المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذيـــــــــــــــــــب


التميمي
07-05-2006, 01:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا موضوع عن الذيب اخترته لعل الله ان ينفع به


الذيب حيوان بري ، شجاع ، عزيز النفس ، لا يأكل إلا أكلا طازجا ولا يأكل من الفطايس أو الجيّف الميتة ، و مكانه دائما في روس المعالي ، وقد تأثر بشجاعته و عزة نفسه أبناء البادية تأثرا بالغا فوصف به الرجل الشجاع و المحارب الذي لا يهاب الموت ، و و صف بها أيضاً من به صفات الغدر و كلّ ذلك صحيح فهم يأخذون صفاته اللتي تشدّهم كأبناء صحراء ، فالحذر و الاحتراس و الترصّد و الإغاره كلها من صفات الذيب التي تعجب البدوي ، وجاء ذكر الذيب في كثير من قصائد الشعراء سواء كانت الفخر والحماس أو التوجد أو الرثاء أو غيرها بشكل يعكس مالهذا الضاري من صفات ميزته عن سائر وحوش الصحراء والبراري، وقد ارتبط الذيب بحياة البدوي ارتباطا وثيقا ..

و عرف العربيّ الذئب قديماً ، و جاوره و عرف صفاته و دواخله و أطلق عليه أسماءاً و كنى ، فمن أسمائه : أوس و أويس و نهشل و سرحان و أغبر و اطلس و أجرد ، و من كناه : أبو كاسب .

و كما أسلفت قبل حين فهو صاحب غارات و خصومات و غدر في بعض الأحيان ، و يوصف بأنه يقتنص فرصته جيّداً و يتحيّن الفرص للإفتراس و الإغارة و هو أيضاً نبيهٌ شديد الإحتراس ، و من عادته أن يخرج إلى الافتــــراس عندما يجن الليل و يقطع مسافات طويلة من أجل غذائه ، و كذلك يضرب به المثل في الخبث و الغدر وســــوء الطبع لأنه قـد لا يتوانى عن الفتك بذئب آخر و لو من قطيعه والنيل منه إذا رآه جريحاً أو في حالة ضعف و لكن العرف الشعبي يقول غير هذا ، فالمعروف عند العامّه قولهم ( الذيب ما ياكل ذيب ) .





و كان للذئب نصيب كبير من الذكر في تاريخ الشعر العربي و إلى يومنا الحاضر .. و ذلك على مختلف استعمالاته و ذلك لوجوده و تأثيره في حياة هؤلاء العرب ، و تجده في مختلف اغراض الشعر ، يتواجد فيها حسبما يتوافق منها مع ماهو من صفاته فتراهم يخاطبونه و يكلمونه و بعضهم يمدحه و يمتدح به و بعضهم يهجوه و يهجو به ، و بعضهم يناجي عواءه و غير ذلك ..

فقد ورد في صفة الغدر المتكّنة من الذئب قصة تلك التي ربّت ذئباً و ارضعته من شاة لها ، فلما كبر عدا على شاتها و أكلها ، فقالت :




أكلت شويهتي وفجعت قلبيوأنت لشاتنا ولـد ربيـب
غذيت بدرها وربيت فينـافمن أنباك أن أباك ذيـب
إذا كان الطباع طباع سوءفلا أدب يفيـد ولا أديـب



و كانت بني تميم تستنكف من اقتناء الغنم فلا تقتني إلا الإبل ، فلما اقتنى أحد بني طهية من تميم غنماً ، ندم على ذلك و أطلقها للذئب ،و قال في ذلك :




عليك الشاء شاء بنى تميمفعافقه فانـك ذو عفـاق





و أيضاً ورد في ذكر الذئب ، ما كان من شاعرنا الفرزدق ، أبو فراس همام بن غالب التميمي حين استضاف الذئب في سفره ليلاً ، و أطعمه و أمّنه ، و قال في ذلك :




و أطلس عسال وما كان صاحبادعوت بناري موهنـا فأتانـي
فلما دنا قلت ادن دونـك إننـيو إياك فـي زادي لمشتركـان
فبت أسوى الزاد بيني و بينـهعلى ضوء نار مـرة ودخـان
فقلت له لمـا تكشـر ضاحكـاو قائم سيفي من يـدي بمكـان
تعشّ فإن واثقتني لا تخوننـينكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتماأخييـن كانـا أرضعـا بلبـان
و لو غيرنا نبهت تلتمس القرىرماك بسهـم أو شبـاة سنـان
و كل رفيقي كل رحل وإن هماتعاطى القنا قوماهمـا أخـوان



و قال النجاشي يخاطب ذئباً :



