المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاولي أن تغفري ..فالدنيا ماضية


سلمان الذيابي
04-02-2006, 01:19 AM
موضوع اعجبني ونقلته .....!





حاولي أن تغفري ..فالدنيا ماضية



التنافس بين النسوة أمر جبلن عليه , والغيرة بينهن أشد ظهوراً منها بين الرجال , وهي بين الضرائر أشد وأقوى من غيرهن ..... وهكذا .
لكن الأخلاق الإسلامية تعلمنا أن نتجاوز هذا , فتصفو القلوب , وتتسامح النفوس , ويدعو كلٌ لأخيه , وكلٌ لأختها بالمغفرة.

فإذا علمت هذا أختنا المسلمة كان عليك أن تسمي بنفسك فوق مشاعر الغيرة , وتدافعيها في نفسك مهما كانت قوية , وتذكري الآخرة وما فيها من حساب شديد , والجنة وما فيها من نعيم عظيم , فتصرفي نفسك نحوها , وتزهدي في الدنيا ومتاعها الزائل .

لاأطلب نك أن تتجردي من مشاعرك , وتنتزعي من نفسك عواطفها فهذا أمر يكاد يكون مستحيلاً , فحتى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كان بينهن غيرة , وكان بينهن تنافس , لكن خلقهن الإسلامي كان الضابط لهذه المشاعر , فلا يتجاوزن خلقاً أو أدباً .
وتأملي هذه المصافاة .


وهذه المسامحة الكريمة , بين ثلاث من أمهات الؤمنين – رضي الله عنهن جميعاً – ففيها حث لك على مسامحة أخواتك في الله . أخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها – قالت : دعتني أم حبيبة – رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها فقالت : قد يكون بيننا مابين الضرائر , فغفر الله لي ولك ماكان من ذلك , فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلّلك من ذلك , فقالت : سررتني سّرك الله , وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك .


أليس مشهداً مؤثراً : الموت اقترب من أم حبيبة – رضي الله عنها – فتستسمح عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما – فلا تترددان بالإستجابة , ويتبادلن جميعاً الدعاء بالمغفرة ؟!


إنها تذكرة لك أختي المسلمة , فقد مضت على هذه الأرض أجيال وأجيال , غادرتها جميعها دون أن تأخذ معها إلى ربها غير عملها.


وستمضين ياأخت , وسنمضي نحن جميعاً , ولن نحمل معنا غير عملنا , فإن كان عملنا صالحاً في معظمه , فقد فزنا وأفلحنا , وإلا فالحساب والعذاب .

إذا وضعت هذا في تصورك , وحاولت ألا يغيب عنك , فلا شك أنك ستغفرين لأخواتك في الله , ولقريباتك وصديقاتك , لأن في مغفرتك لهن أجراً ليس بالقليل .

واقرئي هذه الآيات الكريمة التي تحث المؤمنين على المغفرة لإخوانهم :


)) ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )) النور: 22

وقوله تعالى (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون )) الشورى: 37

وقوله تعالى (( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) الشورى : 43

وقوله تعالى (( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )) التغابن: 14

ويقول الله تعالى (( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله )) الجاثية : 14.


قال الففضيل بن عياض : إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً فقل : ياأخي اعف عنه , فإن العفو أقرب للتقوى . فإن قال : لايحتمل قلبي العفو ولكن انتصر كما أمرني الله – عز وجل – فقل له : إن كنت تحسن أن تنتصر ( أي إذا أحسنت الإنتصار ولم تتجاوز به الحد فافعل ) وإلا فارجع إلى باب العفو فإنه باب واسع , وإنه من عفا وأصلح فأجره على الله , وصاحب العفو ينام على فراشه في الليل , وصاحب الإنتصار يقلب الأمور ( أي يفكر كيف سينتصر لنفسه , أي أسلوب يتبع , وأي طريق يسلك , هل يقول له كذا , أم يفعل كذا , وبالطبع فإن مثل هذا سيؤرقه فلا ينام ( .


واقرئي أختي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر فيه من يتجاوز عن أخيه , ويغضي عن إسائته : (( مامن عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله ,إلا أعزه الله تعالى بها ونصره )) رواه أبو داود وحديث (( مازاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً )) حديث صحيح .


