المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلاه الاستخاره شرح وتفصيل


البارق
05-11-2006, 09:13 AM
بسم اللة الرحمن الرحيم

((((***الا ستخارة ***))))
إذا أقدم المسلم على عمل أو زواج أو سفر أو تجارة ونحو ذلك ، فيسن له أن يقبل على الله سبحانه وتعالى ويستخيره ، ثم يمضي لما ينشرح له صدره ، فقد ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه - أنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ، يقول : ( إذا هم أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم يقول : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقـدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم 0 وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبـة أمري ، أو قال : في عاجل أمري وآجله ، فأقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : في عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقـدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ويسمي حاجته ) ( صحيح الجامع 847 ) 0
قال ابن الحاج : ( هذا ومن تأمل دعاء الاستخارة الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وجد من البلاغة والأسرار والفوائد ما لا يوجد في أي دعاء يختاره الإنسان لنفسه 00
ثم قال : أنظر إلى تلك الألفاظ الجليلة التي شرعها عليه الصلاة والسلام لأمته ليرشدهم إلى مصالحهم الدنيوية والأخروية وهي :
" اللهم 00 إني أسألك بجميع ما سئلت به "
ويؤيده ما نقل أنه اسم الله الأعظم الذي ترد إليه جميع الأسماء 000
" إني أستخيرك بعلمك "
القديم الكامـل لا بعلمي أنـا المخلوق القاصر 00 فمن فوض الأمر إلى ربه اختار له ما يصلح 0
" واستقدرك بقدرتك "
القديمة الأزلية لا بقدرتي أنا المخلوقة القاصرة فمن تعرض لمن قدرة نفسه فكانت قدرته منوطة بقدرة ربه عز وجل مع السكون والضراعة إليه فلا شك في وجود الراحة له 00 إما عاجلاً أو آجلاً أو هما معاً وأي راحة أعظم من الانسلاخ من عناء التدبير والاختيار والخوض بفكره وعقله فيما لا يعلم عاقبته 0
" وأسألك من فضلك العظيم "
فمن توجه بالسؤال إلى مولاه دون مخلوقه واستحضر سعة فضل ربه عز وجل وتوكل عليه ونزل بساحة كرمه فلا شك في نجاح سعي من هذا حاله 00 إذ فضل المولى سبحانه وتعالى أجل وأعظم من أن يرجع إلى قانون معلوم وتقدير 0
" فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب "
فمن تبرأ وانخلع من تدبير نفسه وحوله وقدرته وقوته ورجع بالافتقار إلى مولاه الكريم الذي لا يعجزه شيء 00 فلا شك في قضـاء حاجته وبلوغ ما يؤمل 00 ووقوع الراحة 00
" أو قال في عاجل أمره وآجله "
الشك هنا من الراوي في أيهما 00 قال عليه الصلاة والسلام 00 وإذا كان كذلك فينبغي للمكلف أن يحتفظ لنفسه في تحصيل بركة لفظه عليه الصلاة والسلام – على القطع فيأتي بهما معاً 0
" فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه "
فمن رضي بما اختاره له ربه العالم بعواقب الأمور كلها وبمصالح الأشياء جميعها بعلمه القديم الذي لا يتبدل ولا يتحول 00 فقد سعد السعادة العظمى 00
" فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به "
فمن سكن إلى ربه عز وجل وتضرع إليه ولجأ إليه في دفع جميع الشر عنه فلا شك في سلامته من كل ما يتوقع من المخاوف 00
فأي دعاء يجمع هذه الفوائد ويجعلها مما اختاره المرء لنفسه مما يخطر بباله من غير هذه الألفاظ الجليلة التي احتوت على ما وقعت الإشارة إليه وأكثر منه ولو لم يكن منها من الخير والبركة إلا أن من فعلها كان متمثلاً للسنة المطهرة محصلاً لبركتها لكفى 00