و ماء كلـون الغسـل قـد عـادا آجنـاقليل بـه الاصـوات فـي بلـد محـل
وجـدت عليـه الذئـب يعـوى كـأنـهخليع خلا مـن كـل مـال ومـن أهـل
فقلت له ياذئـب هـل لـك فـي فتـىيواسـى بـلا مـن عليـك و لابـخـل
فـقـال هــداك الله للـرشـد إنـمـادعـوت لمـا لـم يأتـه سبـع قبـلـى
فلـسـت بـآتـيـه ولا أستطـيـعـهو لاك اسقنى إن كان مـاؤك ذا فضـل
فقلـت عليـك الحـوض إنـى تركتـهو فى صغوه* فضل القلوص من السجل*
فطـرب يستـعـوى ذئـابـا كثـيـرةوعذت وكـل مـن هـواه علـى شغـل


*الصغو : الجانب المائل.
*السَّجْل : الدلو الكبير .


و لحميد بن ثور بأوله قصيدته في وصف ذئب يتبع الجيش طمعا في أن يتخلف رجل يثب عليه لانه من بين السباع لايرغب في القتلى و لا يأكل إلا ما فرسه :



فظل يراعى الجيش حتـى تغيبـتخباش وحالـت دونهـن الاجـارع
إذا ما غدا يومـا رأيـت غيايـة*من الطير ينظرن إلى هـو صانـع
خفيـف المعـا إلا مصيـرا يبلـهدم الجوف أو سؤر من الحوض ناقع
هو البعل الدانى من النـاس كالـذىله صحبة و هـو العـدو المنـازع
ينـام بإحـدى مقلتيـه و يتّـقـيبأخرى المنايا فهو يقظـانٌ هاجـعُ


*الغياية : كلّ شئ أظلّ الإنسان فوق رأسه .
و كم أجاد في البيت الأخير في وصف الذئب ، ففقد كان هذا البيت وصفاً رائعاً للذئب تمناه كثير من الشعراء خصوصاً آخره حينما انتهى من وصفه فقال ( فهو يقظانٌ هاجعُ ) أي أنه ما بين اليقظة إلى الهجوع في كيفية نومه ، فهو قد اخذ بالأثنين النوم و اتّقاء المنايا .

و قرأت مقال لشخص نقل هذا البيت عن الشاعر الأحيمر السعدي التميمي :



عوى الذئب فأستنست بالذئب اذعوى وصوت انسان فكدت اطير



و قيل في الذئب :



اذا لم تكن ذئبا على الناس اجرداًكثيرَ الاذى بالت عليك الثعالبُ






و كذلك في أدبنا الشعبي ، فلقد احتوى على الكثير من القصص الشعبيه حول الذئب ، و أيضاً القصائد و الأشعار و الأراجيز حول الذئب ، و كانوا يذكرونه في عدة أغراض أخى منها التناجي و الشكوى و الإمتداح و كذلك مخاطبته مخاطبة العاقل ، و لعلي أذكر منها امثله مما أعرف :


من اعجابهم بشخصيته الفتاكة كانت له اوصاف شعبيه مثل : الأمعط و الأجرد و الأسحم و الأغبر و ذيب الغضا ، و كانت تطلق علي امثال شعبيه ، مثل :
*الذيب ما يهرول عبث ( و فعلا مشيته السريعه ماهي مشيه هارب ولكن مشيه محارب يدور له عن ضحيه ) .
* و من يعاشر الذيب يتحمل مخاليبه .
* الذيب ما ياكل لحم ذرعانه .



يقول شاعر ممتدحاً الذيب :



ياذيب من خاواك ما هاب الاخطاردامـك يمينـه مايعـرف المذلـه



و يقول شالح بن هدلان الخنفري القحطاني مخاطباً الذئب سميّ ابنه الفارس ذيب حين قُتِل:



يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيبكم ليلة عشاك عقـب المجاعـه



و يقول أيضاً في قصيدة أخرى مجاوباً لعواء الذيب :



ذيبٍ عوى و انا على صوته اجيبو من ونّتي جضّت ضواري سباعه



و قالت شاعره :



يا ذيب ياللي جر صوت عوى بـهمدري طرب وألا من الجوع يا ذيب
يا ذيب لا تقهـرك عنهـا المهابـهيا مجفّل الغزلان حنـا المعازيـب
البـوش كلـه يـم خشـم اللهابـهفي فيضة السرداح والبل عوازيـب




و قد يمثل الشاعر عواء الذيب فيصف نفسه بأنه يعوي كما الذيب من شئ ما ألمّ بالشاعر حسب معناه ، كما قال مريبد العدواني العنزي :



اعوي كما ذيبٍ من الجوع مسعورعن العشا حـده نوابـح كلابـه




و قد يكون ذكر الذئب و مخاطبته أحياناً مرادفاً للتوجّد و ذكر الاحباب ، فقد قرأت ذات مرة أبياتاً تقول :