والآن ,أختي المسلمة إذا صارت لديك قناعة بهذا العفو ، ورغبة في العمل به فاحرصي على مايلي :


1- إذا كنت قد قاطعت قريبة لك , لأي أمر ليس فيه مخالفة لشرع الله , فبادري إلى الاتصال بها أو زوريها , وإذا تحرجت من زيارتها وحدك , فاجعلي زيارتك لها ضمن مجموعة من القريبات .


2- ارغمي نفسك على العفو عند المقدرة , وقاومي في نفسك رغبتها في الانتصار المنتقم , واخفضي جناحك لأخواتك في الله , وضعي أمام نفسك دائماً هاذين الخيارين : الانتصار الذي لايترتب عليه الأجر , أم العفو والمغفرة اللتان تجلبان لك الثواب العظيم , والطمأنينة النفسية المريحة .


3- تذكري الموت باستمرار , فتذكر الموت يميت في النفس مشاعر الغضب والانتقام , ويدفع المؤمن إلى التفكير بالآجلة الباقية , ويصرفه عن العاجلة الزائلة , ومافيها من رغائب النفس .


ومما يساعدك على تذكر الموت :
* قراءة موعظة الصالحين .
* ذكر من مات في القريب من الأقارب والمعارف .
* تأملي سرعة مرور الأيام وتوالي الشهور والسنين .

أختي المسلمة :


أدعو الله لك أن يرزقك نفساً مطمئنة , تغفر ظلم الآخرين لها , وتتجاوز عن إساءات المسيئين والمسيئات , إنه سميع مجيب .

الفوائد المنتقاة :

1- الأجر العظيم الذي أعده الله للعافين عن الناس مع المقدرة .

2- ديننا الإسلامي دائماً وأبداً يدعو لما يسمو بالنفوس ويحقق لها رفعتها .

3- العفو عن الناس وكظم الغيظ له أثره الكبير على النفس فهو يمحو عنها إحساسها بالحقد والكراهية وتشعر النفس بتفاهة ذلك الموقف .

4- إن الله سبحانه وتعالى لايدعو لشيء إلا وفيه الحكمة من ذلك فالدعوة بالعفو والصفح من شأنه أن يؤدي إلى ترابط المسلمين وتماسكهم ويسمو بهم عن الأحقاد والتباغض .


منقول


كتاب / رسالة إلى مؤمنة / محمد العويد

طيب الفال
04-02-2006, 06:13 AM
إضافة :


كلمات رائعات نغترفها من كتاب مختصر منهاج القاصدين
للعلامة ابن قدامة المقدسي


" اعلم أن معنى العفو و الرفق أن تستحق حقا فتُسقطه ، و تؤدي عنه من قصاص أو غرامة ، و هو غير الحلم و الكظم ، قال الله تعالى :

(( و العافين عن الناس )) و قال تعالى (( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ))


و في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ما نقصت صدقةٌ من مال ، و ما زاد الله عبدا يعفو إلا عزًا ، و ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله )


و عن عُقبة بن عامر ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يا عقبة ، ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا و الآخرة ؟ تصل من قطعك ، و تعطي من حرمك ، و تعفو عمن ظلمك )


و روي أن مناديا ينادي يوم القيامة : ليقم من وقع أجره على الله ؟
فلا يقوم إلا من عفا عمن ظلمه



و عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله رفيق يحب الرفق ، و يُعطي عليه ما لا يعطي على العُنف )
و في الصحيحين ، من حديث عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( إن الله عز و جل يحب الرفق في الأمر كله ) و في حديث آخر ( من يحرم الرفق يحرم الخير )





نسأل الله أن يجعلنا من أهل الرفق و من العافين عن الناس
اللهم آمين




الأخ / سلمان

أسأل الله أن ينفع بك وبما نقلت ويجعلها في ميزان أعمالك .



طيب الفال

اخو من طاع الله
04-02-2006, 04:34 PM
مشكور يا سلمااااااااان على النقل الرائع موضوع يستحق الوقوف امامه

كما اشكرك اخوي طيب الفال على الاظافه مما اخرج الموضوع بشكل رااااااااااائع

الله يعطيكم العاااااااااااااافيه

سلمان الذيابي
04-02-2006, 10:36 PM
طيب الفال






تقبل كل التقدير اخوي




عساني مااعدمك

سلمان الذيابي
04-02-2006, 10:37 PM
اخوي عبدالله


الف شكر لمرورك يالذيب




لك صادق الود

((الدلبحي))
04-03-2006, 11:34 AM
سلمان موضوع وكتابه متميزه لاهنت


تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتي