الحصان
06-30-2006, 12:21 AM
قبيلة (بنو ياس) هي من أشهر القبائل على ساحل الخليج، وأعدادها كبيرة بالنسبة للقبائل الأخرى، وفيها بيوت الحكم من آل نهيان وآل مكتوم. وقد وقع خلاف كبير في نسب هذه القبيلة بين المؤرخين حتى في اسمهم فقالوا: (بنو ياس)، بنو إلياس، بنو إياس. ومعلوم أن الرجل ليس له الا اسم واحد وأن كل اسم من هذه الأسماء يؤدي إلى النسبة لشخص آخر، والناس وإن قالوا واختلفوا ف(بنو ياس) لا يختلفون على أنهم من أصل واحد اسمه ياس بن عامر. وسأبدأ بالقول الراجح عندي وإن أبى هذا القول بعض أهل العلم في الأنساب في هذه المنطقة، قبيلة (بنو ياس) تنتسب الى ياس بن عامر الذي ترجع نسبته الى قبائل نزار بن معد بن عدنان، يقول سالم بن حمود السيابي المؤرخ العماني في كتابه (اسعاف الأعيان في أنساب عمان):
أعلم أن (بنو ياس) أهل دبي وأبوظبي على شهير النسب من ياس بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ولهم زعامة أبوظبي ودبي وما إليهما وتلتف عليهم قبائل عديدة وتتعلق بهم في مهماتها أمم و(بنو ياس) هم الصميم فيهم .. الى آخر ما قال".
ويقول ابن رزيق وهو ايضا من المؤرخين العمانيين القدامى في كتابه الضياء الشائع باللمعان : (بتصرف):
"إن أكثر الناس يظنون أن (بنو ياس) قحطانيون وليسوا كذلك بل هم عدنانيون من ولد سامة بن لؤي بن غالب".
والمؤرخون العمانيون أعرف بأنساب المنطقة من غيرهم بسبب مخالطتهم للقبائل العربية الموجودة في المنطقة وتدوينهم لأحداث عمان منذ الزمن الغابر الى اليوم، ولو رجعنا الى أهل العلم بالأنساب من السعوديين مثلاً لوجدنا كثيراً منهم يوافق العمانيين فيما ذهبوا اليه ولا يحضرني في هذه الساعة الا ما كتبه حمد بن ابراهيم الحقيل في كتابه (كنز الأنساب) وهو من مؤرخي السعودية يقول:
"وفي عمان (بنو ياس) بن عمرو بن عامر بن صعصعة منهم آل نهيان حكام أبوظبي".
قول الحقيل، ياس بن عمرو لم يقل به أحد، بل أغلب النسابين يقولون ياس بن عامر ولعله أثبته سهواً وعلى هذا ترى الاتفاق بين هؤلاء المؤرخين على أن نسب هذه القبيلة عدناني وليسوا من قحطان. وقد جاء في كتاب (المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب) لعبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيري الطائي، من مؤرخي السعودية:
"وبنو إياس بطن من حبشية من خزاعة، ويقال إن بنو إياس أهل عمان ممن ينتسبون لإياس بن قبيصة الطائي".
ثم قال في معرض كلامه عن أنساب طيء:
"ومن بطون جرم بن هني بطن من جذيمة من جرم طيء ومنهم إياس بن قبيصة، استعمله كسرى على الحيرة بعد النعمان وهو قائد العرب والفرس على بنو شيبان يوم ذي قار، وذكر لنا بعض علماء الاحساء ان بنو إياس أهل عمان من بنو إياس هذا الطائي وذلك نقلاً عن علمائهم وقد قدمنا ذكرهم في إياس من الأزد". أقول ليس في كتاب المغيري ما يثبت النسبة الى قحطان بسبب انه اضطرب في النسبة، فمرة يقول هم من الأزد ومرة يقول هم من قبيلة طيء، والاضطراب يسقط الاحتجاج من أصله وليس في كلام من اعتمد على قوله حجة والله أعلم. ولا يعد أحد من القراء أن كلامي هذا منقصة في قحطان، وأن ما أقوله بسبب تعصبي لعدنان لا .. لا، بل هو تحقيق النسبة وتثبيت الأصول وفي النهاية العدنانيون والقحطانيون يرجعون الى جد واحد كما أثبت ذلك العلماء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما مر على الأنصار وهم من الأزد من قحطان فقال لهم "ارموا فإن أباكم كان رامياً" يعني اسماعيل ومعلوم أن اسماعيل، جد عدنان وبهذا الحديث يثبت ان اسماعيل عليه الصلاة والسلام جد قحطان أيضاً والله أعلم.
ومن هذا الاختلاف ترى الشعراء يختلفون في نسب (بنو ياس) ومن القول الأول قول محمد بن قطامي:
بنو ياس بن عامر بن لوي--- اجنودي لا خلت منهم إيادي
وقد اختلفوا كذلك في النسبة إلى (بنو ياس) هل هو حلف يضم مجموعة من القبائل أو أن القبائل جميعها ترجع الى والد واحد وهو ياس بن عامر؟. ومما ظهر لي و سمعته من أجدادنا أن أغلب فروع (بنو ياس) قبائل أصلها واحد تنتسب الى والد واحد وهو ياس ثم انضمت إليها بعض القبائل المجاورة بقصد التحالف والمناصرة كما يظهر ذلك في قبيلة "آل بو حمير" فهي فرع من قبيلة المناصير، وهي في نفس الوقت من قبائل (بنو ياس). ويشبه هذا التحالف حلف قبيلة بني قتب. فهناك قبائل تنتمي الى أصل واحد وهي القبيلة الأم، وهناك فروع قبائل أخرى دخلت تحت هذا الحلف وتنتسب إليه، وهذا الأمر تجده جلياً في قبيلة بني خالد من قبائل الجزيرة العربية ليس هذا مجال ذكرها. ونسابة بني قتب يعرفون من دخل في القبيلة من القبائل الأخرى، ونسابة (بنو ياس) على علم بمن دخل فيهم، وهذا النسب لم يتكون من زمن قريب بل يرجع إلى قرون من الزمان وقد أخبرني الشيخ عبد الله بن ابراهيم آل جبر أحد نسابة الجزيرة العربية أنه حصل على صكوك مبايعة لجماعات من (بنو ياس) يرجع تاريخها إلى أكثر من أربعمائة سنة وهذا يدل على بعد هذا النسب لا كما يدعيه بعض من لا علم له بالتاريخ.
دعوى التأصيل
وقد رأيت بعض المؤرخين يحاولون عبثا أن يؤصلوا لبعض فروع (بنو ياس) وينسبوهم إلى قبائل أخرى، فيقولون مثلا المزاريع من تميم والهوامل من سبيع والسودان من منطقة سوده في الرياض .. إلخ".
وأقول كما قال الأول:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها--- بينات أبناؤها أدعياء
وهذه الأقوال لو جمعتها لوجدتها كثيرة، بل المؤرخون أنفسهم في اختلاف شديد فيما بينهم.
ومن بعض أقوالهم أن هذه القبائل كانت جماعات صغيرة تجمعت في حلف واحد لخوفهم من اليعربيين في عمان ومن القواسم، وأقول أخبرني أيها العالم بالأنساب ما اسم الذي جمعهم؟ ومتى كان ذلك؟ إن كانت لك أثارة من علم، فإن عجزت فعليك بما قال غيرك ودع الخوض فيما لا تعرفه ..
إذا لم تستطع شيئا فدعه -- وجاوزه إلى ما تستطيع
ولا داعي لهذا الاختلاف وقد جمع الله نسب هذه القبيلة وأرجعها إلى نسب واحد. ومن العجائب اعتماد بعض الباحثين على كلام المستشرقين الأوروبيين الذين كتبوا عن هذه المنطقة في أنساب العرب، ومن أين للأوروبي معرفة الأنساب وهل هذه القبيلة حلف أو غير ذلك!! وكيف نصدقهم في أنسابنا ونحن لا نصدقهم في كثير مما يكتبونه من الأحداث بسبب تعصبهم الاستعماري اللهم إلا في بعض أبحاثهم الجغرافية والتاريخية التي ليس فيها تحيز مع أخذ الحذر فيما يقولون. ومن العجائب أيضاً قولهم: "لو كان ياس أبوهم لقام من بعده من نسله بتسمية أبنائهم عليه كما هو معروف من عادات البشر"، وأقول لمن يرى هذه المقولة حجة: هل وجدت أحداً من أولاد معد بن عدنان تسمى باسم معد؟ وهل وجدت من الأسماء طيء أو قضاعة؟ وهل وجدت من أبناء الرميثات من اسمه رمثه أو من أبناء آل بو مهير من اسمه مهير؟!!
ومن المضحك قول بعض من لا يميز في هذا العلم قبيلا من دبير:
"إن بعض هذه القبائل الياسية أصلها من عمان الداخل قرب نزوى والشاهد على ما أقول:
1- مشابهة أوسام الابل.
2- آثار منازلهم التي هجروها.
3- سدلهم لأيديهم في الصلاة.
ولا أحتاج لإبطال هذا الكلام شيئاً، لأني على علم بأن القارىء الكريم سيضحك من هذه الشواهد لأنه كيف يصح الاستشهاد بعلامات الإبل على النسب، وإن صح هذا فكثير من أوسام أهل الجزيرة تتشابه فماذا نفعل هل نؤصل النسب الواحد؟ أما عن الآثار فهذا لا حجة فيه الا إن ثبت في المصادر التاريخية الموثقة أنهم سكنوا هذه البيوت. بقي سدل اليد أي أنهم بسبب وجودهم في عمان تأثروا بالمذهب الإباضي وهذا لا يصح أيضاً لأن قبائل (بنو ياس) كلها مالكية بل أغلب نجد والبحرين وما يليها من عمان كانت على المذهب المالكي بسبب وجود الدولة العيونية المالكية. والكلام عن (بنو ياس) ليس بالسهل لقلة المصادر وقلة من كتب عن نسبهم من المؤرخين القدامى وهذا حال القبائل العربية كلها. ويسكن (بنو ياس) في أبوظبي والعين ودبي ثم يقلون في باقي المناطق من الساحل، وكان أبناء القبيلة في السابق اذا انتسبوا قالوا "ياسي" فلا يقال فلاحي وفلاسي ولا مهيري إلا قليلاً نادراً اعتزازاً بالنسب الواحد، وللقبيلة جولات وصولات في الجزيرة، وكانت مرهوبة الجانب من جميع القبائل، وكم كسرت هذه القبيلة من جيوش غازية، وكم دافعت عن أراضيها حتى نالت أعلى درجات العزة والسؤدد. يقول السيابي في كتابه "إسعاف الأعيان":
"و(بنو ياس) هم الصميم فيهم وأهلا ب(بنو ياس) بن عامر أهل الخيل والخول ولهم الفضل الذي لا ينكر، ويرأس أبوظبي آل بو فلاح، ويرأس دبي آل بو فلاسة وهم حكام على من يليهم وحدث عن (بنو ياس) فإنهم الأبطال التي لا تقف على قياس والأشبال التي لا ترهب من البأس وهم ليوث ولدوا على ظهور الخيل وتوسدوا أحلاسها وتمرنوا على مراسها، وبطون (بنو ياس) كثيرة يضيق مقامنا بتفصيلها".
وللقبيلة من السمت الحسن والأخلاق الحميدة التي لا تزال موجودة عند أهلها شيوخاً وعامة، فهم أهل الكرم والأدب والشجاعة والنبل والذي يخالطهم يعرف ذلك. ولقبيلة (بنو ياس) عدة فروع:
1- آل بو فلاح: ومنهم آل نهيان حكام أبوظبي.
2- آل بو فلاسه : ومنهم آل مكتوم حكام دبي.
3- آل بو مهير.
4- السودان.
5- المرر.
6- المزاريع.
7- الهوامل.
8- المحاربة.
9- القبيسات.
10- الرميثات.
11- الحلالمه.
12- السبايس: وهم فرع من آل بو مهير مستقل.
13- آل بو حمير: وهم فرع من المناصير تحت حلف (بنو ياس).
14- القمزان.
15- المشاغين وهم فرع من آل بو مهير مستقل.
المراجع:
كتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب – المغيري
اسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان – السيابي
الضياء الشائع باللمعان – ابن رزيق
كنز الأنساب – حمد بن ابراهيم الحقيل
عن مقالة جمال خلفان بن حويرب المهيري - باب المعارف - صحيفة البيان
000000000000000000000
حلف بني ياس ظلت تمثل أقوى تجمع قبلى فى جنوب شرق الجزيرة العربية
وكان يتزعمها على الدوام آل بو فلاح ومنهم آل نهيان . فحلف بني ياس يمثل عدد من القبائل التى لها نسب ثابت كلاً على حده فقبائل بني ياس كالتالى :-
آل بو فلاح .. ومنهم آل نهيان ولهم الزعامة
# آل بو فلاسه ( الفلاسي ) .. وهم حكام امارة دبي الآن
# السبايس ( السبوسي )
# السودان ( السويدي )
# الرميثات ( الرميثي )
# آل بو محارب او المحاربة ( المحيربي )
# آل بو مهير ( المهيري )
# المزاريع ( المزروعي )
# القبيسات ( القبيسي )
# الهوامل ( الهاملي )
# القمزان ( القمزي )
# المرر
# آل بو حمير ( الحميري )
ويقال أن هناك اسر وعوائل دخلت فى هذا الحلف الكبير بقوته وشأنه
علاوة على ذالك كان هناك إتفاق عام داخل تحالف بني ياس
على تولى اسرة آل نهيان زعامة هذا التجمع منذ القرن الثامن عشر
فالشيخ / فلاح زعيم بني ياس خلفه إبنه / نهيان
مع نهاية القرن السابع عشر الذى حظى بتأييد إخوته الثلاثة
( سعدون _ محمد _ سلطان ) عندما تولى أمر الزعامة
وهكذا أصبحوا هم وأنصارهم يعرفون بآل فلاح
أى( سلالة فلاح ) ومن ذالك الحين أصبح التقليد المتبع
هو إختيار شيخ بنى ياس من سلالة آل نهيان .
وقد وصف ( إدوارد هندرسون ) بني ياس بأنهم ينقسمون
البعض حضر والبعض بحارة وبعضهم بدو
وحلف بني ياس هى هناوية فى الصراع الذى نشب فى عمان
وإشتركت فيه كل القبائل القاطنة فى هضاب عمان وحتي سواحل الخليج العربي فقد ادى الصراع الذي تفجر عام 1718 بسبب الخلاف على السلطة والنفوذ فى عمان إلى إنقسام قبلى جوهرى وكانت الحرب القبلية بين الجماعتين الاتين عرفوا بإسم الهناوية والغافرية
وإلى يومنا هذا يعرف كل فرد فى قبائل الإمارات وعمان الطرف الذى تنتمي إليه قبيلته
فهذا بعض ما عرفته وقرأته في بعض المراجع عن هذا التحالف الكبير
القسم الثاني ويختص بمرحلة حكم ال نهيان
وتاسيس مدينة ابو ظبي
المرحلة المبكرة 1761- 1818م لحكم آل نهيان
تأسيس مدينة أبوظبي 1761:
يرجع قيام مدينة أبوظبي الى سنة 1761، وقد كان بنو ياس يحتلون بالفعل ما حولها
، وهم قبيلة من البدو الرّعاة استطاعت ان تجّد بعض المياه في المكان الذي تشغله
اليوم بمدينة أبوظبي، فابتنت حولها ما لا يزيد على 20 بيتاً .
الحكام بما فيهم الشيخ محمد المعزول في 1818:
وفيما يتعلق بشيوخ القبيلة وقت قيام امارة أبوظبي،
فنحن نحيل القارئ الى لوحة شجرة نسب شيوخ بني ياس،
وربما كان آخر شيوخهم المستقرين في الداخل هو ذياب بن عيسى
الذي قتله ابن عمه هزاع بن زيد في سنة 1793.
وقد انتقم لمصرع ذياب ابنه شخبوط فقتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص شهدوا مصرع ابيه
أو شاركوا فيه، وفي سنة 1795 وجد هزاع القاتل الفعلي نفسه
مرغماً على الهرب حتى لا يلقى نفس المصير، وظل الشيخ شخبوط على رأس القبيلة حتى سنة
1816 حين عزله ابنه محمد، وظل يحكم القبيلة بعده لمدة عامين.
الشيخ طحنون بن شخبوط 1818- 1833
تولي الشيخ طحنون 1818:
في سنة 1818 عزل طحنون بن شخبوط أخاه محمداً. وكان شخبوط نفسه
موافقاً على ذلك التصرف، شأنه شأن معظم قبيلة بني ياس. وشارك حاكم مسقط
بمعونة مادية في العمل. فلجأ محمد الى الدوحة في قطر تحت حماية شيخ البحرين،
وظل طحنون شيخاً لأبوظبي لكنه كان يشرك أباه معه في الحكم
ويرسله في البعثات الهامة خاصة في مفاوضات الصلح مع قائد الحملة البريطانية
على رأس الخيمة في 1819- 1820. وقد كان تولي طحنون
الحكم بمساعدة من حاكم مسقط بداية النزاع الدائم بين القواسم
وبني ياس وكانوا يعيشون حتى ذلك الوقت حلفاء وأصدقاء.
تحركات سويدان بن زعل 1822- 1823 :
وفي 1821 أو 1822_ وعقب تولي الشيخ طحنون بزمن قصير_
فر من أبوظبي رجل يدعى سويدان بن زعل كان زعيم فرع المحاربة من بني ياس
هرباً من ديون كان عليه أن يؤديها، وعاش حياة الخارجين على القانون وقطاع الطريق،
وقام طحنون مباشرة بعمل ضده، فاستولى على عدد من قواربه لكن السلطات البريطانية
في ذلك الوقت لم توافق على ذلك التصرف لإنه يهدد التوازن القائم في مياه البحار،
بل وطلب الى الشيخ ان يعيد القوارب التي استولى عليها الى أصحابها.
وفي نهاية السنة زار سويدان مسقط حيث تلقى هدية من السيد سعيد،
وفي يناير 1823 ذكر انه استقر بهدوء في جزيرة ياس،
بحيث بدأت السلطات المحلية البريطانية تراه بعد ذلك من منظور مختلف
لإننا نجد المقيم السياسي ينصحه بالخضوع للشيخ طحنون، بل ويشجع هذا الأخير على إخضاعه قسراً وبالقوة، واخيراً تصالح سويدان مع شيخه ورجع الى أبوظبي في 1828.
هجوم الشيخ محمد على مدينة أبوظبي 1823:
وفي أواخر 1823 ظهر أمام أبوظبي الشيخ السابق محمد الذي كان يقيم
حتى ذلك الحين بالدوحة في قطر، وكان على رأس جماعة من البدو المناصير
حيث هاجم المدينة ونهبها، لكنه صد عنها بعد ان تكبد خسارة قدرها 35 رجلاً
من القتلى على يد شقيقه طحنون الذي بادر بالتحرك للقائه
على رأس قوة كبيرة من الداخل. وتراجع محمد شمالاً ليلجأ الى الشارجة
حيث تبعه طحنون براً يطلب استسلامه، ولكن قبل ان تتأزم الأمور بين شيخي
ابوظبي والشارجة أراح محمد شيخ الشارجة بأن انسحب عائداً الى قطر .
قتل الشيخ طحنون في ابريل 1833:
وكان الشيخ طحنون منذ زمن قد فقد ثقته في أخويه خليفة وسلطان
وظل مبعداً لهما عن أبوظبي، لكن أباه شخبوط استطاع اقناعه في
النهاية بأن يسمح لهما بالعودة. وبعدها مباشة تبين انهما مشتركان
مع بعض كبار أهل أبوظبي في خطة تهدف لاقصاء طحنون، وحاول الشيخ القضاء
على هذه الخطة بأن وضع بعض كبار أنصارهما في السجن، لكن هذا الإجراء لم يكن كافياً على أية حال، وفي أبريل سنة 1832 سقط الشيخ طحنون قتيلاً على يد أخويه خليفة وسلطان .
الشيخ خليفة بن شخبوط 1833- 1845
تولي الشيخ خليفة 1833:
حكم خليفة وسلطان في البداية معاً، ولكن تفوّق خليفة بدأ يتكشّف تدريجياً فأخذ سلطان المكان التالي، وبسرعة قبل امير الوهابيين اعترافاً بالولاء من الشيخين مشفوعاً بدفع الزكاة، كذلك وضعهما تحت حمايته، ومنع الشيخ القاسمي في الشارجة من التدخل في شئونهما .
مؤامرة ضد الشيخ خليفة 1833 :
وخلال الصيف التالي قام بعض الساخطين في أبوظبي بمؤامرة
لقتل الشيخ خليفة واحلال أحد ابناء عمومته مكانه. لكن ابن العم المستفيد من
المؤامرة بادر بكشفها للشيخ خليفة الذي انسحب الى قلعته وأمر بإلقاء القبض
على ثلاثة من كبار المتآمرين واعدامهم. وهمّ الشيخ كذلك بقتل بعض كبار التجار
المشتركين في المؤامرة، لكن معارضة الرأي العام، ومعارضة شقيقه ارغماه
على ان يكتفي بنفي واحد منهم يدعى ابن عليان الى لنجة بعد ان أمر بجلده ومصادرة أملاكه .
انسحاب آل بو فلاسة إلى دبي 1833:
ولم يكن ذلك العنف من الشيخ خليفة أمراً في صالحه، لأنه دفع بعدد كبير من فرع آل بو فلاسة
من بني ياس الى الهجرة خلال موسم اللؤلؤ من أبوظبي الى دبي،
ولكن يبدو ان حكام إمارة دبي التي لا نعرف على التحديد تاريخ تأسيسها وإن كان بالتأكيد تالياً على قيام أبوظبي – بادروا بحماية الفارين الذين انضم اليهم بقية أهلهم في الخريف التالي بعد عودتهم من شواطئ اللؤلؤ. وكان استقرار هؤلاء جميعاً استقراراً دائماً، فمعظم آل بو فلاسة حتى اليوم مستقرون في دبي التي أصبحت منذ سنة 1833 منافساً خطيراً لأبوظبي.
