المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقابلة مع هنادي أول كابتن طيار سعودية


بـــنــت روق
03-15-2004, 01:00 AM
هنادي.. فتاة سعودية تكبدت المخاطر والصعاب لتحقيق حلم والدها أولاً ثم رغبتها التي جاءت بعد علمها بعلمه.. تعثرت في الدراسة الجامعية ولم تستطع اكمال تعليمها الجامعي لتحقق مع ذلك إنجازاً يعتبر الأول من نوعه على مستوى بلدنا لتحلق في السماء كأول فتاة سعودية تحلق في الجو لوحدها.
"الرياض" حلقت مع هنادي وسط طموحها الكبير بأن تخدم هذا الوطن والتقينا بها عقب زيارتها لمتحف صقر الجزيرة مؤخراً ،حيث أبدت إعجابها الشديد وسرورها لمشاهدتها تطور القوات الجوية الملكية السعودية منذ بدايتها وحتى عصرها الزاهر في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. لا نطيل عليكم فنترككم مع الحوار الذي بدأناه بالسؤال التالي:

في البداية نود التعرف على معلوماتك الشخصية؟

- اسمي هنادي زكريا هندي عدد أفراد أسرتي 5بنات وولدان وانا الوسطى في الأبناء عمري 25سنة لست متزوجة من مواليد مكة المكرمة ودرست المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وحتى الجامعة في مكة ودخلت جامعة أم القرى قسم اللغة الإنجليزية، وقد تخرجت من الثانوية عام 1415ه وأمضيت نحو خمس سنوات في التعليم الجامعي ولم أستطع إكماله وتركت الجامعة وذهبت إلى الأردن لدراسة الطيران وكان ذلك في أغسطس عام 2002م قبل تخرجي من جامعة أم القرى بسنة واحدة. وكان في تفكيري دائما الطيران الأمر الذي حال دون مواصلتي الدراسة الجامعية ودخلت قسم "أدب إنجليزي" لكي أتعلم اللغة فقط.

كيف راودتك فكرة الطيران وكيف جاءت؟

- والدي كان حلمه الطيران قبل ان يكون حلماً لي واقترح علي بقوله: هل تستطيعين الطيران ترددت في إجابة والدي واكتفيت بقولي: ربما أستطيع ذلك وأمضيت خمس سنوات في الجامعة وأنا أطالب والدي في متى يأتي اليوم الذي أبدأ فيه تعلم بالطيران، وبدأ الأمل من حولي والحمد لله على ما وصلت إليه الآن بالرغم من طموحي لتحقيق المزيد ووالدي كان نفسه يطمح ان يصبح طياراً، وهذا ليس تقصيراً منه لأن يصبح طياراً ولكن كان يعول أهله فظروفه الاجتماعية كانت صعبة ونعلم جميعاً ان تعلم الطيران مكلف للغاية فلم يستطع بكل تأكيد ذلك وقال والدي حين أقلع في أول طائرة أتمنى ان يأتي أحد من أبنائي ليدرس الطيران لأنني لم أستطع تحقيق هذا الحلم!!

لماذا فضلت الدراسة في الأردن الشقيق؟

- لأنها في الحقيقة قريبة من المملكة، ويداخل والدها بقوله "تقدمنا إلى السفارة في الأردن وتم مقابلة هنادي في أكاديمية الشرق الأوسط لعلوم الطيران في عمان وتم إجراء المقابلة الشخصية لها ونجحت في الفحص الطبي وقد تمت أخذ موافقة الملحق الثقافي في السفارة السعودية في الأردن والذي سهل الكثير من العقوبات.

بودنا ان تحدثينا عن دراستك في علوم الطيران؟

- بدأت في أغسطس عام 2002م وكان أول شهرين من الدراسة تعلم المصطلحات خاصة في الطيران وتعلم اللغة الإنجليزية وأنا في الحقيقة استغرقت وقتا طويلا في الدراسة والحصول على رخصة الطيران بسبب كثرة إجازاتي وقدومي إلى المملكة بشكل مستمر فانقطعت شهورا كثيرة وعدت بعد رمضان من عام 2002م ودرست علوم الطيران وعانيت الكثير في عملية الطيران بمفردي بسبب سوء الأحوال الجوية إضافة لقصر قامتي ولا أستطيع التحكم في قيادة الطائرة لوحدي فكان هناك أكثر من مشكلة وبعد إجازة الحج قدمت إلى المملكة ورجعت بعدها وقررت إذا لم أمارس الطيران سأترك الطيران وأعود لبلدي فكانت العيون كلها موجهة عليّ وليس لكوني سعودية، بل عمري لم أقد دراجة أو سيارة وشعرت بأن ليس لديّ مهارة في قيادة الطائرة وبعد أسبوعين من الصراع النفسي بدأت أطير في اليوم 3ساعات مع العلم ان أربع ساعات هي الحد الأعلى لطالب الطيران في اليوم.. وكان في بالي أنني مستحيل ان أطير من غير أهلي وكان لديّ تفكير مغاير عما لدى الشباب كوني أول سعودية ولابد ان يكون أهلي (معاي) غير ان أكون مع مدرب، فعادة الطالب لا يعرف متى سوف يطير فأنا نظراً لأن لديّ شعورا بوجود أهلي بجانبي قررت في الأكاديمية أنه خلال اليومين ان أطير وكلمت أهلي وجاؤوا إلى الأردن وكان ذلك في صفر الماضي، فأول يوم طرت ساعتين وثاني يوم طرت والحمد لله وأول مرة طرت فيها لوحدي كان أكثر سعادة من التخرج نفسه وحصلت على رخصة طيران

هل واجهت معوقات في قبولك في الأكاديمية؟

- كنت أعاني من قصر القامة قليلاً واستعنت (بمخدة) للحاق بأنظمة التحكم وكنت لا أستطيع رؤية الشاشة التي أمامي فالطول هو أبرز معوقاتي في الطيران، ولكن (المخدة) حلت المشكلة (تقولها وهي مبتسمة)

متى حصلت على رخصة الطيران؟

- حصلت عليها في 2003/9/17م الماضي.

