الدجيما
03-11-2004, 12:04 PM
هذه الكلمه ارائعه التي تحمل في طياته الكثير من العبر والحكم
لكاتبها اديب العلماء وعالم الادباء الشيخ والعلامه علي الطنطاوي
رحمه الله وغفر له وههي كما كتبها رحمه الله:
هل راى منكم يوما جنازة ؟ هل تعرفون رجلا اذا مشى رج الأرض, وان تكلم ملأ الأسماع ,وان غضب راع القلوب, جاءت عليه لحظه فاذا هو جسد بلا روح, واذا هو لايدفع عن نفسه ذبابه, ولايمتنع من جرو كلب؟!! هل سمعتم بفتاه كانت فتنة القلب وبهجة النظر,تفيض بالجمال والشباب, وتنثر السحر والفتون, تبذل الأموال في قبلة من شفتيهاالمطبقتين كرز ورد أحمر, وتراق الكبرياء على ساقيها القائمتين كعمودين من المرمر , جاءت عليها لحظه فاذا هي قد ألت الى النتن والبلى, ورتع الدود في هذا الجسدالذي كان قبلة عباد الجمال, وأكل ذلك الثغر الذي كانت القبلة منه تشترى بكنوز الاموال؟!!
هل قراتم في كتب التاريخ عن جبار كانت ترتجف من خوفه قلوب الابطال, ويرتاع من هيبته فحول الرجال, لايجسر أحد على رفع النظر اليه, او تامل بياض عينيه, قوله ان قال شرع,وأمره ان امر قضاء, صار جسده ترابا تطؤه الأقدام, وصار قبره ملعبا للأطفال, او مثابة(لقضاء الحجات)؟!!.
هل مررتم على هذه الاماكن, التي فيها النباتات الصغيره, تقوم عليا شواهد من الحجر, تلك التي يقال لها المقابر؟!!.
فلماذا لاتصدقون بعد هذا كله, أن في الدنيا موتا؟!.
لماذا تقرؤن المواعظ, وتسمعون النذر فتظنون أنها لغيركم؟ وترون الجنائز وتمشون فيها فتتحدثون حديث الدنيا, وتفتحون سير الأمال الأماني..كأنكم لن تموتوا كما مات هؤلاء الأموات ماكانوا يوما أحياء مثلكم, في قلوبهم أمال أكبر من أمالكم, ومطامع أبعد من مطامعكم؟.
لماذايطغى بسلطانه صاحب السلطان, ويتكبر ويتجبر يحسب انها تدوم له؟ انها لاتدوم الدنيا لأحد,ولو دامت لأحد قبله ماوصلت اليه. ولقد وطئ ظهر الأرض من هم اشد بطشا, وأقوى قوة, وأعظم سلطانا؟ فما هي... حتى واراهم بطنها فنسي الناس أسماءهم!.
يغتر بغناه الغني, وبقوته القوي, وبشبابه الشاب, وبصحته الصحيح, يظن أن ذلك يبقى له...وهيهات..!
وهل في الوجود شئ لايدركه الموت؟!
البناء العظيم يأتي عليه يوم يتخرب فيه, ويرجع ترابا, والدوحة الباسقه يأتي عليها يوما تيبس فيه, وتعود حطبا, ولأسد الكاسر يأتي عليه يوم يأكل فيهمن لحمه الكلاب, وسياتي على الدنيا يوم تغدو فيه الجبال هباء, وتشقق السماء, وتنفجر الكواكب, ويفنى كل سئ الا وجهه.
يوم ينادي المنادي:(لمن الملك اليوم) فيجيب المجيب:(لله الواحد القهار) لقد أ‘مر رسول الله صلىالله عليه وسلم بالأكثار من ذكر الموت.
فاذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم, وقسوة قلوبكم, اذكروه لتكونوا أرق قلبا وأكرم يدا, وأقبل للموعة,وأدنى الى الايمان, اذكروه لتستعدوا له, فان الدنيا كفندق نزلت فيه, أنت في كل لحظه مدعو للسفر, لاتدري متى تدعى, فاذا كنت مستعدا: حقائبك مغلقه واشياؤك مربوطة لبيت وسرت, وان كانت ثيابك مفرقه,وحقائبك مفتوحه, ذهبت بلا زاد ولا ثياب, فاستعدوا للموت بالتوبة التي تصفي حسابكم مع الله, وأداء الحقوق, ودفع المظالم, لتصفوا حسابكم مع الناس.
ولاتقل أنا شاب... ولاتقل انا عظيم... ولاتقل أنا غني... فان ملك الموت ان جاء بمهمته لايعرف شابا ولا شيخا,ولا عظيما ولا حقيراولاغنيا ولا فقيرا..و لا تدري متى يطرق بابك بمهمته...!!