وكان هجوم شيخ الشارجة بعد ذلك على مدينة أبوظبي ومحاصرته اياها في خريف سنة 1833 متعلقاً بهذه الخلافات التي يبدو إنها قدمت للشيخ سلطان بن صقر فرصة ممتازة لمهاجمة شيخ بني ياس بزعم المطالبة بإنصاف التاجر بن عليان، غير أن النتائج كانت أبعد ما تكون عن تحقيق توقعاته.
أول محاولة لانسحاب قبيلة القبيسات الى العديد 1835- 1837:
وفي سنة 1835- حين راحت السلطات البريطانية تجمع التعويضات عن الخسائر الجسيمة التي سببتها أعمال القرصنة من جانب شيخ أبوظبي بدأ رعايا الشيخ خليفة يهربون في كل الاتجاهات كي يتفادوا دفع أنصبتهم حتى إنه أصبح من الضروري أن تطلب السلطات البريطانية من بقية الشيوخ عدم ايواء هؤلاء الهاربين من أبوظبي أو تقديم الحماية لهم.
وكان من المستحيل – أن تؤدي تلك الاجراءات الى منع هجرة فرع القبيسات من بني ياس الذين تركوا وراءهم ديونهم في أبوظبي دون سداد وانتقلوا في جماعة واحدة الى خور العديد في المنطقة الساحلية غير المأهولة بالسكان قريباً من قاعدة شبه جزيرة قطر على بعد حوالي 200 ميل من أبوظبي. ولقد بذل المقيم البريطاني بعض الجهد لعقد صلح بين القبيسات وشيخهم في أبوظبي ولاغرائهم بالرجوع للولاء له، لكنه فشل. وبعدها بقليل بدأ يتردد أن أولئك المستوطنين الجدد في العديد يشجعون عمليات القرصنة وخاصة مغامرات القرصان جاسم بن جابر الذي أدت غاراته إلى قيام البحرية البريطانية بعمل على ساحل قطر في سنة 1836 على نحو ما هو مذكور في تاريخ ذلك الإقليم. وكان المقر الرئيسي للقراصنة هو مرفح وهو مرسى على ساحل تاف في الظافرة كانوا يأتون اليه بأسلابهم ومن هناك يحملوّنها على ظهور الجمال لتنقل الى مختلف الاتجاهات، غير ان قاسماً كان يخرج في جميع عملياته من العديد، وكان شيخها يقدم اليه المعونات على قد ما يستطيع.
وأخيراً في مايو 1837 استطاع الشيخ خليفة الحصول على إذن من المقيم البريطاني للهجوم على مستوطنة العديد حيث دمرها تدميراً كاملا وقتل حوالي 50 رجلاً من أهلها، وسوى منازلها واستحكاماتها بالأرض وامتلأت الآبار بانقاض البيوت وجثث القتلى. ولجأ بعض القبيسات الى دبي وربما الى غيرها أيضاً، لكنهم حين عرفوا ان من عاد منهم الى ابوظبي عومل معاملة طيبة وردت اليه سفنه، وافقوا على قبول ما عرضه عليهم الشيخ خليفة وعادوا الى أبوظبي والى ولائهم لشيخها ، وكان من بينهم خادم بن نعمان زعيم الانفصاليين .
قتل الشيخ خليفة 1845 :
وفي يوليو سنة 1845 – وفي ظروف ليست واضحة تمام الوضوح – لقي الشيخ خليفة وشقيقه سلطان مصرعهما غدراً على يد رجل يدعي عيسى بن خالد كان قد قضى زمناً طويلاً هارباً من حكم بالإعدام ضده.
وقد ارتكب عمله هذا في وقت كانت المدينة فيه خالية من سكانها، فكلهم قد خرج إما إلى شواطئ اللؤلؤ أو الى مزارع النخيل في لوى، وحدث القتل في نهاية مأدبة أقامها القاتل في ظل إحدى السفن على الشاطئ.
إدارة الشيخ خليفة :
كان حكمه لأبوظبي حكماً جيداً، واستطاع بجرأته وحزمه وثباته ان يرفع أبوظبي الى مكانة لم تكن لها قبله، وفي نفس الوقت فقد استطاع- وخاصة بعد سنة 1835- أن يقيم علاقات طيبة بينه وبين السلطات البريطانية، وإن يحول قدر الامكان بين رعاياه وبين خرق السلم في مياه البحار.
فترة خلو الحكم في أبوظبي 1845
وعقب مقتل الشيخ خليفة أصبح قاتله هو زعيم بني ياس، ربما بموافقة هؤلاء الذين كانوا بين يديه في ذلك الحين، ولكن بعدها بشهرين قتله رجل يدعى ذياب بن عيسى يبدو من اسمه إنه ابن عم للشيخ خليفة. لكن ذياب بدوره لقي مصرعه على يد ابن لعيسى يدعى خالد، وبدلاً من أن يحاول خالد استبقاء المشيخة لنفسه اكتفى بالانتقام لإبيه ثم هرب إلى الشارجة، وقد حاول شقيق له ان يستولي على قلعة أبوظبي لكنه طرد منها على يدي محمد بن حميد ورشيد بن فضل وهما اثنان من ذوي النفوذ في بني ياس أعلنا تولية سعيد بن الشيخ طحنون – وبالتالي ابن شقيق الشيخ خليفة – شيخاً لامارة أبوظبي .
الشيخ سعيد بن طحنون 1845 – 1855
تولي الشيخ سعيد 1845:
ظلت السلطة في أيدي محمد ورشيد حتى عودة الشيخ سعيد الذي كان الجميع يرون انه أنسب الناس لتولي الحكم، وكان هذا مؤيداً من المقيم البريطاني أيضاً .. فتولى الحكم دون ان يلقى مقاومة أحد.
المحاولة الثانية لانسحاب قبيلة القبيسات الى العديد 1849:
وفي 1849 كان القبيسات ساخطين للخطوة التي يوليها الشيخ الجديد
لفرع المحاريب من بني ياس ممن كانوا يلقون التشجيع أيضاً من شيوخ دبي والشارجة آملين ان يسارع أمير الوهابيين بتقديم العون لهم للاستقرار في العديد، فقاموا مرة ثانية بهجرة ديارهم والإقامة مؤقتاً في الدوحة بقطر، وقام شيخ أبوظبي باتخاذ الاجراءات الفورية لارغامهم على العودة في نوفمبر وديسمبر سنة 1849، فبعد ان سجن بعض القبيسات الذين كانوا ما يزالون في أبوظبي أرسل يستدعي بعض قادة المستوطنة في الدوحة، وحين رجعوا استقبلهم استقبالاً خادعاً، وفي الليلة التالية تم تجريد القوارب التي جاءوا بها من القلاع والمجاديف وكل ما يمكنها من الحركة، وحين وجد المبعوثون انفسهم عاجزين عن الهرب ارغموا على قبول الشروط التي فرضها عليهم الشيخ والتي كانت تشمل بالإضافة لعودتهم من الدوحة سداد جميع الديون المستحقة عليهم للدائنين من الأفراد ودفع غرامة خاصة للشيخ .
طرد الشيخ سعيد وولاية الشيخ زايد 1855 :
وفي 1855 أصبح الشيخ سعيد موضع سخط من جميع رعاياه وذلك لإنه عزم على قتل شقيقه الأكبر، ووقف بنو ياس جميعاً الى جانب هذا الشقيق المحكوم عليه بالموت، وبناء على وعد من الشيخ سعيد بألا يمسه بأي ضرر، جاء أخوه لمقابلته، لكن سعيداً لم يتخل عما انتواه،فقتل أخيه، وقام الناس جميعاً الى السلاح، وبعد ان احتمى الشيخ سعيد في قلعته زمناً بادر إلى الفرار واستقر بجزيرة قيس الإيرانية ومعه ما يملكه من ماشية ومتاع، وبالنسبة للمقيمية البريطانية فقد برّر سعيد هربه هذا باصراره على منع عمليات قرصنة كان يرتكبها قوم من الهوامل والمحاريب من بني ياس وعقاب مرتكبيها، وحدد هذه العمليات بأنها وقعت على سفينة لرجل يدعى عبدالكريم.
الشيخ زايد بن خليفة من سنة 1855
وبهرب الشيخ سعيد بن طحنون أصبح ابن عمه زايد بن خليفة شيخاً منتخباً لأبوظبي ، حسب اتفاقية يبدو انها كانت سائدة بين بني ياس اشترك معه شقيق له يدعى ذياب في الحكم، لكن الأمر لم يختلف عما جرت عليه العادة فلم يعد أحد يسمع شيئاً بعد عن ذلك الشيخ المساعد في الحكم.
هجوم الشيخ سعيد على مدينة أبوظبي 1856:
وفي يوليو 1856 حدث هجوم غير متوقع على مدينة أبوظبي من الشيخ المنفي سعيد بن طحنون الذي اتخذ الشارجة قاعدة له في هذه العملية. وكان اسطوله مكوناً من ثلاث سفن صغيرة له واحدة منها، والأخرى لجزيرة قيس ، أما الثالثة فقد أمكنه الحصول عليها وجلبها من أبو حيل بإمارة الشارجة، وفي 19 يوليو كان الشيخ زايد غائباً في الظفرة فنزل سعيد بن طحنون في أبوظبي واستطاع ان يتملك المدينة التي قام أنصاره بنهبها. واعتصم الشيخ ذياب مع انصاره القليلين ممن كانوا موجودين بالمدينة في القلعة وظلوا بها حتى عاد الشيخ زايد من الداخل ومعه جماعة من البدو. وبظهور هذه القوة تشتت المهاجمون، وكان سعيد بن طحنون نفسه من بين القتلى. وكما ذكرنا في تاريخ عمان المتصالحة، فإن الخسائر التي أوقعت بمدينة أبوظبي أثناء هذا الهجوم قد عوضت من غرامة كبيرة قدرها 25 ألف روبية فرضت على شيخ الشارجة لاشتراك بعض رعاياه في هذا الهجوم .
هجرة القبيسات الثالثة إلى العديد 1869- 1880 :
وليس ثمة شيء يميز طابع البدو من رعايا شيخ أبوظبي أكثر من استعدادهم لترك ديارهم وللاستقرار في أي مكان آخر. وقد اشرنا من قبل الى هجرة آل بو فلاسة في سنة 1833، وهجرة القبيسات المؤقتة في 1835 –1837 و 1849، والآن نشير الى محاولات القبيسات تحرير أنفسهم من سيطرة شيخ أبوظبي بانتقالهم للإقامة بعيداً عنه.
وفي 1869، ولأسباب لم تتأكد لنا وقد تكون أسباباً تافهة لا قيمة لها، هاجرت فرقة من القبيسات يقودها بطي بن خادم من أبوظبي واستقرت بعيداً في خور العديد .