ياذيب عـادك بتذكـر أو نسيـتإن كان ذاكـر زمـن ذاك الهـوى
واليوم أنا وانت نفعـل مـا بقيـتنقضي ونمضـي ونفعلهـا سـوى
لو كنت صادق في القول يوم حكيتما يرضي القلب والخاطـر سـوى
لو كنت ياذيب مثلـي مـا هويـتالبيض والسمر ماهن شـي سـوى
تعبت ياذيب وكـم فيهـا سعيـتلا عدل عندك ولا قسمـة سـوى



و يقول الشاعر خلف بن هذال :



يا ذيب لاتجـذب علـي الذيابـهحول وأنا بأبدي على الرجم يا ذيب
يا ذيب أنا لـي وقفـةٍ وانقلابـهرجلي مضريّها بروس المراقيـب
الذيب خاوى من عصور الصحابهله خوةٍ تصدق مع أهل المواجيـب
بديت أنا في رأس رجـمٍ عوابـهوأبكي بدمعٍ غرّق الكـم والجيـب



و يقول الشريف بركات في قصيدته المشهورة ناصحاً ابنه ، و خاطب في بعضها الذئب :



ياذيب و ان جتك الغنم في مفاليكفاكمن الين ان الرعايـا تعـداك
فيما مضى ياذيب تفرس بياديـكواليوم جاء ذيب عن الفرس عداك
ياذيب عاهدني و اعاهدك مرميكمرميك انا ياذيب لوزان مرمـاك




و يقول الشاعر غازي بن عون :



أعوى عوى الذيب الاشهب وهرف هرافهواعدى معاديه وطرش مـع مطاريشـه
واسمـى مماسيـه واشـرف بمشرافـهواضوى مضاويه واغبش مع مغابيشـه
الذيـب مبـداه و هرافـه و مـذلاتـهومسراه وعواه ودورتـه علـى العيشـه


و هو بهذا يصف نفسه بما يفعله الذيب ، حينما يعتلي الاماكن العاليه ليكشف المكان من حوله ، و كذلك سيره الطويل لمسافات بعيده في سبيل جلب العيشة و مصاعبها من حذر شديد و حرص و تنبّه للأعداء و المحيطين .

التميمي
07-05-2006, 01:44 AM
و نلاحظ أن كثيراً من القصائد الشعبيه القديمة كان الشعراء فيها يخاطبون الذئب و يستفتحونها بـ ( يا ذيب ) ، و لكن يختلف المعنى بينهم ، فأحياناً يستخدم للتشبيه أو للإشارة إلى غرض معين ، يقول الشاعر :



يا ذيب يا للي تجر عـواكأزعج مع الصوت صوتيني
يا ذيب أنا غافـل لـولاكفصلت لقلبـي شواطينـي



و قال أحد الشعراء يعاتب الذيب و يلومه :



الله يلوم الذيب ما كب شاتيوراه ما دوّر له خمعٍ تنصاه




و من القصص الشعريه التي وردت في مثل هذا النوع من الأشعار بخطاب فيه رموز لكي يفهمها من قصد بها ، و ذلك أن عواء الذئب كان إشارة بين حبيبين كل منهما من قبيلة مختلفة معادية للقبيلة الأخرى.. وحدث في يوم من الايام ان تلك القبيلة سهروا و جلسوا ليلاً للحماية من اللصوص.. جعلت من قدوم الحبيب مخاطرة عليه لهذا رفعت الفتاة صوتها وهي تردد هذه الأبيات قبل أن يسمع الحبيب صوت الذئب فيأتي للقاء بها و يجد القوم أمامه ساهرين ، فقالت:



دربيك اللي تباه من أول يا ذيب مرصودحالوا عليه الحرس يا ذيب واسيرتك سيره
لو كان ماني بها تفعل العربـان منشـودلا شك ما أبيك يا ذيب الغلا تاقع عثيـرة


و عندما سمعها الحبيب أدرك أنه هو المقصود ، فرجع من حيث أتى.


