وليد الزراقي
04-01-2006, 08:56 AM
كلما أرى ما يحل بالناس في هذا الزمان من أفراح وأتراح أتذكر قول الباري جل وعلا: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ..}الآية. هذه الآية العظيمة في سورة آل عمران التي فسرها العلماء المتأخرون منهم والمتقدمون بأنها يوم لك ويوم عليك، وهو بلا شك امتحان للمؤمن. نعم هذا هو الصواب والحقيقة التي نراها بتدبير وتقدير من رب الأرض والسموات، فكم من إنسان نال السرور من هذه الدنيا وغيره نال الويل والثبور وعلى العكس، دنيا متقلبة فيها من هو ضاحك مستبشر، ومن هو باك متكدّر، كل يوم لها ضحايا من البشر، هذا خاسر وهذا رابح، وهذا شقي وهذا سعيد، حزين، وفرح، مرح وترح، دنيا متقلبة ليس لها أمان، فتاة أغرت الناس بجمالها المزيف الخدّاع، سميت بهذا الاسم لدناءتها وحقارتها، غرّت الكثير وقادتهم إلى الهلاك بشياطين الإنس والجن، متقلبة الأحوال، صباحها يختلف عن مسائها، فيها الشقاء والسعادة، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال عنها: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه)، فلماذا نركض خلفها ونطلبها ونخطب ودها، ونركن إليها، ونحن نعلم أنها حقيرة، نهاية الإنسان فيها الموت؟.. هل غرنا طول الأمل، وبها كل واحد منا انشغل؟ لماذا الجفاء، والتباغض فيها والشحناء؟ هل تستحق كل هذا؟ بل لماذا يعيش البعض منا بقلب معطوب مثقوب، وعقل مسلوب، وشر للنفس مجلوب؟!.. ألا نطهر قلوبنا من الغل والحقد، ونبث فيها الحب والحنان والعطف، وحب الإخوان والأخوات في كل مكان.. وصاحب القلب الطيب محبوب عند الله وعند الناس، ومحل تقدير واحترام من إخوانه وأخواته، فهل نعي أهمية ذلك وندع الدنيا وما فيها؟ والسعادة ترك ما فيها، والتمسك بطاعة رب الأرباب، قال الشاعر العربي:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
ووالله وتالله وبالله إن الدنيا لا تستحق منا ذرف الدموع، ولمآسيها وأحزانها الخضوع، وإنما الاستفادة منها، واليقين بأن كل ما يحدث فيها بتقدير من الجبار جل جلاله، وان التفاؤل فيها أمر مطلوب ومحمود، وقد قيل تفاءلوا بالخير تجدوه، فما أجمل أن نعيش في دنيانا سعداء بقلوب آمنة مطمئنة مرتاحة بالطاعة للرب، وحسن المعاملة للآخرين، وان جرحونا وأهانونا وذقنا منهم ما يكدّر خواطرنا، ويكون منهجنا بذلك: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
طهر الله قلوبنا من درن الحقد والحسد، والكراهية والبغضاء، ووفقنا لما فيه الخير لنا ولديننا ولأمتنا، وجعلنا إخوة متحابين، قلوبنا بيضاء صافية نقية تقية.
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
ووالله وتالله وبالله إن الدنيا لا تستحق منا ذرف الدموع، ولمآسيها وأحزانها الخضوع، وإنما الاستفادة منها، واليقين بأن كل ما يحدث فيها بتقدير من الجبار جل جلاله، وان التفاؤل فيها أمر مطلوب ومحمود، وقد قيل تفاءلوا بالخير تجدوه، فما أجمل أن نعيش في دنيانا سعداء بقلوب آمنة مطمئنة مرتاحة بالطاعة للرب، وحسن المعاملة للآخرين، وان جرحونا وأهانونا وذقنا منهم ما يكدّر خواطرنا، ويكون منهجنا بذلك: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
طهر الله قلوبنا من درن الحقد والحسد، والكراهية والبغضاء، ووفقنا لما فيه الخير لنا ولديننا ولأمتنا، وجعلنا إخوة متحابين، قلوبنا بيضاء صافية نقية تقية.