وفي 1871 اشتدت شكاوي الشيخ زايد من التهديد الذي يواجهه رخاء مدينة أبوظبي من منافسة المستوطنة الجديدة في العديد ومن إن هذه الأخيرة قد أصبحت ملجأ يأوى إليه كل هارب من أداء دينه، فقام الرائد بيللي بإجراء أبحاث مستفيضة اشترك فيها هو بنفسه. تولى بعضها مساعده العقيد سميث حول ملكية خور العديد، وكانت النتيجة ان العديد نفسها – ولم يكن ثمة شيخ في قطر يستطيع الزعيم في ذلك الوقت بأنها تابعة له- كانت تقع داخل إقليم أبوظبي دون منازع، غير إن أهل العديد زعموا أنهم يكونون مستوطنة مستقلة عن أبوظبي، وأكدوا إن إقليمهم يمتد إلى منتصف الطريق من عديد إلى الوكرة من ناحية قطر ، ومن الناحية الأخرى حتى جزيرة ياس، وإنها تشمل جزيرة دلمه وغيرها من الجزر المجاورة التي كانت تعتبر فيما قبل تابعة لأبوظبي. بل وأكثر من ذلك فقد أشاروا الى رغبتهم في أن يظلوا تحت علم عمان المتصالحة، لكنهم لمحوا الى أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم تلك، فسيضعون أنفسهم تحت حماية الاتراك الذين كانوا قد وصلوا في ذلك الحين الى قطر. وطلب الرائد بيللي إمهاله حتى تصله تعليمات بصدد الموضوع وذلك بالنظر لإن شيخ أبوظبي بالاستناد الى معاهدة السلم الدائمة في سنة 1853 طلب تدخله كوسيط في الخلاف .
وكانت أوامر حكومة الهند التي وصلت في مايو 1872 تشير الى انه ليس من حق المقيم اتخاذ أي اجراء لان هجوماً بحرياً لم يحدث على شيخ أبوظبي كما تقضي نصوص الهدنة البحرية، وأنه لا يجب ان يتدخل إلا لو حدث بالفعل خرق لهذه الهدنة بين الطرفين المتنازعين. لكن عليه ان يبلغ فوراً ومباشرة عن أي عمل من جانب الأتراك لفرض سيطرتهم على خور العديد.
وظل الوضع كما هو دون تغير حتى سنة 1873 حين أشار تقرير للرائد روس الذي خلف الرائد بيللي في مقيمية الخليج الى أن شيخ أبوظبي تقدم يطلب إذناً للقيام بعمل بحري ضد المتمردين في العديد على أساس إن الحملة البرية أمر ليس عملياً بالنظر لعقبات وصعوبات طبيعية، وكان الرائد روس يميل الى الاعتقاد بأن رفض اعطاء الشيخ هذا التصريح قد يلقي به في أحضان الباب العالي، غير ان حكومة الهند اشارت في ردها بأن عليه ان يحاول قدر الامكان التملصّ من اعطاء الشيخ زايد اجابة واضحة على تساؤله، وان يبلغه من الناحية الأخرى ان حكومة الهند لا توافق على قيامه بهذه الحملة البحرية، بل وستعمل أيضاً على منعها .
وفي سنة 1874، وعقب أن كرر الشيخ طلبه بشأن الحملة البحرية تم ابلاغه بقرار الحظر من جانب حكومة الهند، وفي سنة 1875 ذكر أنه قد تلقى خطابات من الاتراك يأمرونه فيها بالكف عن التدخل في خور العديد، وفي هذا الوقت نفسه تردد ان مستوطنة العديد ترفع أياً من علمي عمان المتصالحة وتركيا .. حسب الظروف ومقتضيات الحال.
وفي 1876- 1877 قام جماعة من البدو فيما جاور العديد ببعض عمليات قرصنة وتم اجراء تحريات دقيقة عن مسلك أهل تلك المستوطنة. وقد ذكر ان بعض الاتراك قد قاموا مؤخراً بزيارة العديد، وان سكان هذه المستعمرة يدفعون للحكومة التركية جزية سنوية صغيرة تتراوح بين 40 و 50 دولاراً. أما بشأن اعمال القرصنة فقد تبين ان القائمين بها كانوا من آل مرة لكنهم كانوا يستخدمون المراسي والخلجان، بل وسفن العديد .. وهي أعمال لم يكن في وسع الشيخ أن يمنعها. ونتيجة اكتشاف هذه الحقيقة الأخيرة اتخذت القضية مساراً آخر، ففي مايو 1877 صدرت التعليمات من حكومة الهند للمقيم العام بأن يبذل كل جهوده لمنع التحالف أو الاتحاد بين أهل مستوطنة العديد وبقية قبيلة بني ياس، وفوضته في نفس الوقت لو فشلت جهوده تلك ان يعاون شيخ أبوظبي في اخضاعهم. وقد تم التصديق على هذه التعليمات مباشرة من جانب وزير الدولة لشئون الهند، واتخذ كابتن بايرود المقيم البريطاني العامل في الخليج وقتذاك. تدابير مباشرة لتنفيذها. غير ان جهوده كلها في الوصول الى تسوية قد باءت بالفشل. وتعقدت الأمور أكثر وأكثر نتيجة عملية قرصنة قامت بها سفن العديد على سفينة تابعة للوكرة في شهر ابريل. وأرغم كابتن بريدو على ان يطلب أولاً إطلاق سراح بعض الأفراد الأسرى في العديد. وفي ديسمبر 1877 عاد الرائد روس الى عمله مقيماً في الخليج وذكر في أول تقرير له ان جهوده للوصول الى تسوية قد فشلت وذلك بالنظر الى اعتماد شيخ العديد على تأييد من تركية .. وقد كرر اشارته الخطية مراراً لذلك التأييد طالباً استخدام السفن الحربية لتنفيذ هذه العمليات ، وعلى هذا وضعت السفينة "تيزر" تحت تصرفه. وحين وصلت السفينة الى العديد تبين ان أهل المستوطنة قد هجروها بعد أن هدموا منازلهم وغوروا آبار المياه في المنطقة، وأدى هذا الى مفاوضات بين السلطات البريطانية والحكومة التركية.
ووجد الهاربون من العديد ملجأهم في الدوحة بقطر حيث استقروا على ما يبدو حتى سنة 1879، لكنهم في يناير 1880 قبلوا العرض الذي عرضه عليهم الشيخ زايد للعودة الى أبوظبي، وبعدها بوقت قصير سار خليفة بن الشيخ زايد بنفسه كي يعود بهم الى ديارهم، وقد اضطروا الى الهرب سراً من الدوحة لان الشيخ جاسم شيخ آل ثاني هناك كان سيرغمهم على البقاء، لكنهم وصلوا أبوظبي سالمين، واستأنفوا ولاءهم لشيخها، وتسلموا أشخار النخيل التي كانت لهم وغيرها من أملاكهم.
والآن نستطيع ان نذكر باختصار تاريخ البريمي التي لم تعد تلعب دوراً هاماً في شئون عمان المتصالحة بعد طرد الوهابيين منها في 1869، وأصبحت مجرد واحة تابعة لامارة أبوظبي.
الأحوال في واحة البريمي 1875- 1907 :
لقد نشبت في بداية 1875 حرب بين بني ياس وبني نعيم، وحدثت غارات كثيرة بعضها خطير شنها بنو ياس الذين كانوا يتلقون العون من حلفائهم بدو المناصير وبني هاجر. وفي يناير من هذه السنة قام 200 فارس من المناصير وبني هاجر بهجوم على مدينة ضنك التي يشغلها بنو نعيم في الظاهرة، وفي نفس الوقت شنت قوة مشابهة من المناصير ومزاريع غارة فاشلة على البريمي، أما بنو قتب فحين وجدوا أنفسهم في خط من البدو المتحالفين مع ابوظبي تقدموا يطلبون الحماية من شيخ دبي الاذي ذهب على رأس قوة من راكبي الجمال ووقف مراقباً حتى جاءهم الأمان من الشيخ زايد .
وفي مايو 1887 خرج شيخ أبوظبي الى حرب بعض الظواهر من البريمي ممن كانوا يعارضون امتداد نفوذه الى هناك. كما ارسل السيد تركي سلطان عمان مساعدات مالية وعسكرية للظواهر لكنها وصلت بعد فوات الوقت. وخلال شهر من رحيله، رجع الشيخ زايد الى أبوظبي منتصراً ومعه شيخان من شيوخ الظواهر وقعا في الأسر. وفي ابريل 1889 ذهب شيخ عجمان الى البريمي حيث سوى بعض الخلافات التي كانت قائمة هناك بين بني نعيم.
وفي ابريل 1891 سار شيخ أبوظبي الى البريمي حيث لحق به هناك شيخ دبي على رأس قوة قوامها 30 فارس و 300 من راكبي الجمال ويبدو أنهم ارتكبوا هناك أعمالاً عدائية ضد الظواهر لأن العملية الرئيسية كانت هي اجتياح قرية العين والاستيلاء عليها، وبعدها عقد الصلح بين الشيخ زايد وآل بو خريبيان من نعيم البريمي بل وتزوج الشيخ بابنة الشيخ النعيمي الذي يسيطر على قلاع الواحة. وقد انضم بنو أبوظبي وتبنوّا مصالحه. وفي يونيو 1891 حاول الشيخ فيما كان آنذاك في زيارة لمسقط اغراء السلطان على استئناف دفع الرواتب التي كان يدفعها لبعض زعماء بني نعيم وبني قتب عن طريق واليه في صحار ثم اوقفت.
وحين ضمن الشيخ زايد سيطرته على البريمي سار ليضم هذه الواحة ضماً فعلياً ونهائياً لامارته. وحوالي 1897 وربما قبلها بقليل وضع يده على ضيعة الجاهلي وعلى الحدود الجنوبية الغربية للمنطقة الصالحة للزراعة، وراح بعدها يشتري آبار المياه وقطع الأرض الصالحة للزراعة في البريمي وما حولها، خاصة ابنه الأكبر خليفة الذي أقام مستوطنة جديدة أطلق عليها اسم "السعودي" على الحدود الشمالية الغربية للواحة.
وفي سنة 1904- وهي سنة قضى الشيخ زايد عدة أشهر منها في ضيعته بالجاهلي قام نزاع حول شراء ابنه خليفة نصيباً من قطعة أرض يملكها الغفارية في الافلاج، وذلك لان بعض المشتركين في ملكيتها رفضوا إطاعة تعليمات الهناوية بني ياس، وحاول الشيخ زايد ان يؤكد حقوق ابنه في البداية بقوة السلاح. لكنه استمع لنصائح شيوخ دبي وعجمان وصديقه محمد شيخ بني نعيم في البريمي بأن يتجنب استخدام القوة. وفي نفس الوقت اثبت الشيخ زايد قوة نفوذه فيما جاور البريمي بشكل عام بأن ارغم بني قتب على أن يدفعوا دية رجلين من مدينة عبري كانوا قد قتلوهما .
أمور عامة 1857- 1907:
وبعد الهجوم على مدينة أبوظبي في سنة 1856 أصبح التاريخ الداخلي لهذه الامارة خالياً من الأحداث الجديرة بالذكر. أما حروب بني ياس مع شيوخ آل ثاني في قطر رغم أثرها على التاريخ الداخلي لامارة أبوظبي بطبيعة الحال فهي مذكورة في تاريخ قطر وقد قام الشيخ زايد بأداء فريضة الحج في سنة 1880- 1881، وفي سنة 1804 تلقى مهراً مطهماً هدية من شريف مكة.
