبير الوحيدة لدى الطفل للتعبير عما يخفيه أو يؤلمه أو يشعره بعدم الارتياح والطفل لا يؤاخذ (طبعا) على تعبيره عما بداخله بهذه الطريقة أما الانسان البالغ الناضج فينبغي له ألا يسمح لنفسه ان يكون كالطفل 00 ويترك لنفسه المزاج بأن يتصرف على نحو مماثل لما يفعله الطفل000 سواء بالتكشير أو بالصوت المرتفع أو بالسباب !! سيطرة الانسان الرشيد على مشاعره وأحاسيسه في غاية الأهمية هذه السيطرة تشكل عازلا بين الأحداث وتقلب المزاج وترفع من قدر الانسان في نظر نفسه وفي أعين الآخرين فالناس لا تحترم الشخص متقلب المزاج ولا تأمنه لأنه يمكن في غضبه ان يفعل أي شيء مثل ان يلقي يمين الطلاق على زوجته ثم يندم ويردها 00 ثم يلقي يمين الطلاق مرة أخرى ثم يندم ويردها وقد جعل الله سقفا لهذا التصرف لا يمكن تجاوزه فجعل الطلاق مرتين فقط والثلاثة لا ينفع فيها ألا ان تتزوج امرأته الطالق شخصا آخر ثم يطلقها هذا الشخص طواعية قبل ان تتزوجه مرة أخرى وهذا القيد هو لردع الناس والزواج منهم خاصة – وحتى لا تكون تصرفاتهم وليدة تقلب المزاج أو سوء المزاج لأي سبب كان "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان (البقرة 229) وفي الآية التالية " فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح من غيره " (البقرة 230) وهكذا يعلمنا الله ما يجب ان تكون عليه تصرفاتنا وهو ألا نترك لانفسنا العنان حين نغضب أو " تنحرف" أمزجتنا بل ان نسيطر على انفعالاتنا ونحكمها ولذلك يمتدح رب العزة الكاظمين الغيظ والذين يعفون عن الناس إذا فعلوا ما يسيء اليهم والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران 134) فكظم الغيظ والعفو عن الناس هما من قبيل السيطرة على المشاعر وهو شيء محمود يعتبره الله من الإحسان والإنسان الذي يجعل نفسه طيعة لتقلب المزاج سوف يجد أشياء كثيرة تقلب مزاجه وتعكره فتجد أناسا يتعكر مزاجهم لأقل شيئ 00ويرغبون ويزبدون (كالجمل الهائج) ويتصرفون باندفاع ودون عقلانية ويأتون أفعالا توقعهم أحيانا تحت طائلة القانون كأن يقوم واحد بضرب شرطي المرور قفل عليه الإشارة !!! كما نقرأ بين الحين والحين في صفحات الحوادث والقضايا أهذا إنسان ؟ أو ينهال ضربا على ابنه أو ابنته حتى الموت لغلطة بسيطة كأن يتأخر الطفل على أبيه في شراء علبة سجائر !! وهو ما قرأناه أيضا منذ أيام ( أسمع عن آباء من أصحاب المهن المرموقة يضربون أبناءهم ويناتهم بالحزام !! أي والله بحزام البنطلون شيء مؤسف بل مقزز ) وقد يسببون لهم عاهة مستديمة يضربونهم على الوجه بشدة فتتمزق طبلة أذن الواحد منهم أو تنفقئ عينه !! وهذا لانهم لا يسيطرون على أنفسهم حين الغضب أو اعتلال المزاج "العالي" مثل هؤلاء "أطفال كبار " أي في السن والحجم فقط وليس في العقل 00 أو في السيطرة على النفس والانفعالات وصدق الله - صلى الله عليه وسلم – اذ يقول ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب أي ليس القوي هو من لديه عضلات مفتولة يستطيع بها ان يصرع غيره ويطرحه أرضا !! ولكنه من يملك نفسه ويسيطر عليها حينما يغضب ، فلا تظهر عنه تصرفات طفولية في حقيقتها 0 الانسان المؤمن إنسان متحضر بمعنى الكلمة فالدين يتطلب من المؤمن ان يكون مثاليا في تصرفاته أو اقرب ما يكون راقيا في أفعاله وأقواله حركاته وسكناته يجعل من أرادته حاجزا واقيا من تقلبات المزاجوان يكون متسامحا حتى في حالة غضبه وإذا ما غضبوا هم يغفرون " الشورى 37)
منقول للفائدة