صقر الروسان
04-26-2006, 12:12 PM
أخبرني أحد الأصدقاء عن قصة اختلاف في وجهات النظر حدثت له مع ثلة من أقاربه.. وكيف أن ذلك الاختلاف انتهى بإقامة حد "الحق" عليه مما كلفه الكثير من "المفطحات".. ومع كل ذلك ما زال الأقارب يرون أنه لم يعد لهم كرامتهم التي يدعون أنها تهمشت بسبب ذلك الخلاف البسيط...!
وهناك الكثير ممن جرت عليهم مثل هذه الأحكام العرفية التي ما أنزل الله بها من سلطان... وتكبدوا من ورائها كثيرا من الخسائر المادية... وكأن اختلافاتنا لا تحل إلا بشحوم ذلك التيس أو الحاشي الصغير...! ولا أدري حتى هذه اللحظة أين يكمن مفهوم الصلح في هذا العرف... فمتى كانت "التيوس" والجمال وسيلة للصلح فيما بيننا...؟! ونحن أمة تخضع لقوانين وأعراف إسلامية استقيناها من الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة... ولعل المتتبع في الأحاديث النبوية الشريفة التي تعرضت للصلح فيما بين المتخاصمين لن يجد أي تصريح أو تلميح لوجود "المفطحات" بل على العكس فإنه سيلاحظ أن ديننا الإسلامي استشعر قيمة الإنسان ومدى قدرته على تجاوز خلافاته بالقيم الإسلامية النبيلة والبسيطة الخالية من أشكال التبذير والبذخ...!
لا شك أن الكرم قيمة ثقافية جميلة تميزنا عن غيرنا من الأمم الأخرى.. إلا أن واقعنا الحالي خنقها في غير مكانها وجعل منها هما لا بد أن يتساوى فيه الغني والفقير... ولذلك فقد يجد البعض ممن لا يتوفر له طعام الأبناء نفسه مطالبا بإقامة "الحق" وربما يخسر الكثير ماديا وإلا قد يخسر كل من حوله معنويا في صورة مناهضة تماما لصور الفضيلة التي يأمرنا بها ديننا الحنيف..! وغراراً على ظاهرة "الحقوق" و "المفطحات" نجد أن هناك بعضا من التعاملات العرفية الأخرى التي تحرم الكثير من ممتلكاتهم وربما تفقدهم الوصول لحقوقهم... ولعل أبرزها مسألة "قذف الشماغ".. فما أن يصل ذلك "الشماغ" على سطح الأرض حتى تذهب كل الحقوق سدى دونما أي اعتبار لكرامة وكينونة ذلك الإنسان المظلوم...!
وبما أن حراكنا الاجتماعي مقبل على تغيرات سياسية وثقافية تبشر بالخير.. فإننا بحاجة لإعادة صياغة هذه القيم التي أعتقد أننا متى ما تحررنا منها.. تمكنا من تجاوز الكثير من معوقات عجلة التنمية التي تسعى السياسة العليا للدولة إلى دفعها بأقصى سرعة ممكنة، مع العلم واليقين أن ذلك لا يعني انسلاخنا من ديننا وقيمنا... ولا يعني تجاهلنا لما قدمه لنا الآباء والأجداد... بقدر ما هو ارتفاع في منسوب الوعي والإدراك الثقافي الذي يرفض - بالفطرة - أن يكون رهينة للماضي.. ويسعى دائما للرهان على المستقبل.. وحسب الجاحظ.. فإذا سمعت أحدهم يقول: ما ترك الأول للآخر شيئا.. فأعلم أنه لن يفلح.
أخيرا.. أعلم أن المساس بمثل هذه القيم.. يعد مساسا بالمقدس الاجتماعي لدينا.. ولذلك فإن الكثير ممن سيقرؤون هذه الكلمات سيغضبون وقد يعدونها تمردا على القيم الاجتماعية.. وربما صورة من صور الخيانة... ولذلك فإنني أخشى أن أطالب "بالحق" وأنا غير مستطيع...!
NASNAS666@HOTMAIL.COM
وهناك الكثير ممن جرت عليهم مثل هذه الأحكام العرفية التي ما أنزل الله بها من سلطان... وتكبدوا من ورائها كثيرا من الخسائر المادية... وكأن اختلافاتنا لا تحل إلا بشحوم ذلك التيس أو الحاشي الصغير...! ولا أدري حتى هذه اللحظة أين يكمن مفهوم الصلح في هذا العرف... فمتى كانت "التيوس" والجمال وسيلة للصلح فيما بيننا...؟! ونحن أمة تخضع لقوانين وأعراف إسلامية استقيناها من الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة... ولعل المتتبع في الأحاديث النبوية الشريفة التي تعرضت للصلح فيما بين المتخاصمين لن يجد أي تصريح أو تلميح لوجود "المفطحات" بل على العكس فإنه سيلاحظ أن ديننا الإسلامي استشعر قيمة الإنسان ومدى قدرته على تجاوز خلافاته بالقيم الإسلامية النبيلة والبسيطة الخالية من أشكال التبذير والبذخ...!
لا شك أن الكرم قيمة ثقافية جميلة تميزنا عن غيرنا من الأمم الأخرى.. إلا أن واقعنا الحالي خنقها في غير مكانها وجعل منها هما لا بد أن يتساوى فيه الغني والفقير... ولذلك فقد يجد البعض ممن لا يتوفر له طعام الأبناء نفسه مطالبا بإقامة "الحق" وربما يخسر الكثير ماديا وإلا قد يخسر كل من حوله معنويا في صورة مناهضة تماما لصور الفضيلة التي يأمرنا بها ديننا الحنيف..! وغراراً على ظاهرة "الحقوق" و "المفطحات" نجد أن هناك بعضا من التعاملات العرفية الأخرى التي تحرم الكثير من ممتلكاتهم وربما تفقدهم الوصول لحقوقهم... ولعل أبرزها مسألة "قذف الشماغ".. فما أن يصل ذلك "الشماغ" على سطح الأرض حتى تذهب كل الحقوق سدى دونما أي اعتبار لكرامة وكينونة ذلك الإنسان المظلوم...!
وبما أن حراكنا الاجتماعي مقبل على تغيرات سياسية وثقافية تبشر بالخير.. فإننا بحاجة لإعادة صياغة هذه القيم التي أعتقد أننا متى ما تحررنا منها.. تمكنا من تجاوز الكثير من معوقات عجلة التنمية التي تسعى السياسة العليا للدولة إلى دفعها بأقصى سرعة ممكنة، مع العلم واليقين أن ذلك لا يعني انسلاخنا من ديننا وقيمنا... ولا يعني تجاهلنا لما قدمه لنا الآباء والأجداد... بقدر ما هو ارتفاع في منسوب الوعي والإدراك الثقافي الذي يرفض - بالفطرة - أن يكون رهينة للماضي.. ويسعى دائما للرهان على المستقبل.. وحسب الجاحظ.. فإذا سمعت أحدهم يقول: ما ترك الأول للآخر شيئا.. فأعلم أنه لن يفلح.
أخيرا.. أعلم أن المساس بمثل هذه القيم.. يعد مساسا بالمقدس الاجتماعي لدينا.. ولذلك فإن الكثير ممن سيقرؤون هذه الكلمات سيغضبون وقد يعدونها تمردا على القيم الاجتماعية.. وربما صورة من صور الخيانة... ولذلك فإنني أخشى أن أطالب "بالحق" وأنا غير مستطيع...!
NASNAS666@HOTMAIL.COM