المصدر : شبكة الرحال الإماراتية
وللعلم ان اغلب القبائل العربيه العرقيه والكبيره تنسب ال بوفلاح لها مثل الدواسر وهذيل وشمر لمكانت هذي القبيله العريقه ولتميزها بكل الافعال الطيبه ولا على الاخرين زود بما ان ال بوفلاح من بني ياس اصل وفصل ومن قال انهم حلفا لـ بني ياس قد وهم واخطا جادة الصواب
أعلم أن (بنو ياس) أهل دبي وأبوظبي على شهير النسب من ياس بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ولهم زعامة أبوظبي ودبي وما إليهما وتلتف عليهم قبائل عديدة وتتعلق بهم في مهماتها أمم و(بنو ياس) هم الصميم فيهم .. الى آخر ما قال".
ويقول ابن رزيق وهو ايضا من المؤرخين العمانيين القدامى في كتابه الضياء الشائع باللمعان : (بتصرف):
"إن أكثر الناس يظنون أن (بنو ياس) قحطانيون وليسوا كذلك بل هم عدنانيون من ولد سامة بن لؤي بن غالب".
والمؤرخون العمانيون أعرف بأنساب المنطقة من غيرهم بسبب مخالطتهم للقبائل العربية الموجودة في المنطقة وتدوينهم لأحداث عمان منذ الزمن الغابر الى اليوم، ولو رجعنا الى أهل العلم بالأنساب من السعوديين مثلاً لوجدنا كثيراً منهم يوافق العمانيين فيما ذهبوا اليه ولا يحضرني في هذه الساعة الا ما كتبه حمد بن ابراهيم الحقيل في كتابه (كنز الأنساب) وهو من مؤرخي السعودية يقول:
"وفي عمان (بنو ياس) بن عمرو بن عامر بن صعصعة منهم آل نهيان حكام أبوظبي".
قول الحقيل، ياس بن عمرو لم يقل به أحد، بل أغلب النسابين يقولون ياس بن عامر ولعله أثبته سهواً وعلى هذا ترى الاتفاق بين هؤلاء المؤرخين على أن نسب هذه القبيلة عدناني وليسوا من قحطان. وقد جاء في كتاب (المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب) لعبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيري الطائي، من مؤرخي السعودية:
"وبنو إياس بطن من حبشية من خزاعة، ويقال إن بنو إياس أهل عمان ممن ينتسبون لإياس بن قبيصة الطائي".
ثم قال في معرض كلامه عن أنساب طيء:
"ومن بطون جرم بن هني بطن من جذيمة من جرم طيء ومنهم إياس بن قبيصة، استعمله كسرى على الحيرة بعد النعمان وهو قائد العرب والفرس على بنو شيبان يوم ذي قار، وذكر لنا بعض علماء الاحساء ان بنو إياس أهل عمان من بنو إياس هذا الطائي وذلك نقلاً عن علمائهم وقد قدمنا ذكرهم في إياس من الأزد". أقول ليس في كتاب المغيري ما يثبت النسبة الى قحطان بسبب انه اضطرب في النسبة، فمرة يقول هم من الأزد ومرة يقول هم من قبيلة طيء، والاضطراب يسقط الاحتجاج من أصله وليس في كلام من اعتمد على قوله حجة والله أعلم. ولا يعد أحد من القراء أن كلامي هذا منقصة في قحطان، وأن ما أقوله بسبب تعصبي لعدنان لا .. لا، بل هو تحقيق النسبة وتثبيت الأصول وفي النهاية العدنانيون والقحطانيون يرجعون الى جد واحد كما أثبت ذلك العلماء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما مر على الأنصار وهم من الأزد من قحطان فقال لهم "ارموا فإن أباكم كان رامياً" يعني اسماعيل ومعلوم أن اسماعيل، جد عدنان وبهذا الحديث يثبت ان اسماعيل عليه الصلاة والسلام جد قحطان أيضاً والله أعلم.
ومن هذا الاختلاف ترى الشعراء يختلفون في نسب (بنو ياس) ومن القول الأول قول محمد بن قطامي:
بنو ياس بن عامر بن لوي--- اجنودي لا خلت منهم إيادي
وقد اختلفوا كذلك في النسبة إلى (بنو ياس) هل هو حلف يضم مجموعة من القبائل أو أن القبائل جميعها ترجع الى والد واحد وهو ياس بن عامر؟. ومما ظهر لي و سمعته من أجدادنا أن أغلب فروع (بنو ياس) قبائل أصلها واحد تنتسب الى والد واحد وهو ياس ثم انضمت إليها بعض القبائل المجاورة بقصد التحالف والمناصرة كما يظهر ذلك في قبيلة "آل بو حمير" فهي فرع من قبيلة المناصير، وهي في نفس الوقت من قبائل (بنو ياس). ويشبه هذا التحالف حلف قبيلة بني قتب. فهناك قبائل تنتمي الى أصل واحد وهي القبيلة الأم، وهناك فروع قبائل أخرى دخلت تحت هذا الحلف وتنتسب إليه، وهذا الأمر تجده جلياً في قبيلة بني خالد من قبائل الجزيرة العربية ليس هذا مجال ذكرها. ونسابة بني قتب يعرفون من دخل في القبيلة من القبائل الأخرى، ونسابة (بنو ياس) على علم بمن دخل فيهم، وهذا النسب لم يتكون من زمن قريب بل يرجع إلى قرون من الزمان وقد أخبرني الشيخ عبد الله بن ابراهيم آل جبر أحد نسابة الجزيرة العربية أنه حصل على صكوك مبايعة لجماعات من (بنو ياس) يرجع تاريخها إلى أكثر من أربعمائة سنة وهذا يدل على بعد هذا النسب لا كما يدعيه بعض من لا علم له بالتاريخ.
دعوى التأصيل
وقد رأيت بعض المؤرخين يحاولون عبثا أن يؤصلوا لبعض فروع (بنو ياس) وينسبوهم إلى قبائل أخرى، فيقولون مثلا المزاريع من تميم والهوامل من سبيع والسودان من منطقة سوده في الرياض .. إلخ".
وأقول كما قال الأول:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها--- بينات أبناؤها أدعياء
وهذه الأقوال لو جمعتها لوجدتها كثيرة، بل المؤرخون أنفسهم في اختلاف شديد فيما بينهم.
ومن بعض أقوالهم أن هذه القبائل كانت جماعات صغيرة تجمعت في حلف واحد لخوفهم من اليعربيين في عمان ومن القواسم، وأقول أخبرني أيها العالم بالأنساب ما اسم الذي جمعهم؟ ومتى كان ذلك؟ إن كانت لك أثارة من علم، فإن عجزت فعليك بما قال غيرك ودع الخوض فيما لا تعرفه ..
إذا لم تستطع شيئا فدعه -- وجاوزه إلى ما تستطيع
ولا داعي لهذا الاختلاف وقد جمع الله نسب هذه القبيلة وأرجعها إلى نسب واحد. ومن العجائب اعتماد بعض الباحثين على كلام المستشرقين الأوروبيين الذين كتبوا عن هذه المنطقة في أنساب العرب، ومن أين للأوروبي معرفة الأنساب وهل هذه القبيلة حلف أو غير ذلك!! وكيف نصدقهم في أنسابنا ونحن لا نصدقهم في كثير مما يكتبونه من الأحداث بسبب تعصبهم الاستعماري اللهم إلا في بعض أبحاثهم الجغرافية والتاريخية التي ليس فيها تحيز مع أخذ الحذر فيما يقولون. ومن العجائب أيضاً قولهم: "لو كان ياس أبوهم لقام من بعده من نسله بتسمية أبنائهم عليه كما هو معروف من عادات البشر"، وأقول لمن يرى هذه المقولة حجة: هل وجدت أحداً من أولاد معد بن عدنان تسمى باسم معد؟ وهل وجدت من الأسماء طيء أو قضاعة؟ وهل وجدت من أبناء الرميثات من اسمه رمثه أو من أبناء آل بو مهير من اسمه مهير؟!!
ومن المضحك قول بعض من لا يميز في هذا العلم قبيلا من دبير:
"إن بعض هذه القبائل الياسية أصلها من عمان الداخل قرب نزوى والشاهد على ما أقول:
1- مشابهة أوسام الابل.
2- آثار منازلهم التي هجروها.
3- سدلهم لأيديهم في الصلاة.
ولا أحتاج لإبطال هذا الكلام شيئاً، لأني على علم بأن القارىء الكريم سيضحك من هذه الشواهد لأنه كيف يصح الاستشهاد بعلامات الإبل على النسب، وإن صح هذا فكثير من أوسام أهل الجزيرة تتشابه فماذا نفعل هل نؤصل النسب الواحد؟ أما عن الآثار فهذا لا حجة فيه الا إن ثبت في المصادر التاريخية الموثقة أنهم سكنوا هذه البيوت. بقي سدل اليد أي أنهم بسبب وجودهم في عمان تأثروا بالمذهب الإباضي وهذا لا يصح أيضاً لأن قبائل (بنو ياس) كلها مالكية بل أغلب نجد والبحرين وما يليها من عمان كانت على المذهب المالكي بسبب وجود الدولة العيونية المالكية. والكلام عن (بنو ياس) ليس بالسهل لقلة المصادر وقلة من كتب عن نسبهم من المؤرخين القدامى وهذا حال القبائل العربية كلها. ويسكن (بنو ياس) في أبوظبي والعين ودبي ثم يقلون في باقي المناطق من الساحل، وكان أبناء القبيلة في السابق اذا انتسبوا قالوا "ياسي" فلا يقال فلاحي وفلاسي ولا مهيري إلا قليلاً نادراً اعتزازاً بالنسب الواحد، وللقبيلة جولات وصولات في الجزيرة، وكانت مرهوبة الجانب من جميع القبائل، وكم كسرت هذه القبيلة من جيوش غازية، وكم دافعت عن أراضيها حتى نالت أعلى درجات العزة والسؤدد. يقول السيابي في كتابه "إسعاف الأعيان":
"و(بنو ياس) هم الصميم فيهم وأهلا ب(بنو ياس) بن عامر أهل الخيل والخول ولهم الفضل الذي لا ينكر، ويرأس أبوظبي آل بو فلاح، ويرأس دبي آل بو فلاسة وهم حكام على من يليهم وحدث عن (بنو ياس) فإنهم الأبطال التي لا تقف على قياس والأشبال التي لا ترهب من البأس وهم ليوث ولدوا على ظهور الخيل وتوسدوا أحلاسها وتمرنوا على مراسها، وبطون (بنو ياس) كثيرة يضيق مقامنا بتفصيلها".
وللقبيلة من السمت الحسن والأخلاق الحميدة التي لا تزال موجودة عند أهلها شيوخاً وعامة، فهم أهل الكرم والأدب والشجاعة والنبل والذي يخالطهم يعرف ذلك. ولقبيلة (بنو ياس) عدة فروع:
1- آل بو فلاح: ومنهم آل نهيان حكام أبوظبي.
2- آل بو فلاسه : ومنهم آل مكتوم حكام دبي.