ثم مع ذلك تحصل له بركة النطق بتلك الألفاظ التي تربو على كل خير يطلبه الإنسان لنفسه ويختاره لها فيا سعادة من رزق هذا الحلال ) ( نقلاً عن أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 18- 19)0
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين ، وثبت في أمره ، وقد قال - سبحانه وتعالى : ( وَشَاوِرْه ُمْ فِى الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّل ْ عَلَى اللَّهِ ) ( سورة آل عمران - الآية 159 ) 0
وقال قتـادة : ما تشاور قوم يبتغون وجه الله ؛ إلا هدوا إلى أرشد أمرهم ) ( صحيح الوابل الصيب - ص 201 - 202 ) 0
قال الشوكاني : ( قال الحافظ العراقي : لم أجد بوجوب الاستخارة أحد قال بهذا الوجوب ومما يدل على عدم وجوبها الأحاديث الصحيحة الدالـة على انحصـار فرض الصلاة في الخمس من قوله : " هل علي غيرها " ؟؟ قال : لا إلا أن تطوع وغير ذلك ) ( نيل الأوطار - 3 / 88 ) 0
قال النووي : ( في الأذكار تستحب الاستخارة بالصلاة والدعاء 00 وتكون الصلاة ركعتين من النافلة والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب وبتحية المسجد وغيرها من النوافل 00 يعني إذا نوى الاستخارة 00 وقال الحافظ العراقي : إن كان همه بالأمر قبل الشروع في الراتبة ونحوها ثم صلى من غير نية الاستخارة وبدا له بعد الصلاة الإتيان بدعاء الاستخارة فالظاهر حصول ذلك 00 ) ( نقلاً عن أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 17 ) 0
قال الحافظ في الفتح : ( والأكمل أن يقرأ كل منهما السورة الأولى يعني بعد الفاتحة والآخرتين في الثانية لكن والله أعلم 00 ظاهر الأحاديث عدم التقيد بشيء مما ذكر فله أن يقرأ فيهما ما شاء 00 هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أيوب : " ثم صلِّ ما كتب لك " ظاهر ، بجواز صلاة الاستخارة بأكثر من ركعة فله أن بصلي أربعاً بتسليمه ومفهوم العدد في قوله في حديث جابر " فليركع ركعتين " ليس بحجة عند الجمهور ، غير أنهم اتفقوا على أن لا نجزئ الركعة الواحدة 000
هذا 000 وحكمة تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد من الاستخارة الجمع بين خيري الدنيا والآخرة ) ( فتح الباري – بتصرف واختصار – 11 / 185 – 186 ) 0
قال الشيخ السيد سابق : ( يسن لمن أراد أمراً من الأمور المباحة والتبس عليه وجه الخير فيه أن يصلي ركعتين من غير الفريضة ولو كانتا من السنن الراتبة أو تحية المسجد في أي وقت من الليل أو النهار ، يقرأ فيهما ما يشاء بعد الفاتحة ويصلي على نبيه ثم يدعوا بالدعاء الذي رواه البخاري من حديث جابر – رضي الله عنه 00 الخ ) ( فقه السنة – 1 / 211 ) 0
يقول الأستاذ علي الطهطاوي : ( إن المسلم في كل شأن من شؤونه يستمد من ربه – عز وجل – العون والقوة 00 فإذا أصابه أمر من الأمور فزع إلى الصلاة يروح فيها عن نفسه 00 ويزيل بها همومه 00 ويلتجئ إلى الله ويهرع إليه إذا عزم على أمر فيستخيره في هذا الأمر اتباعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن هداه الله إلى العمل أقدم عليه وسار إلى الأمام ولم يلتفت إلى العواقب ما دام الله معه – وإن هداه ربه إلى ترك ما هم بفعله تركه إلى غيره ولم يلتفت إليه 0
وصلاة الاستخارة – إنما هي نعمة من الله يتوجه بها العبد إلى ربه ويستخيره ويطلب منه أن يهديه إلى ما فيه نفعه وأن يختار الله له ما فيه صلاحه في الدنيا والآخرة 00
وهي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه دعاء الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن ) ( أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 11 – 12 ) 0
بارك الله فيكم أخوتي الأفاضل ، وزادكم الله من فضله وكرمه ،