و كذلك قصة أخرى مشهورة .. فيذكر أن رجلاً أُجبر على مفارقة زوجته على خلاف بين القبيلتين و الله اعلم.. و بعد ذلك استعمل ذلك الرجل عواء الذئب كوسيلة للاتصال بزوجته ، فقلد الزوج صوت الذئب و عوى ثلاث عويات حتى عرفت الزوجة صوته وخرجت لتراه متخفّيه .. وبعد أن رأته و تلاقت معه لقاءاً زوجياً عادت الزوجة لمنزلها عند اهلها .. و شاء الله أن تحمل الزوجة بعد لقاءها زوجها .. و سألها أخوها و اهلها عن ذلك و قالت لهم ما جرى و لكن لم يصدق أهلها ما قالته عن مجئ زوجها سرّاً و ظنوا بها ظنّ سوء .و لقطع دابر الشك قال لها اخوها أنه سيذهب ليتأكد و إن لم يكن كذلك فليس لها إلا السيف ، و تنكّر أخوها و ذهب لمجلس تلك القبيلة ( قبيلة الزوج ) ، فجلس و حينما حانت الفرصه أخذ الربابه و قال :



يا ذيب يا للي تالي الليل عويـتثلاث عويات على ساق و صلاب
سايلك بالله عقبهـا وش سويـتيوم الثريا راوست و القمر غاب


ففهم الزوج الأمر وعرف أنه أخوها و أن زوجته حامل ، فذهب و أخذ الربابه بعدها و أنشد :



أنا أشهد إني عقب جوعي تعشيـتوأخذت شاه الذيب من بين الأطناب
على النقا وإلا الردى ما تهقويـتو ادو حلالي يا عريبين الأنسـاب


و حينها عرف الأمر و أصبحت تلك الزوجة بريئة و يقال أنها عادت إليه .

وهكذا نجد أن شعراء البادية استفادوا من الذئب كرمز وإشارة لما يصعب التصريح به..

و كذلك اشتهرت هناك قصة من غرائب قصص البادية لشاعر لقّب بــ ( مخاوي الذيب ) و ذلك امتداحاً له لأن الذئب ليس من الحيوانات التي تتآلف مع الإنسان ، و هو محمد بن ضبان بن خرصان العجمي و قصته أنه خرج في الصحراء وإذا بذئب يصادفه في الطريق وأخذ الذئب يمشي بالقرب منه كرفيق درب، فصب له ابن خرصان ماء فشرب الذئب وفي المساء أعطاه من الطعام الذي معه فأكل، وفي الصباح مشوا سويا يتقدمه الذئب ويعتلي المرتفعات قبله فإن رأى أحدا عاد ادراجه بسرعة في اشارة لمحمد أنه رأى شيئا فينزل محمد عن راحلته ليتقصى الاشارة فيجد أنها صحيحة وأن هناك إبلا، وفي الليل حاف ابن خرصان الإبل وأخذ ناقة وحاف الذئب مثله وأتى بالضير وهو جلد الحاشي الذي تضير عليه الناقة كأنه ولدها في حال موته، وكان هذا الضير على ناقتين فجاءت الناقتين خلف الضير وبناتهن الكبار معهن أيضا وتبعتهن بقية الإبل، وعندما وصل ابن خرصان إلى ذلوله وإذا بالذئب يأتي خلفه ومعه كل الإبل فحمل ابن خرصان الضير على ذلوله وتبعته الإبل والذئب خلفه يسوق ما تأخر من الإبل، وهكذا طوال الطريق وإذا جاء وقت الغداء أو العشاء يعطي محمد الذئب من طعامه الذي معه، وعندما وصلوا لأهلهم ورآى الذئب أنهم وصلوا عوى بصوت عالي متأسفا على فراق صاحبه الذي توقف ثم نحر له ناقة من الإبل التي كسبها الاثنان وأشار له بأن يأكل منها، وبعد أن وصل لأهله وقومه أخبرهم بحكاية الذئب وقال لهم إن هذا الذئب صديقه وفي وجهه وحذر من يقترب منه أو يحاول قتله إلا أن بعض قومه تذمروا من هذا الكلام خوفا على حلالهم من الذئب فقام أحدهم بقتله ، فإنتقم له ابن خرصان وقتل الرجل الذي قتل صديقه الذئب وقال هذه الأبيات:




تخاويت أنا والذيب سرحـاندعيتـه بأمـان الله وجانـي
لقيته خويٍ يقضـي الشـانلا ندبته على المرقب شفاني
عقرت السمينة له بصفطـانوعطيته مواثيقـي وأمانـي
وأنا من سلايل نسل خرصانليا جت مواجيـب العوانـي




و كان هناك أيضاً قصص من ضمن التراث الشعبي لأناس أطعموا الذئاب و لقّبوا بلقب ( معشّي الذيب ) و هم مكازي بن سعيد بن عليان الشمري ، و محمد بن سعد بن شعيفان السبيعي .




ختاماً أرجو أن يكون الموضوع قد حاز على اعجابكم و أرجو أيضاً أن تكونوا قد استفدتم و استمتعتم .. تحياتي لكم .. و الله يرعاكم ..

اخو من طاع الله
07-05-2006, 02:54 PM
موضوع رائع يا الذيب

والله استفدنا معلومات

يعطيك العافيه ولا هنت

إبن ثعلي
07-05-2006, 03:01 PM
التميمي مشكور على هذا الموضوع الشيق
تحياتي