3- آل بو مهير.
4- السودان.
5- المرر.
6- المزاريع.
7- الهوامل.
8- المحاربة.
9- القبيسات.
10- الرميثات.
11- الحلالمه.
12- السبايس: وهم فرع من آل بو مهير مستقل.
13- آل بو حمير: وهم فرع من المناصير تحت حلف (بنو ياس).
14- القمزان.
15- المشاغين وهم فرع من آل بو مهير مستقل.
المراجع:
كتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب – المغيري
اسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان – السيابي
الضياء الشائع باللمعان – ابن رزيق
كنز الأنساب – حمد بن ابراهيم الحقيل
عن مقالة جمال خلفان بن حويرب المهيري - باب المعارف - صحيفة البيان
000000000000000000000
حلف بني ياس ظلت تمثل أقوى تجمع قبلى فى جنوب شرق الجزيرة العربية
وكان يتزعمها على الدوام آل بو فلاح ومنهم آل نهيان . فحلف بني ياس يمثل عدد من القبائل التى لها نسب ثابت كلاً على حده فقبائل بني ياس كالتالى :-
آل بو فلاح .. ومنهم آل نهيان ولهم الزعامة
# آل بو فلاسه ( الفلاسي ) .. وهم حكام امارة دبي الآن
# السبايس ( السبوسي )
# السودان ( السويدي )
# الرميثات ( الرميثي )
# آل بو محارب او المحاربة ( المحيربي )
# آل بو مهير ( المهيري )
# المزاريع ( المزروعي )
# القبيسات ( القبيسي )
# الهوامل ( الهاملي )
# القمزان ( القمزي )
# المرر
# آل بو حمير ( الحميري )
ويقال أن هناك اسر وعوائل دخلت فى هذا الحلف الكبير بقوته وشأنه
علاوة على ذالك كان هناك إتفاق عام داخل تحالف بني ياس
على تولى اسرة آل نهيان زعامة هذا التجمع منذ القرن الثامن عشر
فالشيخ / فلاح زعيم بني ياس خلفه إبنه / نهيان
مع نهاية القرن السابع عشر الذى حظى بتأييد إخوته الثلاثة
( سعدون _ محمد _ سلطان ) عندما تولى أمر الزعامة
وهكذا أصبحوا هم وأنصارهم يعرفون بآل فلاح
أى( سلالة فلاح ) ومن ذالك الحين أصبح التقليد المتبع
هو إختيار شيخ بنى ياس من سلالة آل نهيان .
وقد وصف ( إدوارد هندرسون ) بني ياس بأنهم ينقسمون
البعض حضر والبعض بحارة وبعضهم بدو
وحلف بني ياس هى هناوية فى الصراع الذى نشب فى عمان
وإشتركت فيه كل القبائل القاطنة فى هضاب عمان وحتي سواحل الخليج العربي فقد ادى الصراع الذي تفجر عام 1718 بسبب الخلاف على السلطة والنفوذ فى عمان إلى إنقسام قبلى جوهرى وكانت الحرب القبلية بين الجماعتين الاتين عرفوا بإسم الهناوية والغافرية
وإلى يومنا هذا يعرف كل فرد فى قبائل الإمارات وعمان الطرف الذى تنتمي إليه قبيلته
فهذا بعض ما عرفته وقرأته في بعض المراجع عن هذا التحالف الكبير
القسم الثاني ويختص بمرحلة حكم ال نهيان
وتاسيس مدينة ابو ظبي
المرحلة المبكرة 1761- 1818م لحكم آل نهيان
تأسيس مدينة أبوظبي 1761:
يرجع قيام مدينة أبوظبي الى سنة 1761، وقد كان بنو ياس يحتلون بالفعل ما حولها
، وهم قبيلة من البدو الرّعاة استطاعت ان تجّد بعض المياه في المكان الذي تشغله
اليوم بمدينة أبوظبي، فابتنت حولها ما لا يزيد على 20 بيتاً .
الحكام بما فيهم الشيخ محمد المعزول في 1818:
وفيما يتعلق بشيوخ القبيلة وقت قيام امارة أبوظبي،
فنحن نحيل القارئ الى لوحة شجرة نسب شيوخ بني ياس،
وربما كان آخر شيوخهم المستقرين في الداخل هو ذياب بن عيسى
الذي قتله ابن عمه هزاع بن زيد في سنة 1793.
وقد انتقم لمصرع ذياب ابنه شخبوط فقتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص شهدوا مصرع ابيه
أو شاركوا فيه، وفي سنة 1795 وجد هزاع القاتل الفعلي نفسه
مرغماً على الهرب حتى لا يلقى نفس المصير، وظل الشيخ شخبوط على رأس القبيلة حتى سنة
1816 حين عزله ابنه محمد، وظل يحكم القبيلة بعده لمدة عامين.
الشيخ طحنون بن شخبوط 1818- 1833
تولي الشيخ طحنون 1818:
في سنة 1818 عزل طحنون بن شخبوط أخاه محمداً. وكان شخبوط نفسه
موافقاً على ذلك التصرف، شأنه شأن معظم قبيلة بني ياس. وشارك حاكم مسقط
بمعونة مادية في العمل. فلجأ محمد الى الدوحة في قطر تحت حماية شيخ البحرين،
وظل طحنون شيخاً لأبوظبي لكنه كان يشرك أباه معه في الحكم
ويرسله في البعثات الهامة خاصة في مفاوضات الصلح مع قائد الحملة البريطانية
على رأس الخيمة في 1819- 1820. وقد كان تولي طحنون
الحكم بمساعدة من حاكم مسقط بداية النزاع الدائم بين القواسم
وبني ياس وكانوا يعيشون حتى ذلك الوقت حلفاء وأصدقاء.
تحركات سويدان بن زعل 1822- 1823 :
وفي 1821 أو 1822_ وعقب تولي الشيخ طحنون بزمن قصير_
فر من أبوظبي رجل يدعى سويدان بن زعل كان زعيم فرع المحاربة من بني ياس
هرباً من ديون كان عليه أن يؤديها، وعاش حياة الخارجين على القانون وقطاع الطريق،
وقام طحنون مباشرة بعمل ضده، فاستولى على عدد من قواربه لكن السلطات البريطانية
في ذلك الوقت لم توافق على ذلك التصرف لإنه يهدد التوازن القائم في مياه البحار،
بل وطلب الى الشيخ ان يعيد القوارب التي استولى عليها الى أصحابها.
وفي نهاية السنة زار سويدان مسقط حيث تلقى هدية من السيد سعيد،
وفي يناير 1823 ذكر انه استقر بهدوء في جزيرة ياس،
بحيث بدأت السلطات المحلية البريطانية تراه بعد ذلك من منظور مختلف
لإننا نجد المقيم السياسي ينصحه بالخضوع للشيخ طحنون، بل ويشجع هذا الأخير على إخضاعه قسراً وبالقوة، واخيراً تصالح سويدان مع شيخه ورجع الى أبوظبي في 1828.
هجوم الشيخ محمد على مدينة أبوظبي 1823:
وفي أواخر 1823 ظهر أمام أبوظبي الشيخ السابق محمد الذي كان يقيم
حتى ذلك الحين بالدوحة في قطر، وكان على رأس جماعة من البدو المناصير
حيث هاجم المدينة ونهبها، لكنه صد عنها بعد ان تكبد خسارة قدرها 35 رجلاً
من القتلى على يد شقيقه طحنون الذي بادر بالتحرك للقائه
على رأس قوة كبيرة من الداخل. وتراجع محمد شمالاً ليلجأ الى الشارجة
حيث تبعه طحنون براً يطلب استسلامه، ولكن قبل ان تتأزم الأمور بين شيخي
ابوظبي والشارجة أراح محمد شيخ الشارجة بأن انسحب عائداً الى قطر .
قتل الشيخ طحنون في ابريل 1833:
وكان الشيخ طحنون منذ زمن قد فقد ثقته في أخويه خليفة وسلطان
وظل مبعداً لهما عن أبوظبي، لكن أباه شخبوط استطاع اقناعه في
النهاية بأن يسمح لهما بالعودة. وبعدها مباشة تبين انهما مشتركان
مع بعض كبار أهل أبوظبي في خطة تهدف لاقصاء طحنون، وحاول الشيخ القضاء
على هذه الخطة بأن وضع بعض كبار أنصارهما في السجن، لكن هذا الإجراء لم يكن كافياً على أية حال، وفي أبريل سنة 1832 سقط الشيخ طحنون قتيلاً على يد أخويه خليفة وسلطان .
الشيخ خليفة بن شخبوط 1833- 1845
تولي الشيخ خليفة 1833:
حكم خليفة وسلطان في البداية معاً، ولكن تفوّق خليفة بدأ يتكشّف تدريجياً فأخذ سلطان المكان التالي، وبسرعة قبل امير الوهابيين اعترافاً بالولاء من الشيخين مشفوعاً بدفع الزكاة، كذلك وضعهما تحت حمايته، ومنع الشيخ القاسمي في الشارجة من التدخل في شئونهما .
مؤامرة ضد الشيخ خليفة 1833 :
وخلال الصيف التالي قام بعض الساخطين في أبوظبي بمؤامرة
لقتل الشيخ خليفة واحلال أحد ابناء عمومته مكانه. لكن ابن العم المستفيد من
المؤامرة بادر بكشفها للشيخ خليفة الذي انسحب الى قلعته وأمر بإلقاء القبض
على ثلاثة من كبار المتآمرين واعدامهم. وهمّ الشيخ كذلك بقتل بعض كبار التجار
المشتركين في المؤامرة، لكن معارضة الرأي العام، ومعارضة شقيقه ارغماه
على ان يكتفي بنفي واحد منهم يدعى ابن عليان الى لنجة بعد ان أمر بجلده ومصادرة أملاكه .
انسحاب آل بو فلاسة إلى دبي 1833:
ولم يكن ذلك العنف من الشيخ خليفة أمراً في صالحه، لأنه دفع بعدد كبير من فرع آل بو فلاسة
من بني ياس الى الهجرة خلال موسم اللؤلؤ من أبوظبي الى دبي،
ولكن يبدو ان حكام إمارة دبي التي لا نعرف على التحديد تاريخ تأسيسها وإن كان بالتأكيد تالياً على قيام أبوظبي – بادروا بحماية الفارين الذين انضم اليهم بقية أهلهم في الخريف التالي بعد عودتهم من شواطئ اللؤلؤ. وكان استقرار هؤلاء جميعاً استقراراً دائماً، فمعظم آل بو فلاسة حتى اليوم مستقرون في دبي التي أصبحت منذ سنة 1833 منافساً خطيراً لأبوظبي.
وكان هجوم شيخ الشارجة بعد ذلك على مدينة أبوظبي ومحاصرته اياها في خريف سنة 1833 متعلقاً بهذه الخلافات التي يبدو إنها قدمت للشيخ سلطان بن صقر فرصة ممتازة لمهاجمة شيخ بني ياس بزعم المطالبة بإنصاف التاجر بن عليان، غير أن النتائج كانت أبعد ما تكون عن تحقيق توقعاته.