وكم عدد ساعات الطيران؟

- المسموح بها هي 50ساعة وحصلت على أكثر من ذلك ولديّ 103ساعات طيران منها مع الكابتن ومنها لوحدي وهكذا..

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك بعد معرفة الجميع بأنك أول سعودية بهذه المهنة؟

- لديّ قناعة بأن الذي أعمله ليس "غلط" وليس هذا أنني لا أهتم بكلام الناس، ولكن لا أحب الإساءة لأحد وأنا جزء من هذا البلد ولديّ طموح تشريف أهلي وبلدي وأقول دائماً ان رضا الناس غاية لا تدرك. وأنا لا أحب الاستسلام أبداً ومستحيل ان أفعل شيئاً يرضي الناس جميعهم فأنا لو استسلمت أنني امرأة وجلست في المنزل فالناس قد يصفوني بالفشل، وهذا علم وليس شيئا خطأ.. نعم قيل ان هذا "عيب" و"اختلاط"، ولكن أقارن عملي في نفس عمل الطبيبة أو الممرضة والذي هو مختلط بالرجال وأنا أؤدي واجباً. ما هي نوعية المدربين الذين تدربت على أيديهم؟

- تدربت على يد أول كابتنة فلسطينية ثم كابتنين عربيين غير ان هناك اثنين من الأجانب وفضلت أن أتعلم على يد عرب وان تكون أنثى.

هل طموحك وصل مداه في الطيران؟

- أنا لا أفكر بالمهنة فأنا حالياً حصلت على رخصة طيران ذذج (خاص) ولا أستطيع المطالبة بأي عمل بها وهي بداية وبقي الحصول على رخصة طيران تجاري آلي، وهذه تؤهلني للتوظف من خلالها وطموحي يبقى ان أخدم بلدي ووطني ولم أتلق عرضاً من أي بلد في العمل وأمنيتي العمل داخل بلدي بعد ان تغربت في الدراسة وإن شاء الله أفكر حالياً بدراسة تدريب طيران بإذن الله في القريب العاجل.

برأيك كيف ترين نجاح المرأة السعودية في هذه المهنة الجديدة والتي فتحت الباب على مصراعيه؟

- أنا لا أحب ان أكون قد فتحت مهنة جديدة، فالبعض أخذ هذه المهنة بأنها دعوة لحرية المرأة في السعودية أو تحرير المرأة في السعودية وأنا لا أطالب بشيء والمرأة سواء سعودية أو غيرها قادرة على ذلك.

ولكن كيف توفق المرأة في عملها كطيار، وفي نفس الوقت كمربية في منزلها؟

- الطبيبة السعودية استطاعت ذلك بالتوفيق بين عملها بالمستشفى والمنزل وعلى الزوج ان يتفهم ذلك.

أنت الآن قارنت مهنة بمهنة تحفها المخاطر بالطيران لساعات طويلة؟

- لديّ اقناع بأن الطائرة لا تطير فقط بالميكانيكية المعروفة، ولكن قدرة الله فوق كل شيء وأتمنى ان لا أموت في الطائرة خوفاً من ان يقول الناس أنني تعلمت الطيران ولم أنجح فيه.

هل ترين ان مجال الطيران يعتبر مناسبة للمرأة السعودية خاصة وأنها تحتاج إلى جهد عقلي وبدني؟

- نعم تستطيع ذلك وبالعكس عاطفة المرأة أقوى من عاطفة الرجل، فالمرأة تفكر بتفكير مغاير للرجل.. فالرجل يفكر دائماً بالمسؤولية وعاطفة المرأة هي مصدر قوتها وليس بقوة بدنها أو عقلها.. ولكن لابد ان تحس المرأة بمسؤوليتها كذلك.

هل واجهت انتقادات فور وصولك للمملكة وحصولك على رخصة الطيران؟

- نعم هناك هجوم عبر الإنترنت وبعض الصحف نشرت أنني أسأت للمرأة السعودية أنني كما أسلفت أطالب بالحرية واستغلتني بعض الوكالات العالمية استغلالا سيئا للغاية وكذلك من الأشياء التي أثرت في قيل أنني لست من السعودية أصلاً فأنا من مدينة مكة المكرمة وأحمل جواز سفر سعوديا وأفتخر بذلك.

هل تتوقعين ان يكون هناك نوع من المضايقات لدى ممارستك عملك؟

- هذا راجع للجهة التي أعمل بها.. وأنا لا أتصور ان طيارا يفكر بالإساءة للمهنة وللمرأة وأنا طلعت كثيرا من الرحلات كراكبة فأحياناً أعرف بنفسي وأحياناً أخجل من ذلك ووجدت كل ترحيب منهم.

ما هي أمنيتك من حيث ممارسة مهنتك وعملك في أي خطوط ترين ذلك؟

- أمنيتي طبعاً العمل في الخطوط العربية السعودية وأنا أواجه هذا السؤال بشكل محرج للغاية فأنا لا أحب اجبار أحد أو مطالبة أحد بالعمل.

كيف ترين الصحافة معك؟

- الصحافة خدمتني في البداية مثل التخرج وبعد طيراني لوحدي بدأت الصحف بالكتابة عني وفجأة اختفوا.

في النهاية كم عدد ساعات الطيران التي كنت فيها لوحدك؟

- كانت حوالي 23ساعة تقريباً.