الدجيما
لكاتبها اديب العلماء وعالم الادباء الشيخ والعلامه علي الطنطاوي
رحمه الله وغفر له وههي كما كتبها رحمه الله:
هل راى منكم يوما جنازة ؟ هل تعرفون رجلا اذا مشى رج الأرض, وان تكلم ملأ الأسماع ,وان غضب راع القلوب, جاءت عليه لحظه فاذا هو جسد بلا روح, واذا هو لايدفع عن نفسه ذبابه, ولايمتنع من جرو كلب؟!! هل سمعتم بفتاه كانت فتنة القلب وبهجة النظر,تفيض بالجمال والشباب, وتنثر السحر والفتون, تبذل الأموال في قبلة من شفتيهاالمطبقتين كرز ورد أحمر, وتراق الكبرياء على ساقيها القائمتين كعمودين من المرمر , جاءت عليها لحظه فاذا هي قد ألت الى النتن والبلى, ورتع الدود في هذا الجسدالذي كان قبلة عباد الجمال, وأكل ذلك الثغر الذي كانت القبلة منه تشترى بكنوز الاموال؟!!
هل قراتم في كتب التاريخ عن جبار كانت ترتجف من خوفه قلوب الابطال, ويرتاع من هيبته فحول الرجال, لايجسر أحد على رفع النظر اليه, او تامل بياض عينيه, قوله ان قال شرع,وأمره ان امر قضاء, صار جسده ترابا تطؤه الأقدام, وصار قبره ملعبا للأطفال, او مثابة(لقضاء الحجات)؟!!.
هل مررتم على هذه الاماكن, التي فيها النباتات الصغيره, تقوم عليا شواهد من الحجر, تلك التي يقال لها المقابر؟!!.
فلماذا لاتصدقون بعد هذا كله, أن في الدنيا موتا؟!.
لماذا تقرؤن المواعظ, وتسمعون النذر فتظنون أنها لغيركم؟ وترون الجنائز وتمشون فيها فتتحدثون حديث الدنيا, وتفتحون سير الأمال الأماني..كأنكم لن تموتوا كما مات هؤلاء الأموات ماكانوا يوما أحياء مثلكم, في قلوبهم أمال أكبر من أمالكم, ومطامع أبعد من مطامعكم؟.
لماذايطغى بسلطانه صاحب السلطان, ويتكبر ويتجبر يحسب انها تدوم له؟ انها لاتدوم الدنيا لأحد,ولو دامت لأحد قبله ماوصلت اليه. ولقد وطئ ظهر الأرض من هم اشد بطشا, وأقوى قوة, وأعظم سلطانا؟ فما هي... حتى واراهم بطنها فنسي الناس أسماءهم!.
يغتر بغناه الغني, وبقوته القوي, وبشبابه الشاب, وبصحته الصحيح, يظن أن ذلك يبقى له...وهيهات..!
وهل في الوجود شئ لايدركه الموت؟!
البناء العظيم يأتي عليه يوم يتخرب فيه, ويرجع ترابا, والدوحة الباسقه يأتي عليها يوما تيبس فيه, وتعود حطبا, ولأسد الكاسر يأتي عليه يوم يأكل فيهمن لحمه الكلاب, وسياتي على الدنيا يوم تغدو فيه الجبال هباء, وتشقق السماء, وتنفجر الكواكب, ويفنى كل سئ الا وجهه.
يوم ينادي المنادي:(لمن الملك اليوم) فيجيب المجيب:(لله الواحد القهار) لقد أ‘مر رسول الله صلىالله عليه وسلم بالأكثار من ذكر الموت.
فاذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم, وقسوة قلوبكم, اذكروه لتكونوا أرق قلبا وأكرم يدا, وأقبل للموعة,وأدنى الى الايمان, اذكروه لتستعدوا له, فان الدنيا كفندق نزلت فيه, أنت في كل لحظه مدعو للسفر, لاتدري متى تدعى, فاذا كنت مستعدا: حقائبك مغلقه واشياؤك مربوطة لبيت وسرت, وان كانت ثيابك مفرقه,وحقائبك مفتوحه, ذهبت بلا زاد ولا ثياب, فاستعدوا للموت بالتوبة التي تصفي حسابكم مع الله, وأداء الحقوق, ودفع المظالم, لتصفوا حسابكم مع الناس.
ولاتقل أنا شاب... ولاتقل انا عظيم... ولاتقل أنا غني... فان ملك الموت ان جاء بمهمته لايعرف شابا ولا شيخا,ولا عظيما ولا حقيراولاغنيا ولا فقيرا..و لا تدري متى يطرق بابك بمهمته...!!
الدجيما