أول محاولة لانسحاب قبيلة القبيسات الى العديد 1835- 1837:
وفي سنة 1835- حين راحت السلطات البريطانية تجمع التعويضات عن الخسائر الجسيمة التي سببتها أعمال القرصنة من جانب شيخ أبوظبي بدأ رعايا الشيخ خليفة يهربون في كل الاتجاهات كي يتفادوا دفع أنصبتهم حتى إنه أصبح من الضروري أن تطلب السلطات البريطانية من بقية الشيوخ عدم ايواء هؤلاء الهاربين من أبوظبي أو تقديم الحماية لهم.
وكان من المستحيل – أن تؤدي تلك الاجراءات الى منع هجرة فرع القبيسات من بني ياس الذين تركوا وراءهم ديونهم في أبوظبي دون سداد وانتقلوا في جماعة واحدة الى خور العديد في المنطقة الساحلية غير المأهولة بالسكان قريباً من قاعدة شبه جزيرة قطر على بعد حوالي 200 ميل من أبوظبي. ولقد بذل المقيم البريطاني بعض الجهد لعقد صلح بين القبيسات وشيخهم في أبوظبي ولاغرائهم بالرجوع للولاء له، لكنه فشل. وبعدها بقليل بدأ يتردد أن أولئك المستوطنين الجدد في العديد يشجعون عمليات القرصنة وخاصة مغامرات القرصان جاسم بن جابر الذي أدت غاراته إلى قيام البحرية البريطانية بعمل على ساحل قطر في سنة 1836 على نحو ما هو مذكور في تاريخ ذلك الإقليم. وكان المقر الرئيسي للقراصنة هو مرفح وهو مرسى على ساحل تاف في الظافرة كانوا يأتون اليه بأسلابهم ومن هناك يحملوّنها على ظهور الجمال لتنقل الى مختلف الاتجاهات، غير ان قاسماً كان يخرج في جميع عملياته من العديد، وكان شيخها يقدم اليه المعونات على قد ما يستطيع.
وأخيراً في مايو 1837 استطاع الشيخ خليفة الحصول على إذن من المقيم البريطاني للهجوم على مستوطنة العديد حيث دمرها تدميراً كاملا وقتل حوالي 50 رجلاً من أهلها، وسوى منازلها واستحكاماتها بالأرض وامتلأت الآبار بانقاض البيوت وجثث القتلى. ولجأ بعض القبيسات الى دبي وربما الى غيرها أيضاً، لكنهم حين عرفوا ان من عاد منهم الى ابوظبي عومل معاملة طيبة وردت اليه سفنه، وافقوا على قبول ما عرضه عليهم الشيخ خليفة وعادوا الى أبوظبي والى ولائهم لشيخها ، وكان من بينهم خادم بن نعمان زعيم الانفصاليين .
قتل الشيخ خليفة 1845 :
وفي يوليو سنة 1845 – وفي ظروف ليست واضحة تمام الوضوح – لقي الشيخ خليفة وشقيقه سلطان مصرعهما غدراً على يد رجل يدعي عيسى بن خالد كان قد قضى زمناً طويلاً هارباً من حكم بالإعدام ضده.
وقد ارتكب عمله هذا في وقت كانت المدينة فيه خالية من سكانها، فكلهم قد خرج إما إلى شواطئ اللؤلؤ أو الى مزارع النخيل في لوى، وحدث القتل في نهاية مأدبة أقامها القاتل في ظل إحدى السفن على الشاطئ.
إدارة الشيخ خليفة :
كان حكمه لأبوظبي حكماً جيداً، واستطاع بجرأته وحزمه وثباته ان يرفع أبوظبي الى مكانة لم تكن لها قبله، وفي نفس الوقت فقد استطاع- وخاصة بعد سنة 1835- أن يقيم علاقات طيبة بينه وبين السلطات البريطانية، وإن يحول قدر الامكان بين رعاياه وبين خرق السلم في مياه البحار.
فترة خلو الحكم في أبوظبي 1845
وعقب مقتل الشيخ خليفة أصبح قاتله هو زعيم بني ياس، ربما بموافقة هؤلاء الذين كانوا بين يديه في ذلك الحين، ولكن بعدها بشهرين قتله رجل يدعى ذياب بن عيسى يبدو من اسمه إنه ابن عم للشيخ خليفة. لكن ذياب بدوره لقي مصرعه على يد ابن لعيسى يدعى خالد، وبدلاً من أن يحاول خالد استبقاء المشيخة لنفسه اكتفى بالانتقام لإبيه ثم هرب إلى الشارجة، وقد حاول شقيق له ان يستولي على قلعة أبوظبي لكنه طرد منها على يدي محمد بن حميد ورشيد بن فضل وهما اثنان من ذوي النفوذ في بني ياس أعلنا تولية سعيد بن الشيخ طحنون – وبالتالي ابن شقيق الشيخ خليفة – شيخاً لامارة أبوظبي .
الشيخ سعيد بن طحنون 1845 – 1855
تولي الشيخ سعيد 1845:
ظلت السلطة في أيدي محمد ورشيد حتى عودة الشيخ سعيد الذي كان الجميع يرون انه أنسب الناس لتولي الحكم، وكان هذا مؤيداً من المقيم البريطاني أيضاً .. فتولى الحكم دون ان يلقى مقاومة أحد.
المحاولة الثانية لانسحاب قبيلة القبيسات الى العديد 1849:
وفي 1849 كان القبيسات ساخطين للخطوة التي يوليها الشيخ الجديد
لفرع المحاريب من بني ياس ممن كانوا يلقون التشجيع أيضاً من شيوخ دبي والشارجة آملين ان يسارع أمير الوهابيين بتقديم العون لهم للاستقرار في العديد، فقاموا مرة ثانية بهجرة ديارهم والإقامة مؤقتاً في الدوحة بقطر، وقام شيخ أبوظبي باتخاذ الاجراءات الفورية لارغامهم على العودة في نوفمبر وديسمبر سنة 1849، فبعد ان سجن بعض القبيسات الذين كانوا ما يزالون في أبوظبي أرسل يستدعي بعض قادة المستوطنة في الدوحة، وحين رجعوا استقبلهم استقبالاً خادعاً، وفي الليلة التالية تم تجريد القوارب التي جاءوا بها من القلاع والمجاديف وكل ما يمكنها من الحركة، وحين وجد المبعوثون انفسهم عاجزين عن الهرب ارغموا على قبول الشروط التي فرضها عليهم الشيخ والتي كانت تشمل بالإضافة لعودتهم من الدوحة سداد جميع الديون المستحقة عليهم للدائنين من الأفراد ودفع غرامة خاصة للشيخ .
طرد الشيخ سعيد وولاية الشيخ زايد 1855 :
وفي 1855 أصبح الشيخ سعيد موضع سخط من جميع رعاياه وذلك لإنه عزم على قتل شقيقه الأكبر، ووقف بنو ياس جميعاً الى جانب هذا الشقيق المحكوم عليه بالموت، وبناء على وعد من الشيخ سعيد بألا يمسه بأي ضرر، جاء أخوه لمقابلته، لكن سعيداً لم يتخل عما انتواه،فقتل أخيه، وقام الناس جميعاً الى السلاح، وبعد ان احتمى الشيخ سعيد في قلعته زمناً بادر إلى الفرار واستقر بجزيرة قيس الإيرانية ومعه ما يملكه من ماشية ومتاع، وبالنسبة للمقيمية البريطانية فقد برّر سعيد هربه هذا باصراره على منع عمليات قرصنة كان يرتكبها قوم من الهوامل والمحاريب من بني ياس وعقاب مرتكبيها، وحدد هذه العمليات بأنها وقعت على سفينة لرجل يدعى عبدالكريم.
الشيخ زايد بن خليفة من سنة 1855
وبهرب الشيخ سعيد بن طحنون أصبح ابن عمه زايد بن خليفة شيخاً منتخباً لأبوظبي ، حسب اتفاقية يبدو انها كانت سائدة بين بني ياس اشترك معه شقيق له يدعى ذياب في الحكم، لكن الأمر لم يختلف عما جرت عليه العادة فلم يعد أحد يسمع شيئاً بعد عن ذلك الشيخ المساعد في الحكم.
هجوم الشيخ سعيد على مدينة أبوظبي 1856:
وفي يوليو 1856 حدث هجوم غير متوقع على مدينة أبوظبي من الشيخ المنفي سعيد بن طحنون الذي اتخذ الشارجة قاعدة له في هذه العملية. وكان اسطوله مكوناً من ثلاث سفن صغيرة له واحدة منها، والأخرى لجزيرة قيس ، أما الثالثة فقد أمكنه الحصول عليها وجلبها من أبو حيل بإمارة الشارجة، وفي 19 يوليو كان الشيخ زايد غائباً في الظفرة فنزل سعيد بن طحنون في أبوظبي واستطاع ان يتملك المدينة التي قام أنصاره بنهبها. واعتصم الشيخ ذياب مع انصاره القليلين ممن كانوا موجودين بالمدينة في القلعة وظلوا بها حتى عاد الشيخ زايد من الداخل ومعه جماعة من البدو. وبظهور هذه القوة تشتت المهاجمون، وكان سعيد بن طحنون نفسه من بين القتلى. وكما ذكرنا في تاريخ عمان المتصالحة، فإن الخسائر التي أوقعت بمدينة أبوظبي أثناء هذا الهجوم قد عوضت من غرامة كبيرة قدرها 25 ألف روبية فرضت على شيخ الشارجة لاشتراك بعض رعاياه في هذا الهجوم .
هجرة القبيسات الثالثة إلى العديد 1869- 1880 :
وليس ثمة شيء يميز طابع البدو من رعايا شيخ أبوظبي أكثر من استعدادهم لترك ديارهم وللاستقرار في أي مكان آخر. وقد اشرنا من قبل الى هجرة آل بو فلاسة في سنة 1833، وهجرة القبيسات المؤقتة في 1835 –1837 و 1849، والآن نشير الى محاولات القبيسات تحرير أنفسهم من سيطرة شيخ أبوظبي بانتقالهم للإقامة بعيداً عنه.
وفي 1869، ولأسباب لم تتأكد لنا وقد تكون أسباباً تافهة لا قيمة لها، هاجرت فرقة من القبيسات يقودها بطي بن خادم من أبوظبي واستقرت بعيداً في خور العديد .
وفي 1871 اشتدت شكاوي الشيخ زايد من التهديد الذي يواجهه رخاء مدينة أبوظبي من منافسة المستوطنة الجديدة في العديد ومن إن هذه الأخيرة قد أصبحت ملجأ يأوى إليه كل هارب من أداء دينه، فقام الرائد بيللي بإجراء أبحاث مستفيضة اشترك فيها هو بنفسه. تولى بعضها مساعده العقيد سميث حول ملكية خور العديد، وكانت النتيجة ان العديد نفسها – ولم يكن ثمة شيخ في قطر يستطيع الزعيم في ذلك الوقت بأنها تابعة له- كانت تقع داخل إقليم أبوظبي دون منازع، غير إن أهل العديد زعموا أنهم يكونون مستوطنة مستقلة عن أبوظبي، وأكدوا إن إقليمهم يمتد إلى منتصف الطريق من عديد إلى الوكرة من ناحية قطر ، ومن الناحية الأخرى حتى جزيرة ياس، وإنها تشمل جزيرة دلمه وغيرها من الجزر المجاورة التي كانت تعتبر فيما قبل تابعة لأبوظبي. بل وأكثر من ذلك فقد أشاروا الى رغبتهم في أن يظلوا تحت علم عمان المتصالحة، لكنهم لمحوا الى أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم تلك، فسيضعون أنفسهم تحت حماية الاتراك الذين كانوا قد وصلوا في ذلك الحين الى قطر. وطلب الرائد بيللي إمهاله حتى تصله تعليمات بصدد الموضوع وذلك بالنظر لإن شيخ أبوظبي بالاستناد الى معاهدة السلم الدائمة في سنة 1853 طلب تدخله كوسيط في الخلاف .
وكانت أوامر حكومة الهند التي وصلت في مايو 1872 تشير الى انه ليس من حق المقيم اتخاذ أي اجراء لان هجوماً بحرياً لم يحدث على شيخ أبوظبي كما تقضي نصوص الهدنة البحرية، وأنه لا يجب ان يتدخل إلا لو حدث بالفعل خرق لهذه الهدنة بين الطرفين المتنازعين. لكن عليه ان يبلغ فوراً ومباشرة عن أي عمل من جانب الأتراك لفرض سيطرتهم على خور العديد.
وظل الوضع كما هو دون تغير حتى سنة 1873 حين أشار تقرير للرائد روس الذي خلف الرائد بيللي في مقيمية الخليج الى أن شيخ أبوظبي تقدم يطلب إذناً للقيام بعمل بحري ضد المتمردين في العديد على أساس إن الحملة البرية أمر ليس عملياً بالنظر لعقبات وصعوبات طبيعية، وكان الرائد روس يميل الى الاعتقاد بأن رفض اعطاء الشيخ هذا التصريح قد يلقي به في أحضان الباب العالي، غير ان حكومة الهند اشارت في ردها بأن عليه ان يحاول قدر الامكان التملصّ من اعطاء الشيخ زايد اجابة واضحة على تساؤله، وان يبلغه من الناحية الأخرى ان حكومة الهند لا توافق على قيامه بهذه الحملة البحرية، بل وستعمل أيضاً على منعها .
وفي سنة 1874، وعقب أن كرر الشيخ طلبه بشأن الحملة البحرية تم ابلاغه بقرار الحظر من جانب حكومة الهند، وفي سنة 1875 ذكر أنه قد تلقى خطابات من الاتراك يأمرونه فيها بالكف عن التدخل في خور العديد، وفي هذا الوقت نفسه تردد ان مستوطنة العديد ترفع أياً من علمي عمان المتصالحة وتركيا .. حسب الظروف ومقتضيات الحال.
وفي 1876- 1877 قام جماعة من البدو فيما جاور العديد ببعض عمليات قرصنة وتم اجراء تحريات دقيقة عن مسلك أهل تلك المستوطنة. وقد ذكر ان بعض الاتراك قد قاموا مؤخراً بزيارة العديد، وان سكان هذه المستعمرة يدفعون للحكومة التركية جزية سنوية صغيرة تتراوح بين 40 و 50 دولاراً. أما بشأن اعمال القرصنة فقد تبين ان القائمين بها كانوا من آل مرة لكنهم كانوا يستخدمون المراسي والخلجان، بل وسفن العديد .. وهي أعمال لم يكن في وسع الشيخ أن يمنعها. ونتيجة اكتشاف هذه الحقيقة الأخيرة اتخذت القضية مساراً آخر، ففي مايو 1877 صدرت التعليمات من حكومة الهند للمقيم العام بأن يبذل كل جهوده لمنع التحالف أو الاتحاد بين أهل مستوطنة العديد وبقية قبيلة بني ياس، وفوضته في نفس الوقت لو فشلت جهوده تلك ان يعاون شيخ أبوظبي في اخضاعهم. وقد تم التصديق على هذه التعليمات مباشرة من جانب وزير الدولة لشئون الهند، واتخذ كابتن بايرود المقيم البريطاني العامل في الخليج وقتذاك. تدابير مباشرة لتنفيذها. غير ان جهوده كلها في الوصول الى تسوية قد باءت بالفشل. وتعقدت الأمور أكثر وأكثر نتيجة عملية قرصنة قامت بها سفن العديد على سفينة تابعة للوكرة في شهر ابريل. وأرغم كابتن بريدو على ان يطلب أولاً إطلاق سراح بعض الأفراد الأسرى في العديد. وفي ديسمبر 1877 عاد الرائد روس الى عمله مقيماً في الخليج وذكر في أول تقرير له ان جهوده للوصول الى تسوية قد فشلت وذلك بالنظر الى اعتماد شيخ العديد على تأييد من تركية .. وقد كرر اشارته الخطية مراراً لذلك التأييد طالباً استخدام السفن الحربية لتنفيذ هذه العمليات ، وعلى هذا وضعت السفينة "تيزر" تحت تصرفه. وحين وصلت السفينة الى العديد تبين ان أهل المستوطنة قد هجروها بعد أن هدموا منازلهم وغوروا آبار المياه في المنطقة، وأدى هذا الى مفاوضات بين السلطات البريطانية والحكومة التركية.
ووجد الهاربون من العديد ملجأهم في الدوحة بقطر حيث استقروا على ما يبدو حتى سنة 1879، لكنهم في يناير 1880 قبلوا العرض الذي عرضه عليهم الشيخ زايد للعودة الى أبوظبي، وبعدها بوقت قصير سار خليفة بن الشيخ زايد بنفسه كي يعود بهم الى ديارهم، وقد اضطروا الى الهرب سراً من الدوحة لان الشيخ جاسم شيخ آل ثاني هناك كان سيرغمهم على البقاء، لكنهم وصلوا أبوظبي سالمين، واستأنفوا ولاءهم لشيخها، وتسلموا أشخار النخيل التي كانت لهم وغيرها من أملاكهم.
والآن نستطيع ان نذكر باختصار تاريخ البريمي التي لم تعد تلعب دوراً هاماً في شئون عمان المتصالحة بعد طرد الوهابيين منها في 1869، وأصبحت مجرد واحة تابعة لامارة أبوظبي.
الأحوال في واحة البريمي 1875- 1907 :
لقد نشبت في بداية 1875 حرب بين بني ياس وبني نعيم، وحدثت غارات كثيرة بعضها خطير شنها بنو ياس الذين كانوا يتلقون العون من حلفائهم بدو المناصير وبني هاجر. وفي يناير من هذه السنة قام 200 فارس من المناصير وبني هاجر بهجوم على مدينة ضنك التي يشغلها بنو نعيم في الظاهرة، وفي نفس الوقت شنت قوة مشابهة من المناصير ومزاريع غارة فاشلة على البريمي، أما بنو قتب فحين وجدوا أنفسهم في خط من البدو المتحالفين مع ابوظبي تقدموا يطلبون الحماية من شيخ دبي الاذي ذهب على رأس قوة من راكبي الجمال ووقف مراقباً حتى جاءهم الأمان من الشيخ زايد .
وفي مايو 1887 خرج شيخ أبوظبي الى حرب بعض الظواهر من البريمي ممن كانوا يعارضون امتداد نفوذه الى هناك. كما ارسل السيد تركي سلطان عمان مساعدات مالية وعسكرية للظواهر لكنها وصلت بعد فوات الوقت. وخلال شهر من رحيله، رجع الشيخ زايد الى أبوظبي منتصراً ومعه شيخان من شيوخ الظواهر وقعا في الأسر. وفي ابريل 1889 ذهب شيخ عجمان الى البريمي حيث سوى بعض الخلافات التي كانت قائمة هناك بين بني نعيم.
وفي ابريل 1891 سار شيخ أبوظبي الى البريمي حيث لحق به هناك شيخ دبي على رأس قوة قوامها 30 فارس و 300 من راكبي الجمال ويبدو أنهم ارتكبوا هناك أعمالاً عدائية ضد الظواهر لأن العملية الرئيسية كانت هي اجتياح قرية العين والاستيلاء عليها، وبعدها عقد الصلح بين الشيخ زايد وآل بو خريبيان من نعيم البريمي بل وتزوج الشيخ بابنة الشيخ النعيمي الذي يسيطر على قلاع الواحة. وقد انضم بنو أبوظبي وتبنوّا مصالحه. وفي يونيو 1891 حاول الشيخ فيما كان آنذاك في زيارة لمسقط اغراء السلطان على استئناف دفع الرواتب التي كان يدفعها لبعض زعماء بني نعيم وبني قتب عن طريق واليه في صحار ثم اوقفت.
وحين ضمن الشيخ زايد سيطرته على البريمي سار ليضم هذه الواحة ضماً فعلياً ونهائياً لامارته. وحوالي 1897 وربما قبلها بقليل وضع يده على ضيعة الجاهلي وعلى الحدود الجنوبية الغربية للمنطقة الصالحة للزراعة، وراح بعدها يشتري آبار المياه وقطع الأرض الصالحة للزراعة في البريمي وما حولها، خاصة ابنه الأكبر خليفة الذي أقام مستوطنة جديدة أطلق عليها اسم "السعودي" على الحدود الشمالية الغربية للواحة.
وفي سنة 1904- وهي سنة قضى الشيخ زايد عدة أشهر منها في ضيعته بالجاهلي قام نزاع حول شراء ابنه خليفة نصيباً من قطعة أرض يملكها الغفارية في الافلاج، وذلك لان بعض المشتركين في ملكيتها رفضوا إطاعة تعليمات الهناوية بني ياس، وحاول الشيخ زايد ان يؤكد حقوق ابنه في البداية بقوة السلاح. لكنه استمع لنصائح شيوخ دبي وعجمان وصديقه محمد شيخ بني نعيم في البريمي بأن يتجنب استخدام القوة. وفي نفس الوقت اثبت الشيخ زايد قوة نفوذه فيما جاور البريمي بشكل عام بأن ارغم بني قتب على أن يدفعوا دية رجلين من مدينة عبري كانوا قد قتلوهما .
أمور عامة 1857- 1907:
وبعد الهجوم على مدينة أبوظبي في سنة 1856 أصبح التاريخ الداخلي لهذه الامارة خالياً من الأحداث الجديرة بالذكر. أما حروب بني ياس مع شيوخ آل ثاني في قطر رغم أثرها على التاريخ الداخلي لامارة أبوظبي بطبيعة الحال فهي مذكورة في تاريخ قطر وقد قام الشيخ زايد بأداء فريضة الحج في سنة 1880- 1881، وفي سنة 1804 تلقى مهراً مطهماً هدية من شريف مكة.
المصدر : شبكة الرحال الإماراتية
وللعلم ان اغلب القبائل العربيه العرقيه والكبيره تنسب ال بوفلاح لها مثل الدواسر وهذيل وشمر لمكانت هذي القبيله العريقه ولتميزها بكل الافعال الطيبه ولا على الاخرين زود بما ان ال بوفلاح من بني ياس اصل وفصل ومن قال انهم حلفا لـ بني ياس قد وهم واخطا جادة الصواب